قال مواطنون إن من شأن فتح مزيد من ساحات المنتج الوطني في مختلف أرجاء الدولة، المساهمة في تقليل فجوة الأسعار مع السوق المركزية والمجمعات التجارية. وأكد هؤلاء لـ«العرب» أن هذه الساحات ما زالت تحتاج إلى مزيد من عمليات الضبط سواء بالنسبة للنظافة داخلها وخارجها أو التشديد على الأسعار الخاصة بالأسماك على وجه الخصوص. يأتي ذلك فيما أعلنت اللجنة الدائمة لإدارة الأسواق المركزية بوزارة الاقتصاد والتجارة قبل أيام عن طرح فرص استثمارية لتأجير محلات السوق المركزي للأسماك بمنطقة أم صلال المقرر افتتاحه في نهاية الربع الأول من سنة 2017، وحددت خطوات الطرح، ومعايير التقييم، والتزامات المستأجرين، وعملية التخصيص. كما أثنى هؤلاء المواطنون على قرار إدارة الشئون الزراعية بوزارة البلدية والبيئة الخاص بتقديم موعد فتح ساحات المنتج الوطني لبيع الخضراوات المحلية ليصبح في شهر أكتوبر ويستمر لمدة 8 شهور على مدار العام. وأكدوا أن هذا القرار من شأنه أن يساهم في تشغيل الكثير من المزارع المحلية التي تستطيع أن تقدم المزيد من الخضراوات في هذه الساحات خاصة أن موسم الزراعة يبدأ فعلياً في شهر أكتوبر. وافتتحت ساحات المنتج الوطني بالساحات الأربع المزروعة والوكرة والخور والذخيرة يوم 20 أكتوبر الماضي للمرة الأولى وتستمر حتى نهاية مايو المقبل بمشاركة 80 مزرعة محلية؛ حيث يتم العمل بها أيام الخميس والجمعة والسبت من كل أسبوع من السابعة صباحاً حتى الخامسة مساء على أن يتم افتتاح ساحتين في معيذر والرويس بالشمال مع بداية العام الجديد بمشاركة 40 مزرعة جديدة. منتج طازج وطالبوا أيضاً بأن يكون كل ما يباع داخل الساحات هو من إنتاج نفس اليوم وليس مخزناً في المبردات خاصة أن عملية الإقبال التي تشهدها الساحات المختلفة لا تأتي بسبب الأسعار فقط ولكن أيضاً عملية الجودة والخضراوات الطازجة هي الأكثر اهتماماً. وأعلنوا أيضاً أن النظام الجديد الخاص بعملية الفرز للمنتجات مهم للغاية وهو يؤكد أن الساحات مختلفة تماماً عن السوق المركزي؛ حيث إن خضراوات الدرجة الأولى تختلف تماماً عن الثانية وهو ما يمكن أن يميز مزرعة دون الأخرى. ترويج كما طالبوا بضرورة قيام أصحاب المزارع المحلية بتقديم عروض ترويجية للمستهلكين خاصة أنهم لا يدفعون إيجارات داخل هذه الساحات؛ حيث من الممكن أن تكون هذه العروض مخصصة للكميات الكبيرة وذلك على اعتبار أن الكثيرين من الذين يأتون إلى الساحات يقومون بشراء كميات كبيرة في نهاية الأسبوع. العروض الترويجية والفرز ومن جانبه يؤكد المواطن سلطان مبارك المناعي أنه من الذين يحضرون باستمرار كل أسبوع للشراء من هذه الساحات نظراً للجودة التي تتمتع بها المنتجات المعروضة. وأشار إلى أن تقديم وقت فتح الساحات هذا العام يعتبر خطوة إيجابية رغم أن المعروض في بداية عمل الساحات لم يكن بالكميات الكبيرة وذلك بسبب عدم استخراج الإنتاج من جميع المزارع. وأشار إلى أن قيام المسئولين عن الساحات بتقديم خدمة جديدة تتعلق بعملية الفرز للمنتجات جيدة للغاية للتأكيد على أن منتجات هذه الساحات حسنة السمعة ومختلفة تماماً عما هو موجود في السوق المركزي. وانتقد المناعي ارتفاع أسعار الأسماك في بداية عمل الساحات؛ حيث أكد أن الأسعار كانت غالية جداً؛ حيث وصل سعر الهامور إلى 55 ريالا للكيلو وهو أغلى من الأماكن الأخرى وتساءل: «لا أدرى ما السبب في ذلك». كما أشار إلى أن أصحاب المزارع لديهم القدرة على منافسة السوق المركزي والمجمعات التجارية والحصول على مكاسب محترمة من خلال حملات ترويج مستمرة كل أسبوع خاصة إذا كانت المنتجات كثيرة، وقال: «الدولة تقدم هذه الساحات مجاناً لأصحاب المزارع وهي بذلك تقلل من النفقات الخاصة بهم وهو ما يتطلب قيامهم بتقديم عروض ترويجية مستمرة تساعد على زيادة مبيعاتهم وفي نفس الوقت تكون مفيدة للمستهلك». المعروض غير كافٍ أما المواطن ناصر علي سعيد المري فيؤكد أن تقديم موعد افتتاح الساحات لا يكون له تأثير إيجابي قوي لو كان المعروض في الشهر الأول غير كافٍ للطلب، وقال: «لاحظت في الفترة الأولى من افتتاح الساحات قلة المعروض من المنتجات الخاصة بالمزارع المحلية وربما يكون السبب في تأخر الإنتاج الخاص بالمزارع». وأضاف أنه في كل الأحوال تظل ساحات المنتج المحلي أفضل بكثير من أي مكان آخر لسبب بسيط جداً وهو يتعلق بعملية الجودة للمنتج وقال: «نعلم جميعاً أن المنتجات المعروضة تكون إنتاج نفس اليوم وهو ما يظهر عليها بوضوح ولذلك يكون الإقبال عليها كبيراً لعدم الرغبة من المستهلك في الشراء من المنتجات المبردة». وأشار إلى أن المواطن أو المستهلك الذي يقوم بالشراء من داخل الساحات لا ينظر إلى السعر إلا اذا كان لافتاً للنظر للثقة التامة في أن الجميع ملتزم بالأسعار المفروضة عليهم من حماية المستهلك ولكن لا بد أن تكون هناك عروض ترويجية من أصحاب المزارع للمستهلك الذي يرغب في شراء كميات كبيرة من داخل الساحة خاصة أن أيام الخميس والجمعة والسبت مواعيد فتح الساحات تكون من الأيام التي تكثر فيها العزومات وبالتالي تتزايد فرصة الشراء لكميات أكبر. كما شدد على ضرورة وجود أعداد أكثر للعمال داخل هذه الساحات في ظل الإقبال الكبير من المواطنين والمقيمين على الشراء منها وهو ما يزيد من توفير سبل الراحة، وقال: «تظل ساحات المنتج المحلي هي الأفضل للمزارع المحلية وللمستهلكين أيضاً وإن كان الأكثر استفادة هم فئة القريبين من هذه الساحات وهو ما يتطلب فتح مزيد من الساحات في الكثير من الأماكن في قطر لتشجيع المزارع أولا على زيادة الإنتاج والتوسع وأيضاً المستهلكين على الشراء من المنتج المحلي». الخضراوات الطازجة وبدأ المواطن جبر عبدالعزيز كلامه قائلا: «الحمد لله الإخوان في وزارة البلدية والبيئة ما قصروا وفتحوا الساحات قبل موعدها بشهر وهو ما يؤكد الاستمرار في تشجيع ودعم المنتج المحلي من الخضراوات». وأشار إلى أن المواطن أو المقيم يرغب دائماً في الحصول على الخضراوات الطازجة وهو ما يتوفر في هذه الساحات، ولذلك يكون الإقبال كبيراً عليها خلال الأيام الثلاثة المتاحة في كل أسبوع ولكن في نفس الوقت الأماكن الموجودة بها الساحات تتناسب مع فئة المستهلكين القريبين منها فهم الأكثر استفادة ولذلك يكون من الأفضل فتح مزيد من الساحات خلال الفترة المقبلة في أماكن مختلفة». كما أوضح أن أصحاب المزارع يستفيدون من هذه الساحات مجاناً لتقديم منتجاتهم بأسعار السوق العادية الموجودة في كل مكان وهي ميزة لا يحصل عليها آخرون من التجار الكبار ولذلك وجب عليهم المساهمة في مزيد من الدعاية والترويج لهذه الساحات لأنه ليس الجميع يعلم بها بالإضافة إلى قيامهم بتقديم عروض ترويجية باستمرار كل أسبوع ومن الممكن أن تكون هذه العروض ممنوحة للكميات الكبيرة التي هي غالباً ما تكون متوافرة بشكل كبير داخل هذه الساحات من المواطنين. وتابع مؤكداً على أن الحديث عن الأسعار ومدى توافقها مع السوق الخارجي لا يهم الكثيرين من زوار الساحات؛ حيث إن الاهتمام الأكبر يكون بالجودة والمنتجات الطازجة ولذلك فإن قرار فرز المنتجات داخل السوق من كل مزرعة مهم للغاية ويساهم في المنافسة بين المزارع لتقديم الأفضل بالأسعار التي تتناسب مع جودة المنتجات. إنهاء سيطرة المجمعات ويختتم المواطن عبدالرحمن المناعي مؤكداً على أنه يحرص على شراء المنتجات من الخضراوات والفاكهة أسبوعياً من المزروعة؛ حيث اعتاد على ذلك منذ فترة طويلة ولذلك فإن قرار التبكير بفتح الساحات هذا العام كان قراراً جيداً. وأضاف أن العبرة ليست بالمواعيد التي تهم المزارع المحلية في المقام الأول ولكن المستهلك يرغب في شيئين مهمين هما الأسعار والجودة لكي لا يذهب إلى السوق المركزي أو المجمعات التجارية، وقال: «أعتقد أن المزارع المحلية عليها مسئولية كبيرة جداً بترغيب الكثيرين للذهاب إلى الساحات لتشجيع المنتج المحلي وفي نفس الوقت انعاش القطاع الزراعي والحد من عملية ارتفاع الأسعار للمنتجات المستوردة». وأوضح أن الكميات المعروضة في الساحات ما زالت قليلة وهذا الأمر مقبول في البداية بسبب الموسم الزراعي الذي يبدأ غالباً في نهاية أكتوبر ولكن مع مرور الوقت سيكون الإنتاج أكبر وبالتالي لا بد من الاستفادة بهذا الإنتاج بتقديم عروض ترويجية للمواطنين والمقيمين تجبر الكثيرين على التواجد في الساحات وتفضيلها على أي مكان آخر خاصة أن أصحاب المزارع لا يتحملون سوى عملية النقل لكون الساحات مجاناً. واختتم مطالباً بضرورة التوسع لفتح المزيد من هذه الساحات في الكثير من الأماكن الأخرى التي تكون قريبة من الازدحام السكاني؛ حيث إن ذلك يشجِّع المزارع على التوسع لزيادة الإنتاج بالإضافة إلى فتح مزارع جديدة وهو في النهاية يصب في المصلحة المزدوجة لأصحاب هذه المزارع وللمستهلك أيضاً بدلا من سيطرة السوق المركزي والمجمعات التجارية على هذا القطاع بالأسعار التي يفرضونها لكونها تأتي مستوردة وليست محلية.;