واشنطن أ ف ب ازدادت الانتقادات لنظام الهيئة الناخبة القديم في الولايات المتحدة بعد فوز الجمهوري دونالد ترامب المفاجئ، ومع اقتراب موعد التاسع عشر من ديسمبر لانتخاب الرئيس رسمياً، ما زال الديموقراطيون وحتى بعض الجمهوريين يحلمون بمنع ترامب من الحكم. وكان 136 مليون أمريكي اختاروا في الثامن من نوفمبر الماضي، كبار ناخبي الولايات، وانتخبوا بطريقة غير مباشرة دونالد ترامب. وحصل الجمهوري على 46.2 % من الأصوات مقابل منافسته الديموقراطية التي حصلت على 48.2% من الأصوات، ولكنه فاز بالرئاسة على صعيد كبار الناخبين (290 في مقابل 232). وتتألف الهيئة من عدد من كبار الناخبين المنتخبين يوازي عدد المقاعد المخصصة لكل ولاية في مجلسي الشيوخ والنواب (اثنان ثابتان لكل ولاية في مجلس الشيوخ، وواحد على الأقل في مجلس النواب بحسب عدد السكان). وهي تقوم بانتخاب الرئيس ونائب الرئيس رسمياً في 19 ديسمبر، فيما يُعد إجراءً شكلياً لأن أعضاء الهيئة يتعهدون مسبقاً بدعم مرشح ما. ولا يوجد قانون في 21 ولاية يحظر على الناخبين الكبار التصويت لمن يرغبون به. ومن النادر للغاية أن يقوم أحد الناخبين الكبار بمخالفة رأي صناديق الاقتراع في ولايته، وحدث هذا تسع مرات فقط منذ الحرب، بحسب منظمة فير فوت. وفي الغالب يتعرض الناخب الذي يقوم بذلك إلى غرامة فقط. ولكن بالنسبة لمعارضي دونالد ترامب، فإن هذا قد يكون فرصة من السماء، وتجد الهيئة الناخبة نفسها العقبة الأخيرة أمام رئاسة ترامب في حال قرر 37 من كبار الناخبين الجمهوريين أن يتمردوا وألا يصوتوا لترامب، وهذا أمر مستبعد. وفي حالة من هذا النوع، فإن انتخاب الرئيس نظرياً سيعود إلى مجلس النواب في واشنطن، وستكون هناك فوضى قضائية على الأرجح. وأكد المخرج الأمريكي الشهير مايكل مور في حديث مع قناة «إن بي سي»، «54% من الناخبين لم يرغبوا بدونالد ترامب، فقط 46% رغبوا بذلك». وأضاف «من الممكن، فقط ، أن يحدث شيء آخر في الأسابيع الستة المقبلة، شيء مجنون، شيء لا يمكننا أن نتوقَّع حدوثه». وتساءل عضو الكونغرس الديموقراطي جيم هينز «لماذا توجد هناك هيئة ناخبة إن كانت لن تقوم بالأمر المفترض أن تقوم به، وهو القول، إننا على وشك جعل رجل خطير رئيساً» للولايات المتحدة. وكانت وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» استنتجت في تقرير سري كشفته صحيفة «واشنطن بوست» أن روسيا تدخلت من خلال القرصنة الإلكترونية في الحملة الانتخابية لغرض محدد هو مساعدة ترامب لانتخابه، وليس من أجل عرقلة إجراء الانتخابات. ووجَّه عشرة من الناخبين الكبار الإثنين، بينهم تسعة من الديموقراطيين، رسالة إلى مدير الاستخبارات جيمس كلابر، طالبوه فيها بتقرير موجز عن التدخل الروسي في انتخاب ترامب. وعيَّن ترامب أمس رئيس مجلس إدارة عملاق النفط «اكسون موبيل» ريكس تيلرسون الذي يقيم علاقات وثيقة مع روسيا، وزيراً للخارجية بحسب بيان رسمي.