×
محافظة المنطقة الشرقية

أزمة تواجه خطط ألمانيا لحظر النقاب.. عدد النساء اللاتي يرتدينه ضئيل جداً.. فلمن يصدر هذا القانون؟

صورة الخبر

أبناء الوطن هم عماد المستقبل وهم الثروة الحقيقية التي ستستكمل مسيرة أمجاده، وهم الأمل الكبير الذي يتمنى الجميع أن يساهم في رفعة شأن هذا الكيان وتحقيق أهدافه ورؤيته الطموحة، ولذلك يجب على هؤلاء أن يكونوا على ثقة ومعرفة بالطريق الذي يسيرون فيه، وبالوجهة التي يقصدونها، ويجب عليهم أن يعملوا على اختيار المجالات التي يتطلعون إلى العمل فيها مستقبلاً، ليُطوِّروا مهاراتهم ومواهبهم وإبداعاتهم لتتماشى مع تلك التطلعات. منذ عشرات السنين وكثير من أجيالنا في مقاعد المدارس الثانوية يعانون من عدم معرفة ما هي ميولهم، أو المجالات العلمية التي يرغبون في دراستها والالتحاق بها بعد الانتهاء من المرحلة الثانوية، بل إن بعضهم لا يستطيع أن يُحدِّد ما إذا سيُواصل دراسته الجامعية أم من الأفضل بالنسبة له أن يلتحق بمجال عملي مناسب أو التوجه لدراسة مهنية، وفي كل مرة نجد وسائل الإعلام تنشر العديد من الدراسات المختلفة بشأن عدم وضوح هذه الرؤية بالنسبة للشباب، وآخر هذه الدراسات ما نشرته صحيفة مكة مؤخراً عن نتيجة استطلاع أجراه مركز قياس، وأشارت نتائجه إلى أن 40% من طلاب وطالبات المرحلة الثانوية ليس لديهم رؤية واضحة حول التخصص الذي يرغبون فيه في الجامعة، وأن 13% سيُفكِّرون في هذا الأمر بعد الانتهاء من المرحلة الثانوية، وأن 26% لديهم إلى حدٍّ ما رؤية واضحة حول التخصص الذي يرغبون فيه. هذه الدراسة تُعزِّز دراسات سابقة قامت بها العديد من الجهات، ومنها إحدى الجامعات المحلية عبر موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت متضمنة سؤالاً نصه هو: (هل تم اختيارك لتخصصك برغبتك واختيارك؟)، وقد أجاب 53% من إجمالي المشاركين بـ(لا على الإطلاق)، أي أن أكثر من نصف طلاب الجامعة لم يُقرِّروا تحديد تخصصاتهم التي يدرسون فيها، وهو من القرارات المهمة والمصيرية والذي تمتد أثرها مع الطالب لسنواتٍ طويلة. تحديد التخصص الجامعي أو حتى التوجه المستقبلي لخريجي الثانوية العامة من أهم القضايا التي يجب أن يتم التركيز عليها من قبل القائمين على التعليم، وهي قضية يجب أن تكون اختيارية بعيدة عن تدخل الأهل، ومتوافقة مع ميول ورغبات وقدرات الأبناء، وأن تكون هذه الخطوة مبكرة وتدعم وتوثق عبر السنين إلى أن يصل للمرحلة الثانوية. إنها مشكلة أساسية تحتاج منّا وقفة جادة من كافة الأطراف، سواء الطالب أو الأسرة أو الجهات التعليمية لمعرفة مستقبل أبنائنا وتوضيح رؤيتهم، وأن لا تستمر هذه النسبة -في عدم وضوح تلك الرؤية بالنسبة لهم- في ارتفاع خلال السنوات المقبلة، فنحن في حاجة ماسة لندعم الوطن بكفاءات متميزة ومتخصصة تعرف بشكلٍ واضح الطريق الذي تسير فيه نحو المستقبل. Ibrahim.badawood@gmail.com