×
محافظة حائل

خلال شهر رمضان الماضي الشؤون الإسلامية بمنطقة حائل تنظم (523) عملاً دعوياً وإرشادياً

صورة الخبر

على رغم ما تشهده تونس من أوضاع أمنية مقلقة ومخيفة في أحيان كثيرة، تستمر الحياة في البلاد في أشكال مختلفة. فالتونسي يحبّ الحياة ولا يثنيه عن ذلك أي أمر مهما كبر أو زادت حدّته. وتعيش تونس منذ أيام حالات من القلق الأمني، فمنذ اغتيال زعيم «الجبهة الشعبية» شكري بلعيد في شباط (فبراير) الماضي، وحتى اغتيال زعيم «التيّار الشعبي» محمد البراهمي أواخر تموز (يوليو) الماضي، وصولاً إلى اغتيال عدد من الجنود في جبل الشعانبي، شهدت البلاد تقلّبات كثيرة شكّلت هاجساً لدى المواطن التونسي الذي لم يتعوّد ثقافةَ العنف والموت ولا تستهويه ألوان الدماء والخراب. وتتسارع الأحداث الدامية في البلد الذي يبلغ عدد سكّانه حوالى 12 مليون نسمة، والذي يشهد اليوم الكثير من المشاكل والمآسي، وإن كانت بسيطة مقارنة بما يحدث في دول أخرى. تجاذبات سياسية واغتيالات وتهديدات لشخصيات تعارض المدّ «الإخواني» و «السلفيَّ» و «الجهاديَّ» في تونس، لم تمنع التونسيين من مواصلة الحياة في شكل طبيعي، أو هكذا يبدو للملاحظ. تعكف النســـوة في مـــعظم المدن على إعداد حلويات العيد وتكتظّ المخابز بأحجام الأطباق وأشكالها ومحتوياتها. فمن العادات القديمة التي لم تنجح التطورات التي طرأت في صلب المجتمع على محوها، ولم تندثر على رغم أن المحال توفّر أنواعاً كثيرة من الحلويات حتى التقليدية منها، فإنها عادات ورثتها البنت عن أمها وحملتها معها. وتنشر فترة صناعة حلويات العيد أجواء غير عادية في البيوت التونسية، ما يحرّك الأسواق المحلية بسبب زيادة الطلب على المواد الأولية اللازمة لصنع الحلويات على اختلاف أنواعها.   حتى مطلع الفجر ومن وجوه استمرار الحياة في تونس، تتواصل مهرجانات التسوّق في مدن عدة عبر تنظيم «الأيام التجارية»، وهي أسواق مفتوحة تنطلق عادة في النصف الثاني من شهر رمضان وتتواصل حتى ليلة العيد. وتتوافر في «الأيام التجارية» منتجات متنوعة بأسعار زهيدة تراعي القدرة الشرائية لجيوب أرهقتها الأوضاع المضطربة في البلاد. ويُعدّ ذلك فرصة للتجار الذين ضرب الكساد بضائعهم ونالهم نصيبهم من التدهور الاقتصادي والمالي في بلد كان حتى وقت قريب لا تتجاوز فيه نسبة الفقر العشرين في المئة. أما اليوم، فإن الأرقام تتحدث عن نسبة مفزعة، خصوصاً في المناطق الداخلية التي ازدادت فقراً على رغم أن «الثورة» قامت من أجل العدالة الإجتماعية أولاً. في أحد المعارض التجارية في مدينة قصر هلال الساحلية (محافظة القيروان)، والتي تنظّم «الأيام التجارية والثقافية» منذ أربعين سنة، يعرض مئات التجّار منتجات مختلفة ومتنوعة، ويأتي آلاف الزوّار كل ليلة للتجوّل والتبضّع. ويقول أحد القائمين على المعرض الضخم الذي يضمّ مئات الأكشاك إنّ «إقبال التجّار، وإن لم يكن مثل الأعوام الماضية، فإنّ العدد الحالي يعتبر مهماً قياساً بما تعيشه البلاد من تقلّبات». ويضيف: «حتى على مستوى إقبال المواطنين، يُعد الأمرُ عادياً. ونحن تعوّدنا أن تكون الليالي الثلاث الأخيرة هي ليالي الذروة، إذ حققنا خلال السنوات الماضية أرقاماً قياسيّة من حيث عدد الزوّار الذين يأتون من أنحاء الجمهورية، وخصوصاً من المحافظات الداخلية». ويعزو ارتفاع عدد زوار المعرض إلى أن المواطن التونسي «يجد فيه كل ما يرغب من منتجات، تتنوع بين الملابس والأحذية والأطعمة وكل ما تتطلّبه العائلة عموماً، بأسعار لا تقبل المنافسة ولا يمكن أن يجدها في أي معرض آخر. أما السبب فيعود إلى أنّ المدينة صناعية وتجارية أساساً، وهي عاصمة مغاربية للنسيج منذ عقود. لذلك، فإن الأسعار هنا عادة ما تكون من المنتج إلى المستهلك. وهذا يغري العائلات». ولا يُخفي جابر، وهو أب لعائلة تتكون من ستّة أفراد، إعجابه بما توفّره الأكشاك الموزعة على مساحات كبيرة، من ملابس وأحذية وأقمشة وألعاب وأثاث منزلي وعطورات... وإلكترونيات. ويقول: «أزور المعرض منذ سنوات، وأجد هنا ما يلزم العائلة بأسعار جيّدة لا أجدها في أي مكان آخر. لذلك أحاول أن أقتني ما أمكن من ملابس صيفية وشتويّة أيضاً بغية التوفير». ويتّفق غالبية زوار المعرض مع هذا الرأي، معتبرين أنه فرصة لاقتناء الكثير بمال قليل... وفي وقت وجيز أيضاً.