×
محافظة المنطقة الشرقية

جامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل تختتم تكريم 1370 طالبة اليوم

صورة الخبر

الدار البيضاء (المغرب) ـ أكد خبير مغربي في القضايا الدولية أن مشروع نقل الغاز بين المغرب ونيجيريا والذي يمر في أراضي ست دول أفريقية أخرى، سيكون بمثابة مشروع اندماج اقتصادي وجيواستراتيجي، ويمهد لسوق أفريقية مشتركة في مجال الطاقة. وجاء هذا التأكيد تعليقا على ترأس العاهل المغربي الملك محمد السادس بالقصر الملكي بالدار البيضاء الثلاثاء لجلسة عمل خصصت لمشروع خط أنابيب الغاز الرابط بين نيجيريا والمغرب، حضرها مسؤولون من البلدين. وأكد بيان أصدره الديوان الملكي المغربي أن جلسة العمل "تندرج في إطار التدابير الملموسة الرامية إلى النهوض بهذا المشروع الاقليمي المهيكل بالنسبة لمجموع بلدان المنطقة". وأضاف البيان من شأن مشروع خط أنابيب الغاز الرابط بين نيجيريا والمغرب، مرورا بالعديد من بلدان غرب إفريقيا، قبل أن يرتبط بالسوق الاوربية، ان "يشجع على انبثاق منطقة شمال -غرب افريقية مندمجة، فضلا عن تمكين المنطقة من تحقيق الاستقلالية الطاقية وتسريع وتيرة إنجاز مشاريع الكهربة لفائدة المواطنين وتطوير أنشطة اقتصادية وصناعية هامة". وتدارس المحادثات الجدوى التقنية وتمويل المشروع. وقال أحمد نورالدين الخبير والباحث المغربي في القضايا الدولية وشؤون الصحراء، إن هذا الخط (الذي سيمر حسب التوقعات الأولية عبر ست دول، انطلاقا من نيجيريا ، وتوغو وبنين وغانا ثم أراضي كوت ديفوار والسنغال وموريتانيا إلى المغرب) مشروع ليس فقط لنقل الغاز، وإنما هو مشروع جيواستراتيجي بامتياز، ومشروع للاندماج الاقتصادي. ويوضح نورالدين أن درجة الربط بالكهرباء في أغلبية البلدان المعنية بالمشروع لا تتجاوز خمسين المائة، وأن هناك دول فيها نسبة كهربة في حدود 14 بالمائة، ما سيمكن من تسريع وتيرة الكهربة عبر مشاريع لإنتاج الطاقة الكهربائية من الغاز وهو من الطاقات النظيفة. وأضاف الخبير الدولي أن من وسائل الاندماج الاقتصادي التي يطرحها المشروع، الشركة التي تم إحداثها لإدارته من خلال فاعلين رئيسيين، هما الصندوق السيادي للاستثمارات النيجيرية، والصندوق السيادي للاستثمارات المغربية "إثمار"، والذي ستدخل في تركيبته المالية مساهمة كل دولة يمر عبرها الخط بحسب طول الخط عبرها، بالإضافة إلى مساهمة صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي. وتوقع نور الدين أن يحدث المشروع شبه سوق مشتركة بين الدول المستفيدة حول الطاقة وإنتاج الكهرباء وتمويل المشروع، ما سيخلق نوع من التضامن فيما بينها ويحرك العلاقات الاقتصادية البينية. وقدر الخبير أن تكلفة المشروع قد تصل ثلاثين مليار دولار، وأنه سيمتد على حوالي أربعة ألاف كيلومتر، وهو ما يعني أن شقا منها سيكون لصالح التشغيل وتحريك الشركات الصغيرة والمتوسطة المحلية. وأشار إلى أن المشروع له وقع اقتصادي مباشر على المنطقة عبر خلق فرص الشغل محليا وإقليميا، بالاضافة إلى الأثر الذي ينتج عن الكهربة عبر نقل التكنولوجيا والتمدن. وقال نورالدين إن إنشاء منطقة اندماج بغرب افريقيا من شأنه أن يخلق تقدما بالمنطقة، وتنافسية من أجل جذب استثمارات أجنبية للمنطقة في قطاعات اخرى صناعية وزراعية. ومن الآثار المباشرة أيضا تحدث الخبير عن تعزيز التجارة البينية بين الدول المعنية. وكان العاهل المغربي الملك محمد الساس قد زار نيجيريا بين الأول والثالث من ديسمبر/كانون الأول 2016، في إطار جولة ببلدان إفريقية. وأجرى خلالها مباحثات ثنائية جدد خلالها قائدا البلدين التأكيد على عزمهما إرساء شراكة بهدف النهوض بالتعاون جنوب-جنوب والتنمية بإفريقيا.