تكبدت سيدات الرصيف القابعات على التراب وسط الغبار وأمام نظرات المارة وتسكعات أصحاب المركبات ومخاطر الطريق على مدى ستة أعوام الكثير من الخسائر المادية والمعنوية في سبيل ضمان لقمة عيش شريفة ما دعاهن للمطالبة بأماكن مخصصة في شارع الممشى في مشروع الأمير عبدالمجيد بجنوب جدة حتى يتسنى لهن مزاولة أعمالهن بأمان وقانونية، وبعد تلك المطالبات التي دامت لأعوام، وضعت أمانة مدينة جدة مشروعاً لتوزيع أكشاك للسيدات في شارع الممشى في الحي، وكانت الأولوية لتوزيع الأكشاك لذوي الاحتياجات الخاصة في المقدمة والقاطنات في حي الإسكان، وعدم إعطاء الموظفات حق تملك في الأكشاك، إلا أن القرعة والتوزيع لم يكونا منصفين للغالبية، مع العلم أن خلف هذه البسطات الأرامل، المطلقات، وزوجات كادحات غالبية أزواجهن متقاعدين، ومنهن من أزواجهن على أسرة المرض منذ أعوام. وبلغ عدد المتضررات في هذا الحيز الضيق أكثر من 50 سيدة، فيما أن المكان لا يستوعب أكثر من هذه الأعداد على حد قول نساء الممشى، إلا أن بلدية الجنوب فتحت الأبواب لكل من أراد أن يتقدم لكشك دون مراعاة أحقية السيدات القديمات من حي الإسكان الجنوبي، حي الأجاويد، ومشروع الأمير فواز. وتم تأجير مساحات حتى تجاوز العدد 100 سيدة، وتم عمل قرعة لم تكن منصفة لهن، ولا يوجد فيها مساواة وحماية لحقوق سكان الحي، خصوصاً أن السيدات والمواطنات السعوديات يبحثن عن رزق شريف وعمل يحميهن من الجوع والحاجة، لم يجدن مساواة مع غيرهن من صاحبات الأكشاك الأخرى التي تغفل عنهن الأمانة دون سبب مقنع. ورفعت مجموعة من سيدات الإسكان الجنوبي لديوان المظالم خطاباً يشرن فيه أنهن تعرضن للإهانة والتحقير بالإزالة دون إنذار ودون وجه حق من عدد من منسوبي الأمانة في محافظة جدة، مستغلين بذلك مناصبهم التي لم توجد إلا لخدمة الضعفاء أمثالهن .. على حد وصفهم.