×
محافظة المنطقة الشرقية

السفير معرفي يؤكد حرص الكويت على استقرار سوق النفط <br /> - محليات

صورة الخبر

قد يطول الكلام في هذا الموضوع لأهميته في حياتنا اليومية؛ لأن هناك متقلبات عقلية فكرية ونفسية، ولكن سوف نركز على المفهوم الفكري، الذي يحدد شخصية المفكر وما يقوده إليه تفكيره. للفكر مفاهيم مختلفة، وقوالب خاصة ذات مدلول معين يتلاءم فيها مع شخص ما لا يتلاءم مع أي شخص. وقد يتبادر للذهن بعد أن أصبح الحديث عن الفكر ميداناً واسعاً.. فكلٌ يتحدث في مجاله وتخصصه.. أن الفكر هو ما ينطلق من إدراك الشخص، وما يتعلق بوجهات نظر البارزين في هذا التخصص، وفي الغالب تجدهم من غير المسلمين.. وخاصة في الأمور الثقافية والتجديدية والأدبية، أو ميادين مختلفة من العلوم النظرية.. كالتي أخذت سمات تعقيدية متميزة في هذا العصر بأصولها وتقنياتها، في كثير من العلوم الإدارية والاجتماعية والنفسية، والنظريات التربوية. ولذا فإننا نلمس أن من يتحدث في الميادين الفكرية وفي أي فن منها أو يكتب فيها.. تجده يوصف بنعوت وصفات كثيرة، منها الإيجابي، ومنها السلبي، فمنهم من يقول: هذا فكره ناضج، والآخر فكره متوسط، والآخر عديم التفكير، وهذا أمي التفكير، وهذا لديه صراع فكري، وهذا متخلف التفكير، وغيرها من النعوت. وهذا ما جعل بعضهم يحمل نفسه شططاً: ينفي الفكر الإسلامي، والتعويض عن ذلك بمفهوم الشريعة الإسلامية، أو التعاليم الإسلامية، في محاولة لفصل الفكر عن العقيدة. والذي يجب أن نعرفه عن الفكر أنه ليس بمعزل عن الإسلام.. بل إن تعاليم الإسلام تقود الفكر للمنهج السليم لأن هذا الدين مصدره: كتاب الله عز وجل، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد حثنا على التفكير والتفكر؛ لأنه السبيل إلى المعرفة، والمنقذ للنفس من متاهات الحياة والبلبلة! فقد جاء في كتاب الله جل وعلا حث على دعوة الإنسان للتفكر تسع عشرة مرة.. وهذا يعطي أهمية لمفهوم التفكير، وتمكيناً له في الإدراك والغوص لما وراء الظواهر.. حيث يكون العمل قد جاء عن بصيرة وعمق.. علاوة على التوجيهات المكينة لما يرتبط بالفكر من دلالة وانتماء. وإذا كان الإمام البيهقي يرى في كتابه «المحاسن والمساوئ»: أن كل شيء له وجهان: وجه حسن يوضح المحاسن، وهو الوجه المشرق في خصال ذلك العلم، ووجه سيء تبرز فيه الأضداد.. وهو الوجه المظلم في خصال ذلك العلم نفسه [كتاب: المحاسن والمساوئ، للبيهقي (1/ 42)].. فإن هذه سمة البشر.. إن أحبوا مدحوا، وإن أبغضوا صبوا عليك بالذم والقدح.. وقد أوضح ابن الرومي هذا الجانب بتعبيره عن العسل بقوله: في زخرف القول تزيين لباطله والحق قد يعتريه سوء تعبير تقول هذا مجاج النحل تمدحه وإن تعبْ قلت؟ ذا قيء الزنابير مدحاً وذوقاً وما جاوزت وصفها سحر البيان يُري الظلماءَ كالنورِ وهناك ذبذبة فكرية تفشت في كثير من المجتمعات الإسلامية، نشأ عنها ما يسمى بالمدرسة العقلية.. ذلك التوجه الذي سعى فيه كثيرون ممن بهرتهم حضارة الغرب، وتأثروا ببعض أفكارهم، فأرادوا نقل ذلك للبيئات الإسلامية في محاولة للتوفيق والربط بينهما. وللحديث بقية إن شاء الله؛؛؛.