ذكرت صحيفةديلي تلغراف أن القوات السورية تعتقل المدنيين الفارين من حلب الشرقية وترغمهم على القتال إلى جانبها، ونقلت عن أقارب محتجزين أن العشرات من المعلمين والمسعفين وعمال الإغاثة الذين هم في سن التجنيد اعتقلوا ونقلوا إلى أماكن مجهولة بعد توغل قوات النظام في المدينة. وحكى يوسف، أخ لأحد الرجال المعتقلين، كيف يقومون باحتجاز من هم دون سن الأربعين المتهمين بمعاونة المعارضة قائلا "كنت مع أخي محمد عندما أخذته الشرطة السرية. وكل ما أردناه هو مغادرة حلب بحثا عن الأمان. وأخي لم يكن له علاقة بالسياسة ولم يشارك أبدا في أي مظاهرات مناوئة للحكومة". وقال يوسفإن أخاه رب أسرة من ثلاثة أفراد وعمره ثلاثون سنة، وكان يعمل ممرضا في أحد المشافي قبل أشهر قليلة عندما التحق بمنظمة طبية محلية غير حكومية. وعندما دخلت القوات السورية حي الفردوس قبل أسبوع حاولوا الهرب من القتال. وأضاف "لكنهم لم يسمحوا لنا بالمغادرة وساقونا جميعا إلى مصنع للقطن في منطقة جبرين جنوب شرق حلب. وهناك فصلوا الرجال عن النساء وتم استجواب كل واحد على حدة، وبعد أيام قليلة سمح لنا بالذهاب". لكن عندما حاولت الأسرة العبور من نقطة تفتيش في حي الراموسة يوم الجمعة الماضي دققت الشرطة السرية في هوية محمد وفق قائمة بالأسماء كانت بحوزتهم، وقبضوا عليه فورا. وقال يوسف "أخذوا هاتفه وكل متعلقاته. وكانت الأسماء التي في القائمة لعمال بمنظمات غير حكومية ومسعفين، وأي شخص يعتقد أنه يساعد المعارضة. وقالوا لأخي: عندنا مشكلة ونحتاج مساعدتك في حلها". وأضاف أنه كان يعلم بوجود آخرين كثر عانوا نفس مصير أخيه وأن هناك المئات منهم لم يتم الإفصاح عنهم. وذكرت الصحيفة أنها تحدثت إلى عائلتين أخريين أكدتا هذه الاعتقالات، وقال أحد الآباء كان قد اعتقل ابنه قبل عشرة أيام إنه يقاتل بالفعل مع الجيش السوري في دير الزور.