قال لـ "الاقتصادية" جديع الهذال السفير السعودي في أوكرانيا، إن الاستثمارات السعودية في أوكرانيا التي تقدر قيمتها بـ 100 مليون دولار آمنة لا خوف عليها جرّاء الأزمة في هذا البلد مع روسيا. وأضاف الهذال، أن السعودية تحتل المرتبة الأولى بين الدول العربية من حيث التبادل التجاري مع أوكرانيا، بحجم يتجاوز مليار دولار سنويا، حيث تستورد أوكرانيا منتجات البتروكيماويات من شركة "سابك" السعودية. ونصح السفير السعودي في كييف المواطنين والمستثمرين السعوديين، الراغبين في زيارة أوكرانيا، بـ "التريث حتى تتضح الأمور"، لا سيما في مناطق التوتر في المناطق الشرقية، وعلى رأسها جزيرة القرم. حاجز زهور لضحايا اضطرابات أوكرانيا وسط العاصمة كييف، ويظهر في الخلف مبنى متضرر من الأحداث. «أ.ب» وقال السفير عبر الهاتف من كييف: "العلاقات السعودية الأوكرانية علاقات حديثة جدا، وبالتالي الاستثمارات جدا قليلة، وهي استثمارات زراعية، تُقدَّر قيمتها بـ 100 مليون دولار، وهي بحمد الله آمنة ولا مخاوف عليها". وأضاف: "هذه الاستثمارات زراعية، عبر إيجار أراض زراعية من ائتلاف سعودي لعدة شركات، أبرزها سالك والراجحي والمراعي". واستبعد وجود استثمارات سعودية في القرم التي تشهد توترا حاليا، وقال: "لا توجد أي استثمارات سعودية في الجزيرة بحسب المعلومات المتوافرة لدينا". وبالنسبة لحجم التبادل التجاري، قال: "تكاد تكون السعودية في المرتبة الأولى بين الدول العربية في حجم التبادل التجاري مع أوكرانيا، الذي يتجاوز حجمه مليار دولار سنويا، حيث تستورد أوكرانيا من السعودية منتجات البتروكيماويات، خاصة من شركة سابك". ونبّهت وزارة الداخلية في السعودية أمس، المواطنين والمقيمين المسافرين إلى أوكرانيا، بضرورة مراعاة التشريعات الأوكرانية الجديدة، التي تلزم بتقديم ضمان مالي من أجل الحصول على تأشيرة دخول إلى البلاد، أو الإقامة فيها، أو عبورها. وقال بيان وزارة الداخلية أمس: وفقاً لهذه التعديلات، يجب على أي زائر لأوكرانيا تقديم ضمان مالي قيمته 90 دولاراً أمريكياً يومياً، أثناء إقامتهم في أوكرانيا. وتُعفي التشريعات الجديدة أصحاب الجوازات الدبلوماسية والخاصة، أو أعضاء الوفود الرسمية، من الإجراءات المذكورة. وقال السفير السعودي في كييف، إنهم لم يطلعوا على هذه المعلومات حتى الآن، ولا بد من قراءتها قبل التعليق عليها. وبالنسبة لأعداد السعوديين الذين يزورون أوكرانيا سنوياً؛ أفاد السفير السعودي بأن "عدد السعوديين الذين يزورون أوكرانيا قبل الأزمة، كان في حدود 150 و250 شخصا فقط، وهو عدد قليل، معظمهم لغرض السياحة والعلاج الطبيعي". وتابع: "منذ أن بدأت الأزمة في تشرين الثاني (نوفمبر)، أصبحت الأعداد قليلة. عادةً هذه الأيام من العام البرد فيها شديد، ولا يزور أوكرانيا سيّاح، وقبل نحو شهر جاءنا مواطن وطلب ترحيله". ونصح المواطنين، أو المستثمرين الراغبين في زيارة أوكرانيا بـ "التريث إلى حين اتضاح الرؤيا"، وتابع: "إذا جاءوا بالفعل إلى أوكرانيا، فعليهم الابتعاد عن مناطق التوتر، خاصة في جزيرة القرم والمناطق الشرقية، لأنها محل خلاف بين الأوكرانيين أنفسهم، وأيضا مع جارتهم روسيا". وتابع: "كييف والمنطقة الوسطى والغربية تكاد تكون الأوضاع فيها طبيعية، لكن في كل الأحوال نود من المواطنين التريث حتى تتضح الرؤيا لأن الحذر يسود المنطقة". وبيّن أن هناك عشرة طلاب سعوديين موجودين حاليا في أوكرانيا، سبعة منهم مبتعثون، وثلاثة خارج البعثة، وأضاف: "نحن على اتصال دائم معهم، وهم مترددون لأنها السنة الأخيرة لهم، وجامعتهم لا تزال مفتوحة، وأمامهم أشهر قليلة فقط على التخرج". وأشار السفير السعودي إلى وجود مواطنَين اثنين في كييف، متزوجَين من أوكرانيات دون موافقة الدولة، وأن السفارة عرضت عليهم المغادرة ومساعدتهم في ذلك، لكنهما أكدا أن الأوضاع هادئة في كييف، ولا يستطيعون ترك عائلاتهم، خاصة أن لديهم أطفالا.