أربيل: «الشرق الأوسط» عاين عدد من أعضاء البرلمان الكردستاني عن كتلة الاتحاد الوطني، الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني، الأوضاع الإنسانية على معبر فيشخابور الفاصل بين إقليم كردستان والمناطق الكردية بسوريا للتأكد من التقارير التي تحدثت عن غلق الحدود من قبل سلطات الإقليم وفرض الحصار الاقتصادي على المناطق الكردية بالجانب السوري. وفي اتصال مع الدكتور سرور عبد الرحمن عضو البرلمان الكردستاني من مقر تواجده على الحدود، أبلغ «الشرق الأوسط» أنه بمبادرة من خمسة من أعضاء كتلة الاتحاد الوطني بالبرلمان الكردستاني قمنا اليوم (أمس) بزيارة إلى المعبر الحدودي لمعاينة الأوضاع هناك، والتأكد من التقارير التي تتحدث عن غلق الحدود مع الجانب السوري، وما تؤكده سلطات الإقليم من أن الحدود مفتوحة ولم تغلق، وتبين خلال جولتنا بأن السلطات الكردية بجانب الإقليم تسمح بمرور المساعدات الإنسانية إلى الجانب السوري بما فيها الأغذية والأدوية وانتقال المرضى لتلقي العلاج بمستشفيات الإقليم، فيما يؤكد حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري من جانبه أن هذه الخطوات غير كافية، وأن الحدود مغلقة فعلا، وأن هناك حاجة لفتحها أمام التجارة الحرة بين الطرفين لأن هناك الآلاف من مواطنينا بحاجة إلى تأمين أقواتهم، وأن هذا المعبر هو الوحيد الذي بإمكانه أن يوفر لقمة العيش لمئات الآلاف من المواطنين عبر التبادل التجاري. وأشار النائب البرلماني «أنه شاهد الآلاف من المواطنين يتجمهرون بالجانب السوري بانتظار السماح لهم بالانتقال إلى الجانب الآخر لدخول مدن الإقليم بهدف التجارة ولكن السلطات هناك لا تسمح لهم بذلك». وأكد الدكتور عبد الرحمن «أن هذا الموضوع سياسي بحت، لذلك هناك حاجة لحسمه باتفاق سياسي بين الطرفين». وكان أعضاء البرلمان ينوون دخول الأراضي السورية للقاء المواطنين هناك ومعاينة أوضاعهم الإنسانية، لكن سلطات الإقليم منعتهم بذريعة أنهم سيدخلون حدود دولة أخرى ما يحتاج إلى حصول موافقات مسبقة لذلك. في غضون ذلك تستعد اللجنة التي كلف رئيس الإقليم مسعود بارزاني بتشكيلها لزيارة المناطق الكردية في الجانب السوري للتحقق بمزاعم حدوث جرائم القتل الجماعية ضد الكرد هناك تمهيدا لاتخاذ موقف رسمي داعم للقوى الكردية للتصدي للهجمات التي تشنها جبهة النصرة ومقاتلي الدولتين الإسلاميتين في الشام والعراق ضد الشعب الكردي. وفي هذا السياق أبدى صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري الذي يبسط سيطرته الأمنية على جميع المناطق الكردية بالجانب السوري دعمه لموقف بارزاني، وقال في تصريحات نقلتها عنه الصحف الكردية المحلية «أن رسالة بارزاني لا تعني التدخل بالشؤون الداخلية لغربي كردستان السورية، بل تهدف إلى إجراء تحقيق شامل للمجازر التي ترتكبها القوى السلفية ضد الشعب الكردي». من جانبهم ناشد الكرد اليزيديين الساكنين بالقرى المحيطة ببلدة عفرين الكردية بسوريا رئيس الإقليم مسعود بارزاني لنجدتهم وإنقاذهم من تهديدات واعتداءات وجرائم جبهة النصرة ضدهم. وفي سياق ذي صلة كشفت وكالة (فرات نيوز) المقربة من حزب العمال الكردستاني عن بعض تفاصيل المجازر التي ارتكبتها جبهة النصرة ضد الأكراد هناك، ونقلت عن أحد الشهود العيان مشاهد مؤثرة لما جرى خلال الأيام الماضية.