سيطر التوجه العام لشركات النفط العالمية لبيع بعض أصولها في العديد من البلدان على نقاشات مؤتمر "سيرا" المنعقد أوائل مارس الجاري بولاية تكساس في الولايات المتحدة، وسط توقعات بضعف تدريجي في الأسعار العالمية. ومن المستجدات في نقاشات المؤتمر بحسب الخبير النفطي الدكتور محمد الشطي ثبات أسعار النفط واستمرار ارتفاع تكاليف التنقيب والاستكشاف والإنتاج للبرميل الواحد، الأمر الذي يعني تقلص عوائد هذه الشركات، ولذلك تتبنى هذه الشركات سياسات متعددة للمحافظة على وضع استراتيجي أفضل تستطيع معه الاستمرار بالتفوق في عملياتها وأنشطتها وتحقيق رضا المساهمين فيها، وذلك عن طريق تحقيق خفض كبير في تكاليف مختلف أنشطة هذه الشركات للمحافظة على عوائد جيدة، وطبعا هذه تمثل فرصا ثمينة لاقتناصها من قبل شركات النفط الوطنية بعد دراستها وتقييمها والتحقق من مواءمتها لأهداف تلك الشركات الوطنية الاستراتيجية، كما أن هناك توافقاً بأن الطلب العالمي على الطاقة سيرتفع بمقدار 40% بحلول العام 2035م مقارنةً بالعام 2013م، حيث إنه سيكون مدعوماً بتحسن الأوضاع الاقتصادية في العالم وعلاج مشكلات حرمان العديد من سكان الأرض من التمتع بالطاقة والكهرباء، وأن الاعتماد على الوقود الأحفوري (الغاز والنفط والفحم) مستمر حيث تشكل غالب الطاقة في المستقبل. وأوضح الشطي أنه على الرغم من نجاح تطوير النفط الصخري في أمريكا بشكل كبير، حيث إن الزيادة الفعلية تفوق التوقعات وهذا التوجه يستمر في المستقبل لسنوات قادمة بحيث سيستمر النفط وسوائل الغاز والمكثفات من خارج الأوبك بتغطية معدل الزيادة في الطلب العالمي، وهو الأمر الذي سيقيد الطلب في نهاية المطاف على نفط الأوبك، إلا أن ذلك لا يعني أن تطوير الإنتاج من النفط الصخري من خارج الولايات المتحدة الأمريكية سيكون بهذه السهولة لأن الظروف والأجواء المتوفرة في أمريكا غير متوفرة في أي مكان بالعالم، وبالتالي هذا يعني أن هذا التطوير يحتاج إلى وقت طويل، وهو أمر يحتاج إدخاله في التوقعات لرسم استراتيجيات صحيحة، وقامت بعض الشركات النفطية باستحداث إدارة متخصصة تكون وظيفتها واهتمامها في تطوير الإنتاج في مجال النفط والغاز الصخري. وأضاف أن آفاق تطوير إنتاج الغاز الطبيعي ثابتة ومستمرة وتدعم الاستثمارات نحو التوسع في صناعة البتروكيماويات في الولايات المتحدة الأمريكية، كذلك من المتوقع أن يتم السماح بتصدير الغاز الطبيعي إلى خارج الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كبير بعد عام 2020، ولكن هذا لن يؤثر بشكل كبير في أسعار الغاز في الأسواق المختلفة، كما أن التطرق إلى إمكانية توسع المعروض من الغاز الطبيعي في المستقبل وهو الأمر الذي سيعزز من تطور الأسواق الفورية ويشكل ضغوطا على الأسعار بشكل عام وهذا الأمر ممكن توقعه خلال سنوات وليس بشكل آني.