مسقط- الخليج: نشأت بدون تلفاز أو جهاز راديو في بيتنا تربطني بالتلفزيون علاقة حب وكراهية مسقط: الخليج مذيع شاب متألق وطموح، ورغم كونه أصغر المذيعين في إذاعة سلطنة عمان، إلا أنه تم اختياره قبل خمسة أشهر المذيع الوحيد الذي يمكنه تقديم جميع البرامج في الإذاعة، والشخص القادر على أن يحل مكان أي مذيع آخر في حالة الطوارئ أو الإجازة.. هذا التصنيف الذي يجعله يحمل لقب المذيع الشامل، ليس بالأمر البسيط بل إنه يبرزه كشاب مبدع عشق مهنته إلى أقصى الحدود، وأبدع في تقديم برامجه باللغة الإنجليزية بطريقة عفوية وقريبة من القلب، حتى أصبح نجماً محبوباً. من برامجه الشهيرة برنامج Hot Right Now الخاص بما يحصل في عالم وسائل التواصل الاجتماعي في عُمان، والذي يذاع يومياً على مدى ثلاث ساعات، وبرنامج حول العالم دقيقة بدقيقة والعديد من البرامج الأخرى. إنه طلال الشحري الذي نسلط الضوء على تجربته في الحوار التالي.. } في البداية دعنا نركز على موضوع تصنيفك كالمذيع الوحيد القادر على تقديم جميع البرامج. ما الذي يعنيه لك هذا التصنيف؟ - بالفعل لقد تم اختياري قبل عدة أشهر بصفتي المذيع الوحيد الذي يمكنه تقديم جميع البرامج في الإذاعة، والشخص القادر على أن يحل مكان أي مذيع آخر في حالة الطوارئ أو الإجازة، وكوني أصغر وأحدث مذيع، فإنني أعتبر أن هذا الأمر شرف كبير لي، لأن هذا يكون خارجاً عن إطار برنامجي الاعتيادي، فكل برنامج يختلف عن غيره من ناحية المواضيع والأسلوب والنمط، وهذا يتطلب سلاسة كبيرة من ناحية المذيع لتغيير طريقة تقديمه لكل برنامج. وهي المرة الأولى أيضاً التي يتم فيها اختيار مذيع احتياطي لكل البرامج. } هل تأثرت خلال نشأتك بأحد من أفراد عائلتك.. ومن أين أتتك موهبة التقديم؟ - بالعكس تماماً، فأنا عشت طفولتي ونشأت في صلالة بدون تلفاز أو جهاز راديو، محاولة من والدتي عزلي وأخوتي عن التأثيرات الخارجية الدعائية للوسائل الإعلامية وبخاصة التلفزيون الذي تراه مضيعة كبرى للوقت، ورغبة منها بتعويدنا على القراءة، وهو ما علمنا السعي إلى تنفيذ اعتقاداتنا وأفكارنا بأنفسنا، بدل أن يتم تقديمها لنا عبر الشاشة. كنت أملأ وقت فراغي في المدرسة بالأنشطة المدرسية المختلفة، حيث انضممت إلى معظم المجموعات المسرحية والكشافة والصحافة، وهذا ما صقل شخصيتي بعدد من التجارب الممتعة التي كان لها أثرها مستقبلاً في توجهي لدراسة الإعلام وتعلقي بهذا المجال وإبداعي فيه. } هل كان للإذاعة المدرسية دور أول في جذبك للإذاعة؟ - كلا، لقد كنت طالباً بعيداً عن الإذاعة المدرسية، وذلك ليس نابعاً من عدم رغبتي في خوض هذه التجربة، فقد حاولت مراراً الالتحاق ببرنامج الإذاعة بالمدرسة لكن لم يتم قبولي لقراءة أي شيء باستثناء جمل بسيطة وذلك لنشاز صوتي كما قالوا لي، كما كنت أمنع من قراءة القرآن جهراً بحصة التربية الإسلامية لنفس السبب. وكان غريباً أن تصبح وظيفتي بعد سنوات مذيعاً لدى أعرق وأقدم إذاعة إنجليزية بالسلطنة.. إنها مفارقة مضحكة. } هل سبق لك أن قدمت أي برنامج باللغة العربية؟ وهل جمهورك أجنبي؟ - لم أقدم أي برنامج باللغة العربية وسبب ذلك أنني أجد مساحة أكبر من الحرية في الإذاعة الإنجليزية، حيث يمكنني المزاح والضحك وأن أكون شخصاً عفوياً. للأسف فإن واقع وجود حرية أكبر بالإذاعات الأجنبية هو صحيح حيث تقع الإذاعات العربية تحت قيود الإذاعات الكلاسيكية القديمة ووجود رسميات وقوانين لا تنتهي قد لا تعجب الكثيرين وخاصة الجيل الشاب. بالنسبة لمستمعي برامجي، فقد كنت أعتقد أن معظمهم سيكون من الأجانب، لكنني اكتشفت لاحقاً أن أكبر نسبة لمستمعي الإذاعة باللغة الإنجليزية هي من العمانيين. } يتنقل كثير من المذيعين بين الإذاعة والتلفزيون. هل يمكن أن نراك يوماً على الشاشة؟ - لا أعتقد ذلك، فأنا تربطني بالتلفزيون علاقة حب وكراهية في آن، حيث كان لأسلوب التربية الذي نشأنا عليه دوره في ذلك، ويمكنني التأكيد أنه لم تراودني رغبة يوماً في أن أقضي ساعات أمام التلفاز، بينما كنت أرى تأثير ذلك في الناس حولي وكيف يحد التلفزيون من قدرات وخيال أي إنسان، ومن هنا فقد اخترت دراسة الإعلام لاهتمامي بظاهرة استحواذ التلفزيون على عقول الملايين حول العالم، وبسبب هذا كله قررت ألا أعمل في التلفزيون حتى لا أخون مبادئي. } هل حققت أية جوائز خلال مشوارك الإذاعي؟ - معظم الجوائز التي حصلت عليها كانت خلال دراستي في الكلية، فعندما كنت في السنة الثالثة شاركت في مسابقة الإذاعة بنزوى في العام 2009، وفزت بجائزتين، وفي السنة الرابعة فزت بجميع جوائز المسابقة الإنجليزية وأيضاً بجائزة أفضل مدير حوار باللغتين. ويرجع الفضل إلى ذلك لله سبحانه وتعالى ثم إلى والدتي وزوجتي وأستاذتي التي كانت أكبر داعم لي وهي الدكتورة فاندانا. اليوم وخلال عملي الرسمي في إذاعة سلطنة عمان، أعتبر التقدير الذي أحصل عليه وتقييمي كمذيع بديل جائزة تضاف إلى رصيدي. } كيف تقيِّم ما حققته حتى اليوم؟ وما هو طموحك؟ - أنا سعيد جداً بما حققته حتى اليوم وأنا بهذا العمر، وأقول إن الدرب ما زال طويلاً، والإرادة في سبيل فعل وتقديم المزيد، موجودة بالفعل ولم تخفت يوماً، كما لم تتوقف عند ما نجحت بتحقيقه حتى الآن، لذلك فإنني أعد بمزيد من النجاح في المستقبل. وطموحي هو أن أجذب المزيد من المستمعين إلى برامجي.