بغداد: «الشرق الأوسط» أعلنت الحكومة العراقية تعطيل الدوام الرسمي في بغداد اليوم بالتزامن مع انعقاد المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي تستضيفه العاصمة العراقية ويستمر يومين. وبينما أعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء في بيان لها أن السبب وراء إعلان اليوم عطلة رسمية هو «لإتاحة الفرصة أمام المواطنين لاستلام البطاقة الانتخابية»، أكد مصدر أمني أن السبب هو مؤتمر مكافحة الإرهاب. وقال المصدر الأمني المسؤول في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، طالبا عدم الإشارة إلى هويته، إن «الهدف الحقيقي من تعطيل الدوام الرسمي هو انعقاد المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب وهو ما يعني إمكانية حصول هجمة إرهابية بالتزامن مع انعقاد هذا المؤتمر كرسالة من الإرهابيين للمشاركين في المؤتمر بأن ردهم على انعقاده يكون بالمزيد من عمليات التفجير والتفخيخ التي يذهب ضحيتها المواطنون الأبرياء». وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت هناك معلومات استخبارية تشير إلى حصول عمليات بالتزامن مع انعقاد المؤتمر، قال المصدر الأمني إن «كل شيء وارد لأن غاية الإرهابيين تعطيل الحياة اليومية للعراقيين من خلال اختيار أهداف سهلة لإحداث فوضى وانتصارات إعلامية ولما كان مؤتمر بغداد لمكافحة الإرهاب هو الأول من نوعه فإنه بالتأكيد هدف مثالي لهم». وبشأن ما إذا كان هناك حظر للتجوال في بغداد خلال المؤتمر، قال المصدر الأمني «لا يوجد شيء من ذلك لكن قطع بعض الطرق الهامة في العاصمة يمكن أن يؤدي بالضرورة إلى قلة الحركة من قبل المواطنين». من جهتها، أعلنت اللجنة التحضيرية للمؤتمر عن بدء توافد الوفود المشاركة فيه. وقال مدير عمليات جهاز المخابرات الوطني، قاسم عطا، خلال مؤتمر صحافي عقده في بغداد بشأن إنهاء الاستعدادات للمؤتمر الدولي الأول لمكافحة الإرهاب، إن «دعوات مؤتمر مكافحة الإرهاب تم إكمالها، والوفود العربية والدولية المشاركة فيه بدأت تصل»، مبينا أن «مستوى الحضور إلى المؤتمر سيكون على أربعة مستويات». وأضاف عطا أن «المستوى الأول سيتكون من وكلاء وزراء خارجية الدول، والثاني للمنظمات الدولية من الأمم المتحدة والمؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي والإنتربول»، مشيرا إلى أن «المستوى الثالث هو الأمني لرؤساء مكافحة الإرهاب، فيما سيكون الرابع للباحثين والمشاركين في المؤتمر». وأعلن عطا أن سوريا لن تشارك في المؤتمر التزاما بمواقف الجامعة العربية والأمم المتحدة. وأضاف أن العراق لم يتعرض إلى أي ضغط بشأن مشاركة سوريا من عدمها. وقال «نحن نعمل وفق القوانين ووجهت الدعوة بشكل رسمي من قبل وزارة الخارجية العراقية». وتابع عطا «أنا أعتقد أن سوريا لن تحضر المؤتمر التزاما بمواقف منظمة الأمم المتحدة والجامعة العربية ونتعامل مع هذا الموضوع بحكمة». بدوره، أعلن مصدر في وزارة الداخلية العراقية أن القوات الأمنية قطعت جميع الطرق المؤدية إلى المنطقة الخضراء المحصنة، وسط بغداد. وقال المصدر في تصريح صحافي إن «قوات من الجيش والشرطة ومكافحة الإرهاب أغلقت جميع الطرق المؤدية إلى المنطقة الخضراء، وسط بغداد، بتوجيه من الجهات العليا»، مبينا أن «الغلق شمل شارع الرشيد». وأضاف المصدر أن «القوات الأمنية انتشرت بشكل مكثف في محيط المنطقة الخضراء والمناطق الحيوية تحسبا لاستهداف المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب». من جانبه أكد القيادي في دولة القانون عدنان السراج رئيس المركز العراقي للتنمية الإعلامية في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «أهمية هذا المؤتمر تأتي من كونه الأول من نوعه في المنطقة الذي يناقش قضية تهم وبشكل كبير وضاغط كل دول وشعوب المنطقة، ولعل الأهم في هذا المؤتمر أنه سيركز على الجانب التعبوي الذي سيولى أهمية كبيرة من خلال المناقشات والبحوث وأوراق العمل». وردا على سؤال بشأن ماذا سيقدمه العراق من رؤية في المؤتمر، قال السراج إن «العراق أعد ورقة متكاملة سيقدمها للمؤتمر، لأن العراق من بين أكثر الدول التي عانت من الإرهاب وتبعاته وتداعياته الطائفية خلال السنوات الماضية». وشدد السراج على أن «المهم هو في تحديد الإرهاب ووضع تعريف واضح له وحث المجتمع الدولي ودول المنطقة على المزيد من التنسيق في هذا المجال لمكافحة الإرهاب بوصفه آفة تستهدف الجميع».