×
محافظة مكة المكرمة

مصرع أربعة أشقاء وعمهم في حادث مروع على طريق الدار البيضاء – رنية

صورة الخبر

كثيرون هم من يطلقون على أنفسهم، أو نطلق عليهم لقب «رجال أعمال».. كل من له نشاط تجاري أو اقتصادي، أو حتى صاحب بقالة، يطلق على نفسه رجل أعمال، بذات المفهوم الذي يقوم فقط على حساب ما في الجيب، أو بالبنك من عائد وربح، بغض النظر عن القيمة الحقيقية لهذه الأعمال. لكن هم بالمقابل قليلون جدا، من هم بالفعل «رجال أعمال»، صحيح أن نشاطهم يرتبط بالتجارة أو الاستثمار والاقتصاد، ولكنهم يربطون هذا العائد المادي بما يمكن أن نسميه البعد الوطني والاجتماعي لرأس المال، فلا يكون الربح هو الأساس رغم أهميته، ولكن خدمة المجتمع وتقديم مشاريـع خيرية هو الرافد الأساسي، والهدف السامي الذي لا يقدر بثمن. رجل الأعمال عبداللطيف الفوزان، وشقيقه محمد، نموذج للقيمة الأخيرة، والمهمة لمفهوم رجل الأعمال، بكل معانيه الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والوطنية، لذا يكون العطاء متعددا وشاملا.. ليس في مسقط رأسه الزلفي أو بريدة فقط، ولكن ربما في مناطق أخرى بالمملكة. من جائزته لإعمار المساجد بالمنطقة الشرقية، التي بدأت دورتها الأولى بالخبر العام الماضي 2014، والوقف الذي أوقفه بقيمة 60 مليون ريال، لضمان استمرارها وبقاء رسالتها للأجيال القادمة، لتكون صدقة جارية، تنطلق من المملكة لتشمل في الأعوام اللاحقة مساجد أخرى من العالم.. إلى دار الأيتام في الزلفي، التي رصد لها 40 مليون ريال، لتكون واجهة «خيرية» مميزة لعطاء لا ينتهي. حدثني عبداللطيف الفوزان عند زيارته لسوق الكليجة في بريدة.. وكيف شاهد نجاح التجربة هناك. وهو من أبرز تشجيعاته التي تساند عمل المرأة وتوفير البيئة الملائمة في إطار من الشرع الحنيف، في خطوة لا تتوقف عند مجرد فعل الخير، أو دعمه، ولكن إيذانا بانطلاقة مهمة تشجيع المرأة السعودية على خوض غمار العمل الشريف، في نفس الوقت الذي تؤصل فيه امتدادا لتاريخ وميراث اجتماعي تشتهـر به مدينة بريدة ذاتها. الفوزان.. نموذج مميز، يستحق أن يكون من رواد العمل الخيري، ليس في المنطقة الشرقية، أو في الزلفي فقط، ولكن ربما في المملكة أيضا، إلى جانب رواد آخرين يستحقون أن يكونوا بعطائهم قدوة حسنة، لرجل الأعمال الحقيقي، الذي لا يكتفي بـ «الرصيد البنكي»، ولكن يؤسس لرصيد آخر،، أسمى وأغلى.. ألا وهو طاعة الله، وحب الناس... وهذا هو الأهم والأغلى في مسيرة أي إنسان.