"شفت أحلى منها وكرهتها".. "شباب وأحب الزين".. "منحوسة ولازم أغيرها".. "قديمة وما تلفت النظر".. هذه بعض تبريرات جيل اليوم عند رغبته تغيير سيارته بين الحين والآخر، ومع أن النفس البشرية جُبلت على حب التجديد وتغيير بعض المقتنيات بين فترة وأخرى، إلا أن ذلك يجب ألا يكون على حساب التزامات أخرى في حياة الفرد، وتحديداً إلى الدرجة التي قد تدفع البعض إلى الاقتراض من أحد الأصدقاء أو من أحد البنوك لمجرد حب التغيير، دون وجود سبب وجيه أو هدف واضح. مجاراة "الموضة" وأوضح "عبدالله اللويمي" أن هناك من يحاول مجاراة الموضة فيحاول بين فترة وأخرى تغيير سيارته، مضيفاً أن هؤلاء قد يرون أن سياراتهم أصبحت قديمة ولا بد من تغييرها، موضحاً أن هناك من يميل إلى تجربة موديلات جديدة وتغيير نوع السيارة حتى حينما تكون سيارته التي بين يديه في حال جيدة. وقال "علي بن محمد" أنه من هواة تعديل السيارات وتغيير شكلها، فهو ما إن يشتري السيارة الجديدة إلاّ ويبدأ رحلة تطويرها وإجراء بعض الإضافات عليها، موضحاً أنه قد يغيّر شكل مقدمتها ويضيف إليها "إكسسوارات" إضافية لتجميلها، مشيراً إلى أنه قد يبيعها بعد ذلك حتى دون أن يحقق ربحاً كبيراً لدرجة أنه قد يبيعها بخسارة في كثير من الأحيان، لافتاً إلى أن محدودية راتبه الشهري الذي يتقاضاه من عمله في القطاع الخاص لن يمنعه من الاستمرار في ممارسة هذه الهواية. هوس التغيير وأضاف "جميل حسن العيسى" -صاحب أحد معارض السيارات- أن عدداً ليس بالقليل من المواطنين والمقيمين قد يعرضون سياراتهم للبيع؛ بسبب تكرار الحوادث والصدمات المؤثرة التي لحقت بها، مضيفاً أن هناك من يصل إلى مرحلة كرهه لسيارته نتيجة لذلك، مبيناً أنه لا يؤيد بيع السيارة بمجرد وقوع أول حادث، لافتاً إلى أن ذلك قد يدخل صاحبها في دوامة التشاؤم المنهي عنه، موضحاً أنه يؤيد بيع السيارة عندما تكثر أعطالها بشكل كبير. وأضاف أن النحس الذي قد يلازم بعض أصحاب السيارات من الممكن أن يتعرض له أصحاب معارض السيارات و"الشريطية"، مشيراً إلى أنه قد تبقى إحدى السيارات معروضة لديه في معرضه لمدة ثلاث سنوات دون أن تباع، وعندما يتم بيعها بعد ذلك فإن من اشتراها قد ينجح في بيعها وتحقيق المكاسب منها خلال دقائق معدودة من شرائها. وشاركه الرأي "عماد المبارك" -شريطي سيارات-، مضيفاً أنه يلتقي بالعديد من الشباب الذين يبيعون سياراتهم بهدف الحصول على أخرى تكون ذات موديل أحدث أو تحظى بمواصفات أفضل من المواصفات الموجودة في سياراتهم، مشيراً إلى أن ذلك يتكرر باستمرار على مدى أيام الأسبوع، لافتاً إلى أن هناك من قد يبيع سيارته رغم أنها لم تسر سوى (2000كم) تقريباً، واصفاً هذه الحالة بهوس التغيير. فك النحس وأشار "محمد العبدالله" إلى أن سيارته تعرضت لحادث مروري قوي جداً بمجرد خروجه بها من الوكالة، مضيفاً أنه أصيب حينها بحالة هستيرية؛ فهو لم يقدها إلاّ مسافة (17) متراً فقط قبل أن تتعرض لهذا الحادث العنيف الذي كاد أن يودي بحياته، موضحاً أن ذلك قد يكون نتيجة عين حاسد تعرض لها، مبيناً أنه كره قيادة سيارته منذ ذلك الحين الأمر الذي جعله يتخلص منها ببيعها. ولفت "سامي الشبيب" -صاحب أحد معارض السيارات- إلى أن بعض أصحاب السيارات يأتون بسياراتهم إلى ساحة حراج السيارات أكثر من مرة من أجل عرضها للبيع، مضيفاً أن بعض هذه السيارات تكون جديدة، مشيراً إلى أن أصحابها يخرجون بها من الساحة فوراً حتى إن تم تثمينها بسعر جيد، مبيناً أن أصحابها يبررون إقدامهم على هذا الفعل برغبتهم في فك النحس عنها. وأيده في ذلك "أحمد المبارك" -صاحب أحد معارض السيارات-، مضيفاً أن البعض قد يعرض سيارته للبيع عن طريق المزاد ليوم كامل وهو في الأساس لا ينوي بيعها، موضحاً أن ذلك يأتي اعتقاداً منه أن ذلك سيبعد النحس عنها، مشيراً إلى أن العين حق، وبالتالي فإن هناك من أكد له أنه شعر بتغير حال سيارته بعد أن عرضها للبيع ثم خرج بها من ساحة الحراج، مرجعاً سبب رغبة العديد من الشباب تغيير سياراتهم بأخرى لشغفهم الدائم بالتجديد. وأضاف أنه حريص كل الحرص على توفير متطلبات الشباب من أنواع السيارات الشبابية أو تلك التي يرغبون في اقتنائها، مشيراً إلى أن ميل الشباب لتغيير سياراتهم يدفعهم في كثير من الأحيان للسفر إلى دول الخليج لشراء أنواع معينة من السيارات تتصف بمواصفات وإكسسوارات ترضي ذائقتهم. البحث عن مواصفات وأثناء جولتنا على معارض السيارات التقينا بشاب عرض للتو سيارته المُصنَّعة في العام (2011م) للبيع، وبسؤاله عن سبب ذلك، أجاب أنه نتيجة رغبته في تغييرها بسيارة أخرى من نوع آخر بمواصفات غاية في الروعة ولون جذاب، مضيفاً أن الحال وصل به إلى أن كره سيارته ولم يعد يحتمل استخدامها؛ ففضل عرضها للبيع لشراء تلك السيارة التي يحلم باقتنائها منذ فترة. وأكد "رياض العواد" على أنه كره سيارته الحالية بشكل كبير، مشيراً إلى بعض الأسباب التي دعته لذلك، ومنها تعرضها لعدد من الحوادث حتى في حال كونها متوقفة أمام منزله أو مكان عمله، إلى جانب تعرضه لبعض الحوادث المرورية وهو يسير بها، على الرغم من كونه ملتزماً بقواعد وأنظمة المرور بشكل كبير، مرجعاً ذلك لحالة النحس التي حلَّت بها منذ أن اشتراها قبل مدة -على حد رأيه-، مضيفاً أن الحال وصل به إلى صرف مبلغ مالي يصل إلى حوالي (1000) ريال شهرياً مقابل إصلاح بعض الأعطال التي تتعرض لها بشكل متكرر، لافتاً إلى أن هذه الأسباب مجتمعة جعلته يبيعها بأقل من السعر الذي اشتراها به رغبة في التخلص منها. ووصف "رائد المحمد" الحالة التي تسيطر عليه وتدفعه لتغيير سيارته بين الحين والآخر بإدمان التغيير، مضيفاً أنه اعتاد الذهاب برفقة أصدقائه إلى بعض وكالات السيارات بين فترة وأخرى للتعرف على مواصفات السيارات الجديدة، موضحاً أنه حينما يرى بعض المواصفات التي تعجبه في أي سيارة فإنه يسارع بشرائها، حتى لو كلفه الأمر بيع سيارته التي يمتلكها بخسارة كبيرة، مشيراً إلى أنه يدرك أنه على خطأ ومع ذلك فإن حبه الشديد للتغيير هو ما يدفعه للإقدام على ارتكاب مثل هذا الفعل. ويبدو أن أمر تغيير السيارة لا يقتصر على الشباب فحسب، فقد عُرف عن "صالح الصالح" الذي بلغ العقد السابع من العمر رغبته الكبيرة وحبه الشديد لتغيير سيارته كل عامين تقريباً، مبرراً ذلك بقناعته أن كل موديل يحمل مواصفات تختلف عن الموديل الذي سبقه، مشيراً إلى أن في ذلك راحة كبيرة لصاحب السيارة، لافتاً إلى أن ذلك جعله يتفق بشكل ودي مع صاحب أحد معارض السيارات على بيع سيارته له كل عامين وشراء أخرى جديدة. خسائر كبيرة وشدد "عبدالله الشقاق" على أن النفس البشرية جُبلت على حب التجديد بين فترة وأخرى، سواء على صعيد المأكل أو الملبس أو حتى السيارة التي يمتلكها الشخص، بيد أن ذلك لا يعني جعل هذا الفعل عادة لا يمكن التخلص منها، مشيراً إلى أن من تعود على تغيير سيارته بين فترة وأخرى لمجرد التغيير قد يتعرض لخسائر كبيرة، لافتاً إلى أنهم قد يكونون في هذه الحالة لقمة سائغة للعديد من أصحاب معارض السيارات أو من "شريطية السيارات" الذين يصطادونه بسهولة ويشترون سيارته منه بثمن بخس. وأيده في هذا الشأن "عادل المحمد"، مشيراً إلى أن التغيير المستمر للسيارة سيؤثر -دون شك- بشكل سلبي على التزامات أخرى لدى الشخص، ومن ذلك التزاماته الأسرية، مضيفاً أن ذلك من الممكن أن يصل بالشخص لمرحلة من فقدان التوازن إلى الحد الذي قد يجعله يضطر للاقتراض من أشخاص أو بنوك أو من الاثنين معاً؛ وذلك لأنه اعتاد على حب التغيير دون وجود سبب وجيه أو هدف واضح، مبيناً أن هناك من يبرر إقدامه على ارتكاب هذه الأفعال بنظرة المجتمع له وأنه اعتاد منه التغيير، وبالتالي فهو في هذه الحالة حريص على عدم اهتزاز صورته في أعينهم.