غيب الموت مساء أمس الأول الفنانة الكبيرة زبيدة ثروت عن عمر يناهز 76 عاما بعد صراع مع مرض السرطان وأمراض الشيخوخة، حيث تعرضت لأزمة مرضية مفاجئة الأحد الماضي، نقلت على إثرها إلى العناية المركزة بأحد مستشفيات منطقة المهندسين. وتم تشييع جثمان الفنانة الراحلة من مسجد السيدة نفيسة بعد صلاة الظهر. ولدت زبيدة ثروت في 14 يونيو 1940 لأسرة تعود أصولها إلى تركيا فوالدها تركي لكنه ولد في مصر وقد حاولت زبيدة ثروت طوال عمرها إخفاء ذلك فالجميع كان يعتقد أن أسرتها مصرية. قطة الشاشة لم تكن عيون المشاهدين معلقة فقط بعينيها الملونتين، رغم أن أغلب أفلامها كانت بالأبيض والأسود، إلا أن جمالها مكنها من الفوز في مسابقة أجمل مراهقة -في مسابقة نظمتها مجلة الجيل- بفارق خمسة آلاف صوت عن وصيفتها، وكانت تلك الفرصة التي جمعت المنتجين والمخرجين حولها ليتجهوا بها إلى الفن، رغم أنها اختارت دراسة الحقوق بجامعة الإسكندرية، لتصبح بذلك من ملكة جمال إلى «قطة» الفن السابع. أول ظهور على شاشة السينما كان أول ظهور للفتاة السكندرية ابنة الـ16 عاما (آن ذاك) في فيلم دليلة لبضع دقائق مع شادية وعبدالحليم حافظ، وكان لهذه العمل واقعة طريفة حيث دخلت فيه إلى الاستوديو لكي تجري أول اختبار وكان يجري يومها تصوير فيلم (دليلة) الذي كانت تمثله شادية مع عبدالحليم حافظ، فانفجر المخرج السينمائي الكبير محمد كريم صارخا في وجهها وهو يجري التجربة لها، فانفجرت هي في البكاء، وخرجت هاربة من البلاتوه، فإذا بالفنانة الكبيرة شادية تجري خلفها وتعيدها مرة أخرى إلى البلاتوه ونصحتها بأن عليها أن تتحمل صراخ المخرج في وجهها، لأن هذا ما سيجعل منها ممثلة كبيرة، وفعلا عادت إلى الاستوديو وهى تبتسم في وجه المخرج محمد كريم. ملكة الرومانسية بعد ذلك انطلقت زبيدة ثروت إلى عشرات الأفلام ليطلق عليها النقاد لقب (ملكة الرومانسية) خاصة بعد فيلم يوم من عمري الذي جمعها بالعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ. الابتعاد عن السينما بعد فيلم يوم من عمري طلب المنتج صبحي فرحات أن يتزوجها خاصة أنه كان قد أنتج لها فيلم يوم من عمري بسبب إعجابه بها ووقتها حدثت واقعة غريبة حيث اشترطت عليه أن يكون البطل أمامها هو عبدالحليم حافظ وهو الأمر الذي رضخ له فرحات في النهاية، وبعد عرض الفيلم فوجئت بوالدها يخبرها برغبة فرحات في الزواج منها وهو ما تم حيث تزوجت وابتعدت عن السينما من أجل تربية بناتها. حلم المحاماة في أثناء ذلك حاولت ثروت أن تمارس مهنة المحاماة وهي التي كانت قد نالت ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، ولكن كان عليها أولا أن تقضي فترة تدريب في مكتب أحد المحامين قبل أن يكون لها الحق في أن تمارس المهنة في مكتب خاص بها واختارت مكتب محامي الفنانين لبيب معوض ولكن حدثت واقعة جعلها تبتعد عن المحاماة نهائيا قالت هي عنها قبل وفاتها (الأستاذ لبيب معوض دخل ذات مرة إلى مكتبه فرآه مزدحما بالناس، فسأل أحد العاملين بالمكتب: إيه؟ كل دول زباين جدد؟ فرد عليه لا يا أستاذ دول كلهم معجبين بمدام زبيدة ثروت وعاوزين يتكلموا معها! ومن يومها استغنى الأستاذ لبيب عن خدماتي). العودة مره أخرى في عام 1969 فوجئ الجميع بزبيدة ثروت وهي تعود إلى الاستوديوهات كممثلة وليست كزائرة كما كانت في فترة الزواج، وقد أعلنت عن سبب ذلك في حوار صحافي قبل وفاتها قائلة: «حدثت ظروف جعلت زوجي يغيب فترة عن مصر، وبناتي كن قد كبرن وأصبحن بمثابة شقيقات لي، وهن أيضا يعشن بعيدا عني، فأحسست بالفراغ يلفني من كل جانب، وطبعا كان عندي حنين إلى الأضواء فرأيت نفسي استجبت له». آخر أعمالها كان آخر أعمال زبيدة ثروت والذي اختتمت به حياتها الفنية هو مسرحية (عائلة سعيدة جدا)، مع الراحل أمين الهنيدي، والمنتصر بالله، تأليف وإخراج الراحل السيد بدير ثم قررت الاعتزال والابتعاد عن الساحة الفنية في نهاية السبعينيات.;