×
محافظة المنطقة الشرقية

التكنولوجيا على ظهر بعير.. - عبد الله إبراهيم الكعيد

صورة الخبر

لندن: جميلة حلفيشي ثقافة الصيف بانطلاقها لا تعني تطليق الأناقة أو أخذ إجازة منها بركن البدلات جانبا، بل كل ما في الأمر أنه كما للشتاء خاماته الدافئة، وألوانه الدافئة للصيف، أيضا خاماته المنعشة وألوانه المتوهجة التي تدعو لمعانقة الطبيعة والأماكن المفتوحة. أكبر مثال على هذا البدلة الصيفية، التي يمكن تلخيصها في أنها مجرد نسخة خفيفة الوزن واللون عن الشتوية حسبما تابعناه في عروض الأزياء لربيع وصيف 2014 المقبلين، التي أكدت أن البدلة لا تزال قوية. التصميم الأكثر جرأة فيها جاء مكونا من سترة مفصلة و«شورت» يغطي الركبة، وآخر بسترة من دون أكمام أو بأكمام مثنية إلى الكوع، وهو مظهر يخاطب الشباب أكثر. في المقابل، كانت هناك نسخ أخرى تشمل سترات مزدوجة أو بصف أزرار، بعضها ببنطلونات ضيقة وقصيرة نوعا ما تعلو عن الكاحل بسنتمترات معدودة، وبعضها ببنطلونات واسعة مستوحاة من السراويل العربية القديمة. وهي بدلات في الحقيقة لا تعترف باختلاف الفصول في تصاميمها. ففي الشتاء مثلا يمكن استبدال القميص أو الـ«تي - شيرت» بقميص وكنزة صوفية، وذلك الوشاح المصنوع من القطن أو الحرير بآخر مصنوع من الكشمير لتكون مستعدا للبرد. أما إذا كانت ألوان الصيف الحالي التي تتراقص على الأحمر والأخضر والأصفر والبرتقالي وما شابه، هي سبب عزوفك عنها، بعد أن أصابك توهجها برجفة تخوف، فالبشرى أن موضة الصيف المقبل تقترح طبقا متوازنا بين الألوان الصارخة والألوان الهادئة. وهذا يعني أنه بإمكانك استباق هذه الموضة منذ الآن ومعانقة الرمادي والأزرق والأخضر مثلا بدرجات خفيفة جدا، إلى جانب الأبيض، مع الاستغناء عن ربطة العنق والاستعاضة عن القميص بـ«تي - شيرت». هذا إذا كان الانطلاق هو بغيتك. وبغض النظر عن الهدف منها، فإنك تريد أن تستفيد منها قدر الإمكان. - سواء كننت كلاسيكيا أو حداثيا، شابا أو كهلا، فأنت تحتاج إلى بدلة تحملك من النهار إلى المساء، ومن أماكن العمل إلى المناسبات الخاصة. لهذا، فإن أهميتها وعمليتها بالنسبة للرجل، لا يختلف عليهما اثنان، كونها ترافقه في عدة مناسبات ومراحل من الحياة، مما يجعل ثمنها فيها. أي إنها استثمار ضروري يجب ألا تبخل عليها وتخصص لها ميزانية محترمة. - بفضل التقنيات المتطورة واليد العاملة الرخيصة والأسواق الحرة، أصبح من الممكن الحصول على بدلة أنيقة بمبلغ يتراوح بين 300 و400 جنيه إسترليني من ماركات مثل «لورين باي رالف لورين»، و«نوتيكا»، و«ألفاني» وغيرهم. الميزة في كل هؤلاء أنهم يبيعون السترة منفصلة عن البنطلون في الغالب، مما يتيح لك اختيار أي منهما على حدة وحسب المقاس، عوض التقيد ببدلة متكاملة قد تكون فيها السترة على المقاس، لكن البنطلون ضيق أو العكس. - عندما تطلبها بسعر معقول، فهذا لا يعني أنها تفتقد الأناقة والتفصيل الجيد بالضرورة أو تلك اللمسة النهائية النظيفة. صحيح أن بدلة رخيصة كانت في السابق تعني مجرد تصميم كلاسيكي بقماش عادي وألوان قاتمة، لكن شتان بين الماضي والحاضر. فهي اليوم، وأيا كان سعرها، تستوحي خطوطها من الموضة العالمية، بما في ذلك شكل الياقة والفتحات وطريقة الإنجاز، قد يكون الفرق، بين الغالي والرخيص، واضحا في نوعية القماش فقط، وحتى هذا تطور وتحسن بشكل كبير. - لا تستند جودة القماش ونوعيته إلى الاسم فقط، كأن تكون من الحرير أو الصوف والكشمير أو الكتان، بل أيضا على طريقة غزله. وهذه تحسب بعدد المرات التي لف بها عند غزله، وتتراوح من 80 إلى 220 لفة تقريبا، وكلما زاد العدد خف الوزن وزاد السعر. ورغم أن 80 لن تكون الأفضل بالمقارنة مع 220، لكنها تعتبر عملية ومناسبة لكل فصول السنة. تجدر الإشارة إلى أن أفضل أنواع الأقمشة المستعملة في بدلات يفوق سعرها الـ1000 جنيه إسترليني هو «إسبيردي» (Esperdi) المكون من 220 لفة وتجده في بدلات «كانالي» مثلا. - التبطين لا يقل أهمية عن القماش الخارجي، لأنه سيظهر من الجوانب وعند كل حركة، ليعكس جودة البدلة ككل. كن جريئا واختره بأقمشة معدنية أو بنقوشات وطبعات وألوان متوهجة، على أن يكون بألياف طبيعية تتيح للجسم التنفس وتمنحك الانتعاش والراحة. حتى يبقى السعر في متناول اليد، فإن القطن يبقى الخيار المثالي، أما إذا كانت إمكاناتك تسمح فإن تبطين «بيمبرغ» (Bemberg) الذي يبدو كأنه حرير ويتميز بلمعة تزيده رونقا هو مطلبك. - الجيوب لها أهمية كبيرة مثلها مثل الأكتاف والياقة. قد يستخف البعض بأهميتها ومدى تأثيرها على المظهر ككل على أساس أنها عملية لحمل بعض الأغراض الصغيرة، لكن الحقيقة أن لها وظيفة جمالية أيضا. يمكنها أن تخلق بعض التوازن أو أن تزيد من عرض الجسم في بعض الأجزاء، لهذا كلما كانت صغيرة ومحاكة بداخل التبطين بشكل يصعب رؤيته كان ذلك أفضل. هذا عن البنطلونات، أما في السترات وقريبا من منطقة الصدر، يفضل أن تكون مربعة، وكلما زاد سعر البدلة أخذت شكل «تاج» بزاوية تتجه إلى أعلى. ورغم أن هذه النقطة تحديدا ليست بالغة الأهمية، فإن الرجل العارف يفهمها ويقدرها. - الأزرار: في أغلب البدلات التي يقل سعرها عن 500 جنيه إسترليني تكون من البلاستيك، وهو مظهر غير محبذ ولا يمكن اعتباره استثمارا بعيد المدى، لهذا، ومن أجل هذا فقط، يفضل رفع الميزانية بعض الشيء للحصول على بدلة بأزرار أكثر جودة، مثل اللؤلؤ. في الأكمام، يفضل أن تتجنبها إذا كنت ستحتاج إلى تقصيرها، لأنه من الصعب تعديلها وضبطها فيما بعد، إضافة إلى أنها لا تقوم بأي دور سوى أنها للزينة. - سترة بزر واحد أو زرين هي الأنسب في الصيف لما توحيه من رشاقة وشبابية، لكن المزدوجة، ورغم رسميتها، يمكن أيضا أن تكون خيارا مناسبا إذا كانت بقماش خفيف ولون هادئ. ومع ذلك، يفضل في هذه الحالة استعمال السترة كقطعة منفصلة مع بنطلون مختلف لونا وقماشا، لتكتسب دور البلايزر ويتم التخفيف من رسميتها. - سترة بثلاثة أزرار أصبحت شبه نادرة، لكنها الخيار المفضل للرجل الطويل، الذي يتعدى طوله ستة أقدام، لأنها تمنحه الراحة ولجسمه التوازن، كما تتماشى مع البدلة المكونة من ثلاث قطع، أو الصديري. المهم هنا عدم استعمال الزر الأسفل وتركه مفتوحا طول الوقت. - اللمسة النهائية: وتتمثل في طريقة الحياكة من الخارج على الأقل، فعندما تكون باليد تكون أكثر إتقانا وجودة، لكن هذا لا يعني أن تلك التي تم تنفيذها بواسطة ماكينة الخياطة غير مناسبة، فبفضل تطورها أصبح بالإمكان الحصول على نتيجة مرضية على شرط أن تنتبه إليها في محيط الياقة والجيوب.