ما إن تشتد ضراوة البرد وتقسو لفحاته حتى تفتح «المشبات التراثية» أبوابها وتوقظ المواقد من سباتها، وتدعو إلى ضيافتها كل من يعشق ويبحث عن أنسها وضوء لهبها ودفئها في ليل الشتاء الطويل، إنها حالة العشق الفطري لشبة النار التي تتسرب إلى الأرواح والأجساد المتجمدة تؤجج المشاعر وتستنطق سكون الأمكنة برائحة الغضى والسمر وطعم الأحاديث الشجية التي تغري حقا لنسيان الهموم ومغالبة الأحزان. الاستدفاء بالنار واحتساء القهوة العربية والمشروبات الساخنة المعدة على الجمر كانت إلى وقت قريب حكرا على اجتماعات الرجال إن كانوا أقرباء أو أصدقاء أما اليوم تنافسهم السيدات اللواتي أضفين على هذه العادة طقوسا خاصة تزيد تلك اللقاءات حميمة ورومانسية دافئة؛ ومنهن من ذهبت إلى أبعد من ذلك في عشقها وتفضيلها لتلك الأجواء فكان لهن مجالسهن ومشباتهن الخاصة والمصممة بتصاميم عصرية ومزيّنة بتفاصيل ولمسات راقية.