.. لأخي سعادة الشيخ صالح كامل اهتمام بالغ بالاقتصاد الإسلامي والعمل بموجب أحكامه الشرعية. في عدد يوم الاثنين 2/5/1435هـ بجريدة (مكة) تحدث الشيخ صالح كامل كيف نصحته والدته - رحمها الله - بعدم الاقتراض من البنوك بفائدة ثم أشار عليه أستاذه الشيخ محمد متولي الشعراوي -رحمه الله- الذي سأله قائلا: أمضطر لهذا القرض لأجل أن تأكل ؟ قلت: لا، قال: لأجل أن تسكن ؟ قلت: لا، قال: لأجل داء أو دواء ؟ قلت: لا، قال الشيخ صالح: فقرأ علي: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب). ثم روى الشيخ صالح كيف صار تعامله مع البنوك إذ قال: فذهبت وكلي ثقة وإيمان إلى أحد البنوك العربية العاملة في جدة، وطلبت منه أن نعمل معا بنظام المضاربة، أي البنك بالمال وأنا بالجهد والعمل، فأخبرني مدير البنك أن هذه الطريقة على الرغم من سلامتها الشرعية لكن البنك لا يتعامل بها، وطلب مني الانتظار حتى يبعث للبنك الرئيسي في القاهرة بالفكرة مستأذنا في بدئها، وتأخر رد البنك في القاهرة كثيرا، ومع كثرة مراجعتي ومتابعتي، هدى الله المدير في جدة أن يأخذ الأمر على مسؤوليته، وبدأنا وكانت النتيجة أن ربح البنك ربحا يفوق سعر الفائدة العادية وربحت أنا تمويلا خاليا من الشبهات، ورزقني الله من حيث لا أحتسب. وبعد أن يتحدث عن مسيرته في التعامل مع البنك ونجاحه الكبير بالطريقة التي اختارها أخذ يروي كيف استفادت ألمانيا من تجربته إذ يقول: زارت المستشارة الألمانية ميركل المملكة العربية السعودية ومعها وفد وزاري رفيع، والتقيت بها وهم معها في غرفة جدة التجارية، وكانت على علم بأولوية اشتغالي بالمصارف الإسلامية وسألتني عن سر عدم تأثر البنوك الإسلامية بالأزمة المالية العالمية التي طحنت بنوك الدنيا كلها آنذاك ؟! فأجبتها: نحن نعمل بالاقتصاد الواقعي وبه نؤمن، وليس بالاقتصاد الافتراضي الذي تعمل به بنوك العالم، وهو أمر دلنا عليه ديننا وهدانا له نبينا محمد عليه وعلى أنبياء الله الصلاة والسلام. قالت: دلني .. قلت: إليك هذا الحديث النبوي الشريف: (لا تبع ما لا تملك) ولو طبق فقط هذا الحديث لما أفلس بنك ولا انكسر فرد ولا ضاعت أمة .. طلبت المستشارة مزيدا من الإيضاح والتفصيل فأرسلت لها قبل سفرها ثلاث صفحات في هذا الخصوص. وبعد شهرين هاتفتني قائلة: (لا تبع ما لا تملك).. (أصبح قانونا اليوم في ألمانيا). وهكذا أصبحت تجربة الشيخ صالح كامل أنموذجا يحتذى، لكن السؤال: هل تقبل بنوكنا هذا النهج في التعامل مع المقترضين للتجارة ؟! السطر الأخير : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك