حذر مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز من استمرار نمو استهلاك الطاقة، ما لم تُتخذ إجراءات حيال تغيير الأنماط الحالية لاستهلاك الطاقة، مشيراً إلى أن ذلك يتم بمعدل يراوح بين 4 و5 في المئة سنوياً حتى عام 2030. وقال في كلمته التي ألقاها بمناسبة افتتاح أول منتدى ومعرض من نوعه في المملكة عن العزل الحراري في المباني، الذي ينظمه المركز السعودي لكفاءة الطاقة بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية، في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض: «إن البرنامج الوطني قام بدرس وضع استهلاك الطاقة في المملكة، وتم تحديد قطاعات المباني والنقل البري والصناعة، كأهم قنوات الهدر الرئيسة لاستهلاكها مجتمعة أكثر من 90 في المئة من استهلاك الطاقة في المملكة، كما تم تحديد استهلاك قطاع المباني من إجمالي الطاقة الكهربائية المنتجة في المملكة بأكثر من 75 في المئة، وبمعدل نمو سنوي يصل إلى نحو 7 في المئة»، مبيناً أن ذلك يعزى إلى سببين رئيسين: الأول انخفاض كفاءة استهلاك الطاقة في الأجهزة الكهربائية المستخدمة، والثاني افتقار غالب المباني للعزل الحراري، لذا تم إعداد مجموعة برامج فرعية ضمن البرنامج السعودي لكفاءة الطاقة لترشيد استهلاك الكهرباء في المباني. وأكد الأمير عبدالعزيز بن سلمان: «شملت هذه البرامج تحديث المواصفة القياسية لأجهزة التكييف، والأجهزة المنزلية الأخرى، ويجري العمل على إعداد مواصفات قياسية للإنارة المنزلية، وأجهزة التكييف كبيرة السعة، وتم تطبيق المرحلة الأولى من المواصفة القياسية لأجهزة التكييف قبل عام من الآن، وسيتم تطبيق المرحلة الثانية منها، وكذلك المواصفات القياسية للأجهزة المنزلية الأخرى، في ربيع الأول 1436هـ الموافق كانون الثاني (يناير) 2015، وستبدأ مراقبة الأسواق المحلية في جمادى الأولى 1436هـ الموافق آذار (مارس) 2015». وأشار إلى أن هذه البرامج شملت معالجة واقع افتقار أكثر من 70 في المئة من المباني السكنية القائمة إلى العزل الحراري، وما أدى إليه هذا الواقع من زيادة استهلاك الطاقة المستخدمة في أجهزة التبريد بنحو 250 مليون برميل مكافئ تقريباً خلال الأعوام الخمسة الماضية. وأوضح رئيس اللجنة الفرعية لإعداد البرنامج السعودي لكفاءة الطاقة، أن «انعقاد المنتدى ومعرض العزل الحراري في المباني، يأتي ضمن مناشط هذه الحملة الموسعة»، مبيناً أنه ستُعقد 18 ورشة عمل خلال الشهرين المقبلين، تغطي نشاطاتها جميع مدن المملكة التي تم فيها تطبيق العزل الحراري، لتوعية المكاتب الهندسية والمطورين والمقاولين والمسؤولين في قطاعات الإنشاء والتعمير، بدورهم الحيوي في تطبيق إلزامية العزل الحراري في المباني، وسيتم عقد هذه الورش بالشراكة مع كلٍ من وزارة الشؤون البلدية والقروية والجهات التابعة لها، والهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، والمركز السعودي لكفاءة الطاقة، والشركة السعودية للكهرباء، ومجلس الغرف السعودية، والغرف التجارية الصناعية في المدن التي سيُنفذ فيها العزل الحراري كمرحلة أولى. من جهته، قال وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير منصور بن متعب في كلمة ألقاها بالمنتدى الذي عقد برعايته، بحضور عدد من المسؤولين: «إن منتدى ومعرض العزل الحراري في المباني يأتي في إطار ما يهدف إليه المركز السعودي لكفاءة الطاقة من ترشيد ورفع لكفاءة استهلاك الطاقة، وتوحيد الجهود بين الجهات المعنية حفاظاً على الثروة الوطنية، وبما يعزز التنمية والاقتصاد الوطن». وبيّن الأمير الدكتور منصور بن متعب أن وزارة الشؤون البلدية والقروية عملت على إصدار نشرة إيضاحية عن العزل الحراري في المباني، كما وجهت الأمانات والبلديات والمكاتب الاستشارية والهندسية بتطبيق العزل الحراري بشكل إلزامي على جميع المباني الجديدة في 24 مدينة من مدن المملكة، إلى جانب حث ملاك المباني على استخدام العزل الحراري في المباني الخاصة والتذكير بفوائده ومزاياه. بعد ذلك، افتتح وزير الشؤون البلدية والقروية معرض العزل الحراري في المباني المصاحب لأعمال المنتدى، الذي يضم 35 جناحاً يجمع الجهات الحكومية المعنية بتطبيق العزل الحراري، وعدد من الجهات الأخرى التي لها جهود في مجال العزل الحراري للمباني، وكذلك الشركات المصنعة والموردة لمواد العزل الحراري في المملكة، ويفتح أبوابه للجمهور من الساعة الرابعة عصراً إلى التاسعة مساءً، كما تضمن المعرض عروضاً للعزل الحراري في المباني وأنواعه وطرق تطبيقه