افتخرت واعتزت به إمبراطورات وملكات وسيدات ثريات وحتى من عامة الشعوب كونه كان لافتاً للنظر وأعجب بالتالي الجميع به لتميّزه ولجماله وألوانه الجذابة، فكانت النساء تفخر بوجوده من ضمن قلائدها ومجوهراتها الثمينة، وكذلك الرجال كان بعضهم يتزيَّن به خصوصاً رجالات العهود القديمة، واهتم به رجال الدين الإسلامي والمسيحي وحتى أصحاب الديانات الأخرى فكانوا يشكلون منه سبحاً يتباهون بها أمام الجميع.. ا.هـ « العنبر « هذا الحجر الثمين والمتميز والكريم أو نصف الكريم كما يحلو للبعض تسميته، فتميزه بملمسه الناعم والجذاب، ولخفة وزنه ورائحته الذكية بالإضافة إلى كونه استثماراً ناجحاً لمن يهتم بالناحية الاقتصادية وعلى الأخص هواة المقتنيات والأحجار الكريمة وحتى المجوهرات والعقود.. وعادة سعره يرتفع بصورة لافتة في أسواق باعة الحلي والمجوهرات والقلائد..! وتتضاعف قيمة «العنبر» من خلال نوعيته ولونه؛ فهناك ألوان عديدة له ومن أشهر الألوان الأبيض الشمعي والأحمر الغامق واللون الأسود، واللون الأخضر الغامق.. وأكثر الألوان ثمناً العنبر الأحمر الغامق، فعادة ما يحتفظ بقيمته المالية طوال السنوات، ولا ينافسه إلا العنبر الأصفر الشفاف فيعتبر الأفضل والأميز والمرغوب لدى عشاق العنبر واقتنائه..! فالسبحة التي كانت تُباع بـ25 دولاراً فيما مضى من زمن تُباع الآن بـ300 دولار وأكثر.. والعجيب والمدهش أن حجر العنبر الذي يحتوي في داخله على حشرة ميتة منذ قرون، فسعرها مرتفع جداً يصل إلى ملايين الدولارات وسبق أن بيعت قطعة من حجر العنبر بها حشرة متحجرة من ملايين السنين بيعت بحوالي مليون ونصف المليون دولار..والمعروف أن العنبر يستخرج عادة بالصيد أو من خلال المناجم أو يجرف من الأرض أو حتى بعد حدوث الزلازل، أو عبر ما يقذف به البحر من عنبر ثمين كما حدث مؤخراً عندما عثر صياد من سلطنة عمان على ثروة من العنبر قدّرت بملايين الدولارات وشاع خبر ذلك في مختلف وسائل الإعلام في العالم..! ويتفنن صنّاع المجوهرات والأحجار الكريمة في تصنيع وتحويل «العنبر» الخام إلى قطع فنية لا أروع ولا أجمل كما يتعاملون مع الأحجار الكريمة الأخرى، أو حتى العاج وقبل عقود اكتشف في روسيا تمثال لأسد له عينان من عنبر كما اكتشفت العديد من العقود والحلي التي تتضمن أنواعاً مختلفة من أحجار العنبر الرائعة.. وهناك مقولات وحكايات عديدة تُروى عن العنبر مثل كونه يبعد عن حامله الحسد، أو من يضع حجراً من العنبر في إصبعه يكون أكثر حظاً وقوة من غيره، بل يحفظه من الأعداء لذلك اعتاد البعض من الأباطرة والملوك والقادة على لبس خاتم به فص من «العنبر» وعلى الأخص العنبر الأحمر الغامق، والعهدة على من ذكر ذلك في التاريخ..! وكان أطباء الماضي يقومون بسحق وطحن أحجار العنبر واستخدامه مع مواد أخرى لمعالجة بعض الأمراض الجلدية، وأمراض أخرى مختلفة لا مجال للإشارة إليها في زمن الطب الحديث، ومن أشهر الدول التي تنتج العنبر أو تقوم بتطوير عملية تصنيعه روسيا والهند وتايلند وصقلية ورومانيا وبورما وإندونيسيا وبعض الدول الإفريقية ومن أهمها جنوب إفريقيا.. وفي أسواق بلادنا تجد العنبر في أسواق مكة وجدة ومحلات المجوهرات والسبح. وربما قد تصادف أصحاب البسطات في شوارع الدمام والخبر أو حتى أسواق بريدة وقيصرية الأحساء، قد تجد فيها ما لم تتوقعه من أحجار العنبر وفصوصه الثمينة التي قد يجهلها البائع نفسه؟!