ذكرت مجلة أميركية أن أسوأ كابوس يمكن أن تشهده منطقة الشرق الأوسط هو اندلاع حرب بين إسرائيل وروسيا، وذلك على خلفية الهجمات المتكررة التي دأبت تل أبيب على شنها ضد أهداف داخل الأراضي السورية كان آخرها الهجوم بصواريخ أرض أرض على مطار عسكري. وقالت مجلة "ذي ناشونال إنتريست" إن الهجوم الأخير اكتسب أهميته من أنه استهدف المطار العسكري خارج العاصمة دمشق والذي لا يبعد سوى 40 كلم تقريبا عن الحدود مع إسرائيل. فإن كان هذا الهجوم قد وقع بالفعل -وهو أمر لم تؤكده إسرائيل ولم تنكره أيضا- فماذا يعني ذلك؟ فالصاروخ الذي يمكنه الوصول إلى دمشق ليس ذلك النوع من الصواريخ التكتيكية المضادة للدبابات التي يطلقها الجيش الإسرائيلي على حزب الله اللبناني أو مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية. فعلى الأرجح أنه صاروخ يتم إطلاقه من مسافة بعيدة. كما يُفترض أن تل أبيب ليست بذلك الجنون الذي يجعلها تستخدم صاروخا باليستيا ذا قدرة نووية. ونقلت المجلة -عن المحلل العسكري الإسرائيلي رون بن يشاي- تساؤله عن أسباب عدم استخدام إسرائيل طائراتها لضرب ذلك الهدف بدلا من الصواريخ ذات التكلفة المادية الباهظة. لكنه أشار إلى أن استخدام الطائرات في القصف يجعلها تحت رحمة الرادارات التي نشرتها روسيا في سوريا. ثم إن الروس كانوا سينبهون البطاريات السورية المضادة للطائرات إذا دخلت المقاتلات الإسرائيلية الأجواء السورية. ثمة خطر لم يشر إليه المحلل العسكري وهو احتمال أن تشتبك المقاتلات الإسرائيلية والروسية في معركة بالأجواء السورية. وإذا قصفت الطائرات الإسرائيلية من غير قصد قوات روسية، وردت الأخيرة بإطلاق صواريخ سام عليها، فإن الإسرائيليين سيستدعون حينها مزيدا من المقاتلات لتعطيل تلك الصواريخ الأمر الذي قد يجعل الوضع في غاية السوء لكل الأطراف. وتساءلت المجلة: هل سيشجع وجود الطائرات الروسية وصواريخ سام إسرائيل على استخدام الطائرات الشبح في سوريا، والتي بدورها ستدفع موسكو لنشر مزيد من أسلحة الدفاع الجوي الأكثر تطورا؟ والحالة هذه فإن الوضع في المنطقة بات ينذر بالخطر، وفق ما تقول المجلة. ففي رأيها أن المشكلة التي تكمن في إطلاق إسرائيل صواريخ أرض أرض جعلت المنطقة مستودعا للصواريخ من جميع الأنواع. وكما تعلم الأميركيون والسوفيات من دروس إبان الحرب الباردة، فإن ظهور إشارات مضيئة على شاشات الرادار قد تجعل الناس متوترين، لا سيما في دول مثل إسرائيل وإيران تمتلكان -أو ربما تكونان تمتلكان- أسلحة نووية. ومضت المجلة في تساؤلاتها قائلة ماذا لو اكتشفت الاستخبارات الإسرائيلية على سبيل المثال أسلحة دمار شامل إيرانية يجري نقلها عبر سوريا إلى حزب الله في لبنان، هل تقف تل أبيب عاجزة؟ أم تقرر أن القضاء عليها سيحمل في طياته نذر مواجهة مع روسيا؟