×
محافظة المنطقة الشرقية

«الزعيم» غاضب من الحكم في واقعة طرد إسماعيل

صورة الخبر

إعداد: قرشي عبدون من شواطئها الفسيحة المترامية الأطراف التي تطل عليها المنازل ذات الأشكال التكعيبية المتداعية إلى مبانيها الأثرية القديمة وكثبانها الصحراوية الدائرية الضخمة، تحتضن تونس (عروس المتوسط) كل شيء يفتن القلب، ويغري العقل في شمال إفريقيا. السياح عادة يأتون إلى تونس بحثاً عن شواطئها المشمسة والممتدة على طول شريط البحر الأبيض المتوسط، ففي حين أن منتجعاتها الحديثة مثالية للانزواء، إلا أن سياحاً عدة من المغامرين بإمكانهم استكشاف القرى الساحلية الصغيرة؛ حيث يوجد الصيادون الذين يقدمون الأسماك الطازجة من صيد اليوم عند الشواطئ الهادئة والشوارع المرصوفة بالحصى المصطفة بالأشجار المزهرة. تتعدى السياحة في تونس كونها مجرد رحلة إلى شواطئها الباسمة، فسوف تدرك ذلك أثناء جلوسك مستمعاً إلى صوت المؤذن الذي يرحل رويداً رويداً، أو بينما تشاهد الكهول وهم يلعبون الدومينو، أو حمامات البخار والاغتسال فوق لوح من الرخام تحت القرميد المقبب، أو التبضع في الأسواق مع الارتشاف لكأس لذيذ من النعناع بصحبة أصوات تفاوض الباعة على الأسعار. وهذا يدل على أن التقاليد التونسية العريقة لا تزال حية، وباعتبارها واحدة من دول شمال إفريقيا المعتدلة، فإن تونس توازن بين الثقافة الإسلامية التقليدية مع التأثيرات الحديثة، كما أن مدنها تعج بالمطاعم والمقاهي الواقعة خلف المدينة القديمة، العديد منها ذات طابع أوروبي. ورغم أن الأحداث الأخيرة أثرت على القطاع السياحي، إلا أن السياح بدأوا يعودون إليها بأعداد كبيرة ومتزايدة، لأن جاذبيتها نابضة بالحياة ومستمرة. تاريخ تونس تونس مثلها مثل بقية دول شمال إفريقيا، تاريخها مملوء بالمحتلين الذين تمكنوا من تغيير مسيرتها، فأشهر شعوب العالم القديم الذين تركوا بصمة واضحة عليها، هم: الفينيقيون الذين استوطنوا فيها في الألفية الأولى قبل الميلاد، حيث مضوا في تأسيس عاصمتهم الأسطورية قرطاج. ولما بدأ الفينيقيون التوسع إقليمياً أصبحوا محل اهتمام الإغريق، ولاحقاً روما مما قاد إلى حروب كبيرة، وكانت هناك ثلاثة حروب كان النصر فيها حليف الرومان، وبقيت آثار لحظاتهم التاريخية حتى اليوم في تونس. عندما انحسرت الامبراطورية الرومانية، سقطت أول منطقة بيد الإمبراطورية البيزنطية، ولكن الفتح العربي في القرن السابع هو الذي غيرها إلى الأبد، ومن ثم عمل المرابطون والموحدون لتغييرها أكثر من ذلك، حيث تم استعرابها بالكامل، وقاموا ببناء مدنها الجديدة ومساجدها المتألقة. ضم الأتراك العثمانيون تونس إلى إمبراطوريتهم الواسعة بحلول القرن السادس عشر، ومع ذلك تركوا أثراً لا يذكر، لقد أحكموا السيطرة عليها حتى القرن التاسع عشر إلى حين تدافعت الإمبراطوريات الأوروبية لاحتلال إفريقيا؛ حيث كانت إيطاليا أبرز محتليها، إلى حين احتلها الجنود الفرنسيون الذين أتوا من الجزائر المجاورة، ليحولوها إلى دولة تحت الحماية الفرنسية عام 1881. ونالت استقلالها عام 1956. أفضل الأوقات لزيارة تونس من أكثر المناطق التي تجذب السياح هي المناطق التي تقع على حوض البحر الأبيض المتوسط، بأجوائها الصيفية الحارة والجافة والمعتدلة، وأمطارها الشتوية المتقطعة، وتونس تعد سوقاً صيفياً للعطلات كما في مصر وتركيا، خاصة من شهر يونيو/ حزيران حتى أغسطس/آب؛ حيث تمثل هذه الفترة أفضل الأوقات للذهاب إلى منتجعاتها الساحلية. أما بالنسبة لفصلي الربيع والخريف فإنهما يمنحان المرء إغواء خاصاً، بالأجواء المغرية، وعدد السياح الذين يتناقصون رويداً رويداً، إن فصلي الربيع والخريف من أفضل الأوقات لزيارة المناطق الصحراوية للجنوب وأواسط تونس، فيما ترتفع حرارة الجو في فصل الصيف إلى درجات عالية، بينما في ليل الشتاء فإن الجو يكون قارساً في الصحراء. يتقلص عدد السياح في تونس في فصل الشتاء، وتنخفض أسعار فنادقها من شهر ديسمبر / كانون الأول حتى شهر فبراير / شباط، ومع ذلك تظل هناك أيام مشمسة، ولكن بمجرد غروب الشمس يكون الجو بارداً للغاية. وبالنسبة للسياح عدة، تعد مدرجات كلوسيوم الجم المدرج في قائمة اليونيسكو للمواقع الأثرية أبرز المعالم التاريخية لتونس، حيث تم بناؤه في القرن الثالث، فهذا المبنى الضخم كان يتسع في يوم من الأيام لسعة 35 ألف شخص، أما اليوم فتحيط به مدينة حديثة، كما أنه يعد أكبر مدرج في شمال إفريقيا؛ حيث تم تعديله فوق الكلوسيوم الروماني القديم، إنه مثال للمدى الذي وصلت إليه القوات الرومانية المهيبة. اللعب فوق الكثبان الرملية تتحرك الكثبان الرملية في شكل أمواج على نحو مخيف على مد البصر، إنه مشهد يبعث على النوم، لقد تم تصويره في فيلم الصبر الإنجليزي ومنذ ذلك الحين أصبح من أشهر الأماكن السياحية في الصحراء، إذ يمكن الإعداد لرحلة للاستمتاع بالكثبان الرملية من مخفر دوز الموجود بالصحراء الترابية، وممارسة التزلج على الرمال، أو ركوب العربات التي تجرها الدواب وسط الكثبان. بقايا آثار دُقة هي مدينة أثرية ومدينة حديثة بالجهة الشمالية الغربية لتونس، تابعة لمعتمدية تبرسق بولاية باجة، تستمد مدينة دقة اسمها الحالي من اسمها الأمازيغي القديم ويعني الجبل الصخري وتمتد على مسافة 70 هكتاراً، يعد هذا الموقع المدرج على قائمة اليونيسكو العالمية للمواقع الآثارية أحد أفضل الأثار القديمة التي تمت المحافظة عليها في شمال إفريقيا، وعلى الرغم من أن معظم الآثار القديمة الباقية يعود تاريخها إلى العهد الروماني، إلا أن تاريخ دُقة يمتد إلى القرن السادس، بقممه التلية المثيرة والمباني الآثارية الفسيحة إضافة إلى المعابد. مدينة سيدي بوسعيد تقع على بعد 20 كيلومتراً شمال شرق العاصمة التونسية في أعالي المنحدر الصخري المُطل على قرطاج وخليج تونس، يقطنها حوالي 5000 شخص، وتمثل مكاناً سياحياً رائعاً وتتميز بفن معماري خاص بها. وتتميز بيوت سيدي بوسعيد بلونها الأبيض وأبوابها العتيقة التي يغلب عليها اللون الأزرق، كما تحتوي هذه الأبواب على نقوش وزخارف عتيقة غاية في الجمال، إنها مدينة ضخمة على نحو بديع، مناظرها خلابة على نحو مذهل، وتتميز بمبانيها ذات الألوان البيضاء والزرقاء المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وبها متعة التجوال في أزقة قراها المرصوفة بالحصى وتناول فنجان من القهوة العربية بجانب المنحدرات والجروف، وعند الشاطئ الفتان. تونس تقع جمهورية تونس في أقصى الشمال الشرقي من القارة الإفريقية وسط حوض البحر الأبيض المتوسط. ويحيط بها البحر الأبيض المتوسط من الجهتين الشمالية والشرقية، وتمتد سواحلها على أكثر من 1.300 كلم وتحدها الجزائر غرباً وليبيا جنوباً. هل تعلم ؟ * يقال إن البربر وصلوا إلى تونس الحديثة حوالي 2000 قبل الميلاد، إنهم أقلية هناك، ولكن لهم أهمية كبيرة. * كان هناك نحو 100 ألف من الإيطاليين يعيشون في تونس حتى وقت الاستقلال.