أطالب دوما بفتح المجال للسعودي للعمل في أي مهنة يرغب فيها، بل ويجب أن ندعم أبناءنا وبناتنا ونوجد لهم المجالات والتسهيلات التي تمكنهم من ولوج أي سوق والبقاء والإبداع، كل هذا معلوم ونحن نستقدم 11 مليون أجنبي ليمارسوا كل الأعمال التي هي في الأساس حق للمواطن قبل غيره. لا بد أن يتبنى هذه المفاهيم الجميع، ونحن على عتبات مستقبل مختلف، لتصبح رؤية للبلاد بأسرها. يجب العمل على الاعتماد على تكوين البنية البشرية التي تسهم في خطط المملكة المقبلة، ولعل ما نشاهده من تراجع في الحاجة للاستقدام وصعوبة في إجراءاته مع كثير من الدول، يكون محمسا لنا للدفع باتجاه بنية بشرية وطنية يعتمد عليها. العمل الحر والخاص هما من الأعمال التنافسية التي يواجه فيها المواطن عموما تحديات كثيرة، أبسطها الوقت الذي تتطلبه عمليات هذا المجال ولهذا كان لا بد من المطالبة بإبعاد المنافس الأجنبي الذي ليس لديه إلا الوقت ليقضيه في الموقع الذي يجذب إليه مختلف الزبائن وفي أوقات تتعدى عشر ساعات في اليوم. في خضم هذه المعادلات التي نحاول أن نحلها، تأتي أفكار جديدة كل يوم وهي تستحق الدعم، لنفاجأ بالهجوم على أصحابها الذين يحاولون أن يوجدوا مصدر رزق حلالا لهم ولأسرهم. بدايات كانت في المصايف، واستمرت في الانتشار بعد الصيف لتلقى القبول من المستهلك وتفتح المجال أمام المزيد من "المترزقين". تلكم هي الطاولات التي يعرض عليها البسطاء منتجاتهم سواء كانت مواد غذائية أو أعمالا فنية تراثية. ما إن بدأت تنتشر وتكسب مزيدا من العشاق، إلا وجاء البعض بتهمة لمن يمتهنون هذه الأعمال بأن لهم علاقة بالمخدرات. هذه التهمة التي لا يرضاها أحد لأبنائه، ولم يكن من أطلقوها ليقبلوها على أنفسهم، انتشرت بسبب عدم الوعي بالنتائج، واعتبارها طريقة "للتنكيت" في مقاطع وعبارات لم يكن لها مبرر. هذا الاتهام لم يكن مسنودا بأي حقائق وإنما كان في الغالب تفسيرا لسلوك أشخاص أو محاولة للاستفزاز، ليس واضحا الهدف، لكنه كان كافيا للتأثير في بعض الزبائن. قطعت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات كل الشائعات والاتهامات وأكدت في تصريح لها أن هؤلاء الباعة البسطاء لا علاقة لهم من قريب ولا بعيد بالمخدرات، وحسنا فعلت.