×
محافظة المنطقة الشرقية

#ليلة_الأبطال بالفيديو - ثلاثيات وأهداف غزيرة في الثلاثاء الكروي الأوروبي

صورة الخبر

أثار مقطع فيديو لطفل قام فيه بدور مرشد سياحي لأجانب في محافظة عيون الجواء (منطقة القصيم)، إعجاب عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لبراعة الطفل في اللغة الإنكليزية و«حسه الوطني العالي» في التعريف بحضارة بلده، الأمر الذي دعا رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان إلى الاتصال بوالده ومنح الطفل رخصة «أصغر مرشد سياحي» بحسب الموقع الإلكتروني للهيئة. ويظهر في الفيديو الطفل وليد اللميلم، الذي يبلغ من العمر حوالى 10 سنوات، أثناء جولة سياحية في محافظة عيون الجواء، يقوم فيها بمساعدة المرشد السياحي في ترجمة ما يقوله من معلومات عن معالم المحافظة لسياح ألمان، ليتداوله فيما بعد عدد كبير من مغردي «تويتر» الذين أشادوا بموهبة الطفل الصغير في التعريف بالمملكة ومعالمها، بلغة أجنبية، على رغم صغر سنه. وأصبح وليد أحد أعضاء مشروع «سياحة وضيافة» الذي تنفذه لجنة التنمية الاجتماعية في عيون الجواء، لتفعيل الزيارات إلى المحافظة والتعريف بمعالمها، وتدريب الشباب على ممارسة الإرشاد السياحي، ودعم الأسر المنتجة، وينفذ بالتعاون مع بلدية المحافظة، وفرع هيئة السياحة والتراث الوطني في منطقة القصيم. وانهالت التغريدات المباركة للطفل برخصته السياحية، والمشيدة بلفتة الأمير سلطان بن سلمان في تكريمه وتشجيعه. وكتبت مغردة تدعى «روني»: «بالنسبة إلى عمره، ما قام به يعتبر إنجازاً كبيراً، والنطق بلغة ثانية والترجمة بسرعة دلالة على معرفة واسعة». بينما طالبت «لورين» الآباء بـ«الاقتداء بوليد وتشجيع أبنائهم على ممارسة هواية تميزهم عن أقرانهم». فيما تمنى علي المزروع وجود أطفال مثل وليد لديهم هذه الروح بقوله: «كم نحن محتاجين إلى مثله للتعريف بوطننا في كل الأمور». وأثنت مغردة تدعى «عواطف» على موقف المرشد السياحي، الذي ترك الفرصة لوليد ليؤدي هذا الدور، وكتبت: «جميل استغلال الموهبة وزرع الثقة من الصغير، له مستقبل». ويحظى القطاع السياحي بدعم كبير في المملكة، خصوصاً فيما يتعلق في تأهيل المرشدين السياحيين لنقل صورة واضحة لتاريخ المملكة وتراثها، باعتباره أهم القطاعات المهيأة لإحداث تغيير في الاقتصاد الوطني، وأحد البدائل المستقبلية لتنويع الاقتصاد، بعيداً عن النفط. وينظر إلى المرشد السياحي على أنه «سفيراً داخل وطنه»، ولديه دور مهم وبارز في تشكيل ‏الانطباع العام لدى السائح عن البلد الذي يزوره، بما يحمله من ثقافة ومعلومات ملمة بتاريخ المنطقة، إضافة إلى دوره ‏في تنشيط ونمو السياحة، بما يقدمه من انطباعات لدى السائح أو الزائر.‏ وتتميز مهنة الإرشاد السياحي في أنها تمثل عملاً له جاذبية خاصة، لا ‏سيما ما يتمتع به المرشد السياحي من قضاء إجازة مع مجموعات سياحية ‏مختلفة، تمثل عادات وتقاليد ولغات متنوعة. وعلى رغم ضآلة إسهام السياحة في الناتج القومي السعودي، إذ إنه لم يتعد 2.7 في المئة، إلا أنها بحسب المحلل الاقتصادي فضل البوعينين «القطاع الاقتصادي الثاني للمملكة، إذ تشير خطط التنمية فيها إلى إمكان رفع إسهامها إلى مستويات أعلى وجعلها أكثر قدرة على تنمية المناطق المستهدفة، خصوصاً مناطق الأطراف التي تحتاج إلى تنمية اقتصادية شاملة، تساهم في خلق الوظائف وتوفير الفرص الاستثمارية وزيادة معدلات الدخل وتوفير الخدمات». ووفقاً للموقع الإلكتروني للجمعية السعودية للمرشدين السياحيين، يقدر عدد المرشدين في المملكة بحسب عضو الجمعية أحمد الجعيد بـ500 مرشد، والذي لفت إلى حاجة المملكة إلى أكثر من ثمانية آلاف مرشد لتحقيق «رؤية 2030». وتزداد الحاجة إلى أعداد أكثر من المرشدين السياحيين المؤهلين مع النمو المتسارع الذي يشهده القطاع السياحي في المملكة، إذ تقدر معدلاته بنسبة 30 في المئة، ما يعكس بيئة المملكة الاستثمارية المشجعة للمستثمرين من الداخل والخارج لتوجيه استثماراتهم السياحية إلى المملكة. وكان رئيس اللجنة الاستشارية للمرشدين السياحيين في المملكة سطام البلوي، كشف في العام 2014 عن حاجة المملكة إلى أكثر من ألفي مرشد خلال السنوات الخمس المقبلة، مبيناً «أكثر المواقع جذباً للسياحة حالياً هي مكة المكرمة والمدينة المنورة، بسبب وفود المسلمين عليهما طوال العام من شتى بقاع الأرض»، مشيراً  إلى تخصيص 1500 مرشد لتلك المناطق. واعتبر البلوي عمل المرشد السياحي «مكسباً ممتازاً للدخل، إذ يصل المبلغ الذي يتقاضاه المرشد خلال اليوم أحياناً إلى ثلاثة آلاف ريال. ونعمل اليوم على جذب الشبان، واستهداف بعض المؤسسات والمراكز الأهلية، للعمل في هذا المنصب». من جانبه، دعا المدير العام للمركز الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحية في «هيئة السياحة» ناصر النشمي، الشباب السعودي إلى التفكير جدياً في مهنة الإرشاد السياحي، مؤكداً أن تنوع وتعدد الوجهات والأماكن السياحية والتراثية في البلاد يفرض الحاجة إلى أضعاف عدد المرشدين الموجودين حالياً، مشيراً أن ارتفاع وعي السياح من الداخل أو من الخارج، وإيمانهم بأهمية المرشد السياحي المرخص وقدرته على تنظيم وقت السائح، وما يقدمه من معلومات حقيقية يجعل من الإرشاد السياحي فرصة عمل واعدة. وشهدت الفترة الأخيرة دخول المرأة السعودية إلى مجال الإرشاد السياحي، رغبة منها بتعريف المجتمع بأهمية السعودية تاريخياً، وجذب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) إلى ضم بعض المناطق التاريخية المهمة، واعتمادها من مناطق مهجورة تعج بسكن مخالفي نظام الإقامة إلى منطقة أثرية لها تاريخ وحضارة. وجاء هذا الحراك الاجتماعي النشط من المرأة السعودية في هذا المجال، وفقاً لما صرحت المرشدة السياحية عبير أبو سليمان إلى «الحياة» بعد رفض منظمة «يونيسكو» في وقت سابق تسجيل منطقة جدة التاريخية ضمن لوائحها لـ«افتقادها شروط معينة»، من بينها «عدم اهتمام المجتمع السعودي بنفسه في هذه المنطقة، وعدم وجود حراك اجتماعي للتعريف بها»، ما دفع عبير و40 من الشبان والفتيات إلى القيام بحملة مجتمعية للتعريف في المنطقة تاريخياً، ونشر الوعي بأهميتها بين الشباب، والتواصل مع منظمة «يونيسكو» لتسجيل المنطقة ضمن  قائمة التراث العالمي، وهو ما تم بالفعل بعد هذا الحراك. وطالبت عبير «هيئة السياحة» بعدم منح رخص الإرشاد إلى كل من يتقدم إليها، مشددة على ضرورة إخضاعهم إلى اختبارات عدة، وأن يتحلوا باللباقة وغزارة المعلومات التاريخية، ونظافة الهندام الخارجي أيضاً، لأهمية دور المرشد السياحي، كونه سفيراً لوطنه وممثلاً لبقية الشعوب في نقل صورة البلد للضيوف الأجانب الذين ربما لا يرون أشخاصاً غير المرشدين السياحيين في زيارتهم إلى المملكة. ويخضع المتقدم إلى رخصة المرشد السياحي العام إلى اختبارات تقيس مدى توافر الحد الأدنى من الكفايات الشخصية والمهنية والمعلومات والمعارف لديه في مجالات عدة، مثل العلوم الإنسانية، والاجتماعية، والإدارية، والتاريخية، والجغرافية، والآثار​ية الضرورية لممارسة العمل في الإرشاد السياحي، وذلك بعد استيفائه الضوابط والشروط والمعايير اللازمة. وأطلق فرع «هيئة السياحة» في منطقة المدينة المنورة أواخر العام الماضي، نظاماً إلكترونياً لمنح رخصة مرشد سياحي للراغبين في الدخول إلى هذا المجال، وضعت له الهيئة اختبارات مقننة لقياس بعض المهارات للمتقدمين على المهنة، إضافة إلى ذلك نفذت الهيئة دورات تدريبية عدة حول مهارات الإرشاد  السياحي، بهدف رفع مستوى الخدمات السياحية المقدمة في المملكة، من خلال تفعيل دور المرشد السياحي لتقديم خدمات مميزة، والتعريف في المواقع السياحية، وتقديم المعلومات الصحيحة إلى مرافقيه في أسلوب جيد. وتنسق الهيئة مع الجهات ذات العلاقة في الشروط والضوابط اللازمة لمنح ترخيص المرشدين السياحيين، بالتنسيق مع المركز الوطني للقياس والتقويم بإعداد الفحص المهني للمرشد السياحي بفئاته الثلاث، وهي: مرشد سياحي عام، ومرشد سياحي لمنطقة معينة، ومرشد سياحي لموقع معين.