انقضت الجولة الحادية عشرة لدوري جميل بصدارة هلالية متواصلة لثلاث جولات مضت، بعد فوزه المثير على الشباب بثلاثية نظيفة رفع بها رصيده للنقطة 27 خلفه الاتحاد برصيد 25 نقطة بفارق نقطتين ومطاردة يبدو أنها ستستمر عطفا على مستوياتهما في الجولات الأخيرة وقوتهما الهجومية ثم بقية فرق المقدمة النصر ثالثا بـ 24 نقطة فالأهلي بـ 22 نقطة رابعا خلفهما الشباب والاتفاق بـ 19 نقطة وهما الفريقان اللذان في هذه الجولة التقيا بالهلال والاتحاد فكانا الخاسران في هذه الجولة بابتعادهما نقطيا عن المنافسة مبدئيا، ثم تأتي فرق الوسط والمتأخرة القريبة جدا نقطيا من بعضهما البعض مما سيزيد الدوري جمالا وإثارة في الجولات القادمة، وسنركز فنيا هنا على أهم مباراتين في الجولة من الناحية الفنية التي جمعت الهلال بالشباب والاتحاد بالاتفاق. لماذا فاز الهلال على الشباب ؟ فوز مستحق للزعيم على الليث بثلاثية نظيفة نتيجة الفوارق الفنية بين الفريقين على مستوى جميع خطوط الفريق (حراسة ودفاع وهجوم) رغم أن الشباب قدم مباراة جيدة من الناحية التكتيكية في الشوط الأول وكان ندا قويا للهلال واستطاع الضغط على مفاتيح اللعب الهلالية وتسريع اللعب فوجد الهلال صعوبة في إخراج الكرة حتى الدقيقة 42 الهدف الهلالي الأول من خطأ فردي من الصليهم المحور الشبابي استثمره لاعبو الهلال بكل براعة فعاقبوا الشباب به على جرأتهم لمهاجمة الفريق ولأن كرة القدم تلعب على أجزاء صغيرة كان للهلال السيادة والتقدم والاستحواذ بفرض قوته في الوسط والهجوم والتحرك السريع بدون كرة وهو أخطر أنواع التكتيك يصعب على الخصم مراقبته باستمرار أجاده ميليسي وأدواردو وليو وخلفهما العابد والفرج حيث أضاف الثنائي الأخير قوة كبيرة واستطاع دياز توظيفهما لصالح المجموعة في الفريق ولعب دفاع الهلال بارتياح نسبي لعدم وجود المهاجم المرعب في صفوف الشباب الذي يستطيع تعويض غياب محمد بن يطو الهداف الجيد ولم يكن إسماعيل مغربي على قدر كبير من مميزات المهاجم الذي يستثمر الفرص التي تحققت للشباب أو لاعبي الوسط القادمين من الخلف لضعف الإمكانيات الفردية مقارنة بالخصم. قوة النمور تقهر فارس الدهناء المباراة الثانية القوية في الجولة كانت بين الاتحاد والاتفاق على ملعب الأول وصاحب أقوى خط هجوم مع الأهلي والهلال لم يكن الضيف سيئا بالشكل العام الذي لعب به الفريق ومدربه الأسباني في مواجهة التشيلي مدرب الاتحاد صاحب الطريقة الهجومية المتمثلة في الأطراف بالمولد وكهرباء والعمق بقوة العكاشي والمساندة من الخلف بفيلا ويفا، وجد معها دفاع الاتفاق صعوبة في مواجهة المد الهجومي الاتحادي الذي استطاع خلخلة دفاع الاتفاق وتماسكه بالاختراق وتنويع اللعب من الأطراف والتسديد من خارج المنطقة تارة أخرى فتفوقت المهارة والسرعة على القوة الدفاعية، وبدأ دفاع الاتفاق وكأنه غير منسجم رغم أدائه المتميز في الجولات الماضية، فتلقت شباكه أربعة أهداف مقابل هدف ويبدو أن الهدف المبكر للاتحاد خلق حالة انعدام التركيز لدى مدافعي الاتفاق، ومما يميز الاتفاق في هذه المباراة ثبات أداء خط وسطه ومجاراته للاتحاد في الاستحواذ على الكرة في أوقات كثيرة. الأهلي نتيجة وسلبية كسب الأهلي مضيفه الفيصلي بستة أهداف مقابل ثلاثة، ولعل نتيجة المباراة تؤكد قوة الأهلي الهجومية وتفوقه في هذه الناحية، لكنا سنركز في هذه الناحية على نقطة سلبية في الأهلي وراء الأهداف الثلاثة التي ولجت مرمى الفريق في هذه المباراة وغيرها من الأهداف في الجولات الأخرى، في الوقت الذي عالج جروس في معالجة أخطاء الفريق في المباراة الماضية أمام الهلال والاستفادة من عنصرين بارزين في وسط الفريق وهما عبدالفتاح عسيري وحسين المقهوي إلا أنه لم يضع يده على الجرح في الخط الخلفي للفريق الذي يفتقد لأشياء كثيرة بين اللاعبين من الانسجام والتمركز الجيد بين العمق الدفاعي، كما أن ضعف إمكانيات لاعب المحور البرازيلي لويس كارلوس سبب كثير من المشاكل في الوسط الأهلاوي للربط بين الدفاع والوسط في الحالة الدفاعية، في المقابل كثرة الأخطاء الفردية للاعبي الفيصلي كلفهم نصف درزن من الأهداف مقارنة بالحالة الهجومية. زوران يدخل قلوب النصراويين حسم النصر مباراته مع الباطن برباعية دون رد، عوض بها خسارته من التعاون في الجولة الماضية، وحسن زوران من أداء الفريق الهجومي باختياره التشكيلة المناسبة لهذه المباراة بخبرة لاعبيه التي تفوقت على ضيفه الباطن، وكان الفريدي والشهري في أحسن حالاتهم مع المهاجم الوحيد حسن الراهب الذي خطف هدفين في المباراة من الأهداف الأربعة استحق بهما نجومية المباراة، فيما لم يستطع مدرب الباطن خالد القروني من تصحيح الأخطاء التي يرتكبها لاعبوه في كل مباراة نظير الطريقة التي يلعب بها في كل جولة مما أفقد فريقه التوازن والثبات في مسيرة الفريق وتراجعه للخلف مع كل جولة. القادسية والفتح يحققان أول فوز حقق فريقا القادسية والفتح أول فوز لهما في الدوري في هذه الجولة، حيث تغلب القادسية على ضيفه الرائد 3/0 وقلب الفتح الطاولة في وجه ضيفه الوحدة 4/2 حيث بحث مدربا الفريقين أنجوس والجبال عن العودة تدريجيا بالمستوى الفني أمام فرق الوسط والقريبة منهما، وكان لهما هزة فنية على مستوى اللاعبين الأجانب الذين كان لهم دور فعال في الفريقين لقيادة فريقيهما لهذه النتيجة، بعد أن خذلوهم في المباريات السابقة، ويبدو أن صراع أندية القاع ستشعل المنافسة بينهما، فالرائد والوحدة اللذان لعبا أمام الشباب بطريقة دفاع المنطقة دفعا ثمن اندفاعهما نحو خطف النقاط الثلاث خسارة موجعة قد تكلفهما كثيرا في المواجهات ذات الأسلوب الواحد. التعاون يتخطى أمواج الخليج واصل فريق التعاون صحوته للجولة الثانية على التوالي فبعد انتصاره على النصر في الجولة الماضية يعود ويغرق الخليج في ملعبه فمنهجية الفريق التي يسيرها الروماني جالكا مدرب الفريق تؤكد انسجام اللاعبين مع الطريقة التي يلعب بها المدرب كمجموعة واحدة دفاعا وهجوما، والانتقال السريع لملعب الخصم بأيسر الطرق بقيادة هدافه منير الحمداوي المميز صاحب هدف الفوز في المباراة، وخلفه جهاد الحسين العائد لتشكيلة الفريق وقيادة الهجمات المرتدة مع أحمد الزين، الخليج لم يكن سيئا في المباراة وعابه المساحات التي تركها في الخلف والتمركز الجيد. أكثر الجولات تهديفيا شهدت الجولة الحادية عشرة من دوري جميل نسبة تهديفية عالية لم تشهدها الجولات الماضية، حيث سجل في الجولة 31 هدفا ونتائج عالية أبرزها الفيصلي والأهلي، حملت تسعة أهداف، مما يؤكد علو كعب التكتيك الهجومي لمعظم الفرق وأجهزتها الفنية بحثا عن الفوز المثمر الذي يقود فرق المقدمة للبحث عن المنافسة للقب الدوري وهروب فرق القاع والوسط عن مناطق الخطر، وهذا يؤكد أن الهجوم الفعال في الفرق يؤدي مهامه على أكمل وجه وإبداع متقبل للنواحي الهجومية.