غزة- فلسطين اليوم: تحتفل حركة حماس، اليوم بمرور 29 عاماً على تأسيسها، في ظل ظروف يصفها مراقبون بأنها "معقدة" داخلياً وخارجياً. ويرى عدنان أبو عامر، الكاتب السياسي، وعميد كلية الآداب بجامعة الأمّة بغزة، أن إنجاز المصالحة مع حركة فتح وإنهاء الانقسام الداخلي يعتبر من أبرز التحديات الداخلية التي تواجه الحركة. ويصف أبو عامر الفشل في تحقيق المصالحة بـ"الجرح النازف"، الذي أبقى غزة منعزلة. وتابع:" المصالحة ستحقق لحماس دوراً تاريخياً وسياسياً، وستفتح لها الآفاق خارجياً". ولم تُكلّل جهود إنهاء الانقسام، بالنجاح طوال السنوات الماضية، رغم تعدّد جولات المصالحة بين الحركتين. وعلى الصعيد الخارجي، يرى أبو عامر أن حماس تواجه تحدياً يتمثل في ترميم علاقتها مع دول الإقليم، خاصة بعد "ثورات الربيع العربي". وتابع:" تبدو الحركة بحاجة ماسة إلى انفتاح أكثر وأكثر في علاقاتها الخارجية، والاقتراب من كل الأطراف عبر تقديم نفسها على أنها حركة فلسطينية بعيداً عن البعد التنظيمي والحزبي". ويرى إبراهيم المدهون، رئيس مركز أبحاث المستقبل أن من أبرز التحديات التي تواجه حركة حماس، يتمثل في حصولها على "الاعتراف الدولي". ويضيف المدهون: "في ظل ما يجري في الإقليم، تبدو حماس بحاجة ماسة للاعتراف الدولي، والمحافظة على علاقة جيدة مع كافة المحاور والأطراف. وتابع: "حماس أمام التغيرات الجارية في المنطقة، تسير على خط أدق من الشعرة، ولكي تحاول ألا تنزلق عليها ضبط علاقاتها مع الجميع بصورة متوازنة خاصة المجتمع الدولي، وأن تسعى لإثبات أنها حركة تحرر وطنية". ويشكل الدعم المالي، تحدياً للحركة بحسب المدهون، الذي قال إن الحركة مطالبة بحشد الدعم السياسي والمالي معاً. وتابع:" حماس أمام خيارات صعبة فيما يتعلق بالدعم المالي، خاصة أن كثيراً من المال الذي كانت توفره بعض الدول الداعمة لحركات المقاومة، أو الجمعيات بات يذهب إلى جهات أخرى. ويقول هاني المصري، مدير مركز مسارات لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية في مدينة رام الله بالضفة الغربية إن التحدي الأبرز داخلياً لدى الحركة يتمثل في قدرتها على تقديم نفسها كحركة وطنية شاملة. ويضيف المصري: إن حركة حماس استطاعت أن يكون لها وزن فاعل على الساحة الداخلية والخارجية. واستدرك بالقول: "اليوم هي قادرة على أن تمزج بين ما قدمته على صعيد المقاومة طيلة الأعوام الماضية وبين السياسة. ويلفت المصري، إلى أن حركة حماس استطاعت أن تكون لاعباً قوياً ومؤثراً على الساحة الداخلية، والخارجية، وهو الأمر الذي يجب أن يدفعها وفق تأكيده لقراءة المتغيرات الراهنة.