×
محافظة المنطقة الشرقية

تأهل 16 لاعباً لتصفيات بطولة السعودية الثانية العمار والحربي يحققان المركز الأول في البلياردو بالرياض

صورة الخبر

كنت وعدتكم بالعودة إلى كتاب بناء الإنسان وتنمية المكان لأمير التنمية خالد الفيصل. وها أنا أفي بوعدي. لعل أهم مايميز توثيق الأمير لتجربته في إمارة مكة المكرمة هو الوضوح الشديد في الأهداف وخطط العمل الدقيقة جداً، وحسن اختياره لفريق عمله. ولأنه عادل في نهجه فقد جعل الشفافية جزءاً حياً في تنمية منطقته. وبرغم جولاته السنوية على المحافظات إلا أنه لم يكن يقبل الدعوات ولا يرضى التكلف ويرفض الهدايا إلا من العوائل المنتجة مما أنتجوه تشجيعاً لهم. وبرغم أن فريقه يتمتع بالعلم والخبرة ووضوح الرؤية إلا أنه لم يكتف بذلك لوحده فآثر السماع لأهل المنطقة لمعرفة المشاكل التي تواجههم وماهي تطلعاتهم لخطط التنمية ومن ثم إشراكهم في تنمية منطقتهم. ولم يحاول أن يعيد اكتشاف العجلة فقد اعتمد استراتيجية التنمية العمرانية لمناطق المملكة التي أقرها مجلس الوزراء بتفاصيلها الدقيقة منطلقاً للتنمية في منطقة مكة المكرمة. ومع ذلك كان هناك مرونة تنموية حيث طور الاستراتيجية حسب المعطيات التنموية، فأضاف محافظة المويه الجديد كمحافظة جديدة منبثقة من محافظة الطائف لتحظى بالتنمية وتخفف الأعباء على محافظة الطائف. ولم يترك الأمر مفتوحاً يطول عليه الأمد، بل كان هناك إطار زمني لتحقيق أهداف التنمية مع مراجعة دورية لتنفيذ المشاريع وتحديد الأولويات لتتحقق التنمية المتوازنة. ولم يغفل النواحي النفسية حيث استوعب ثقافة الإحباط ولغة التشاؤم التي كانت سائدة حتى بين المثقفين في كتابتهم والحديث عن استحالة حل مشاكل المنطقة المزمنة. لم تنحصر الجهود في تنمية المكان بل صحبها بناء الإنسان. وخير مثال لذلك ملتقى شباب منطقة مكة المكرمة الذي بدأ بمئة ألف شاب وشابة ثم تطور إلى أن وصل عدد المشاركين في الملتقى الرابع الذي أقيم هذا العام إلى 650 شاباً وشابة. يضاف إلى ذلك ورش العمل التي لا تهدأ وفرق التوثيق الإلكتروني وصناعة الأفلام الوثائقية. ثم ان الأمير صاحب قرار ونقل هذه الصفة إلى مرؤوسيه كما لخصها بقوله "المطلوب منكم هو الحل وليس الإحالة" وكعادته لم ينسب النجاح لنفسه فقط بل ختم الكتاب بكلمة شكر فيها وزراء الداخلية الذين عاصرهم ثم قال: "شكراً لزملائي في إمارة منطقة مكة المكرمة الذين جعلوا مهمتي سهلة بما يملكونه من إخلاص في العمل، وكفاءة في الإدارة، وتفان في سبيل الواجب بقيادة الدكتور عبدالعزيز الخضيري الذي برهن لي بأنه لا مستحيل مع الإرادة والإدارة المميزة". لعل من الإنصاف أن أورد هنا ردة فعل بعض مثقفي جدة الذي ألتقي بهم بشكل دوري فبينما كان بعضهم يمثل ثقافة الإحباط التي أشار لها الأمير إلا أنهم تغيروا وأصبحت تحليلاتهم إيجابية، بل لقد تأسف بعضهم للرحيل قبل أن يكتمل حلم خالد في تحقيق الهدف. هنيئاً لك فقد برهنت بأن صناعة المجد وبناء الوطن أهداف يمكن تحقيقها إذا كانت الوطنية هي الدافع في ذلك السبيل. الحديث عن نجاح خالد الفيصل لا يبخس الآخرين. وكل ما أرجوه أن تتوفر الدوافع عندي للحديث عن التنمية في بقية مناطق المملكة خصوصاً أن بعضها شهد تغييراً إدارياً حديثاً لا يتيح لنا الحديث عن النجاح بعد. أتمنى أن يكون نجاح الأمير دافعاً للبقية لتحقيق المزيد.