لم أر مكانا مفتوحا على الآخر مثل تويتر. هو المكان الوحيد، الذي يصادفك فيه، الملحد ورجل الدين، والمنحرفون والمنحرفات سلوكيا، والمشاهير، والشعراء، والمنشدون، والمطربون، بل وحتى تجار التمور. كل الأشياء واردة في تويتر، فهو المكان الوحيد الذي يُعدّ نموذجا فعليا، لتحقيق المثل الشعبي الرائج: "اختلط الحابل بالنابل"، تحقيقا فعليا على أرض الواقع، وإن كان هذا الواقع افتراضيا. لا شيء له منطق في تويتر، ومن الممكن أن نمنطق كل الأشياء، ولكن خارج هذا الفضاء الأزرق، الطويل العريض، المسمّى تويتر، فمن الممكن في تويتر ـ وفي تويتر فقط ـ أن ترى حسابا لشخص عادي ينشر بعض "النُكت"، ويكون هذا الشخص نكرة، وليس محسوبا على النخبة، ولا على الفئة المثقفة في المجتمع، ولا على فئة المشاهير، ومع ذلك، تجد أن عدد من يتابعون صفحته تلك يفوق ١00 ألف متابع، بينما عشرات المثقفين، والنخبويين، قد لا يتجاوز عدد متابعيهم، مئات الأشخاص. لا تستغرب أبدا، أن تجد عدد إعادات التغريدة أو ما يسمى اصطلاحا "الريتويات"، لصورة في منتهى الاستهبال تصل إلى آلاف "الريتويتات"، بينما تغريدة مفكر كبير، أو كاتب رأي مهم ومعروف، قد لا تتجاوز "عدد ريتويتات" تغريدته، ٥ "ريتويتات". أقول لا تستغرب، لأنك في تويتر.