لماذا تتعرقل العملية السياسية في الكويت وتتكرر العلاجات بحل مجلس الامة، لدرجة أن المفكر السياسي بات يعاني الحيرة في أمره للبحث عن التبرير المناسب للحلول المقبلة بعدما استنفد كل المبررات المنطقية! هذا الشكل المتكرر من الأزمات السياسية التي تعاني منها الكويت، ليس وليد الصدفة والحظ. لكن المشكلة أننا كشعب نُعاون الحكومة على أنفسنا وعلى التحكم بمصيرنا ونقدم لها العذر تلو الآخر لكي نقول لها إننا دون المسؤولية. هذه المشكلة لا يريد أهل الكويت أن يفهموها. نحن باختيارنا نعين الحكومة لتأخذ زمام الأمور في حين ينشغل الناس بهمومهم ومشاكلهم البينية. كنّا نتوقع أن المجلس الجديد سيكون استثنائياً من حيث تغيير الطريقة التي مشى بها سابقاً، وأن المعارضة داخلة بكامل قوتها. فكان أول استعراض لعضلاتها اجتماع الـ 26 نائبا للتنسيق حول الرئيس ونائب الرئيس واللجان. لكن مع أول جلسة أثبتوا أنهم سيسيرون على نهج من سبقهم، وفي شكل عشوائي ومن وراء التحزبات العاطفية من دون احترام لحاجيات وهموم الوطن. فالمضحك أن المعارضة التي كانت تخطط وترسم لتأمين كرسي الرئاسة، عجزت ولم تستطع في اجتماعاتها الداخلية أن ترسو على اسم واحد لينافس المرشح القوي مرزوق الغانم. ان كانت هذه المجموعة التي تزعم بأنها شربت المر والويل في الفترة الماضية عجزت عن الاتفاق على مرشحها، فما بالك في المعارك المقبلة؟ أما الأكثر استخفافاً بأمر هذه المعارضة، ان موقفها في التصويت، لم يهزمها فحسب، بل وأخذ منها ما يقرب من نصف أصواتها!. وبالمناسبة كان من الأجدر بالمويزري التوجه بحديثه «الشديد» لرفاقه بتكتل المعارضة وتوبيخهم على خيبة ظنه بهم، بدلا من تهديد غيره. hasabba@