المتتبع لأبنائنا الطلاب في المدارس أو في الميادين المنتشرة في الأحياء، يلاحظ تدني مستوى ممارسة كرة القدم عن ذي قبل بل الرياضة بشكل عام وبالذا ت الصغار والشباب لانشغالهم باستخدام وسائل العلم والتكنولوجيا الحديثة، ومعه يتبين الحاجة إلى الاهتمام بالثقافة الرياضية في مدارس التعليم العام ليكون هدفنا الإعداد السليم للطفل الصالح من الطفولة المبكرة من الناحية البدنية والنفسية والعقلية والاجتماعية في إطار من القيم الروحية والإنسانية السامية. إن الاهتمام بالرياضة المدرسية يعتبر الأساس المنطقي للكشف المبكر عن المتميزين والمبدعين والمتفوقين رياضياً لرفع المستوى التنافسي في ميدان البطولة، ويستطيع أن يعمل وينتج ويتفوق وينجز في كافة نواحي الحياة.وفي ضوء الخبرة العلمية والعملية المنتظمة والملاحظة التربوية إبان عملي في وزارة التربية والتعليم رئيسا لقسم التربية البدنية بالإدارة العامة للإشراف التربوي، فقد أوصيت منذ عشر سنوات بتطبيق مشاركة جميع مناطق ومحافظات المملكة في مسابقات ومنافسات الدورة الرياضية المدرسية التي تقام كل سنتين لكي يتأهل أفضل لاعب وأفضل فريق من أي منطقة أو محافظة على اعتبار أنه قد يكون هناك تمييز بوجود لاعبين متميزين في لعبة دون غيرها لم تتح لهم الفرصة لإثبات وجودهم وكانت تجد معارضة شديدة من قبل الزملاء في النشاط الرياضي، فاقتصر التنظيم طوال تلك الفترة السابقة على المناطق وبعض المحافظات وبشكل محدود، وقد ظهرت على السطح ممارسات غير إيجابية للنشاط الرياضي التنافسي في ظل عدم رضا العديد من المشرفين التربويين الرياضيين عن هذا التنظيم، لأنهم متفقون معي على ما أرمي له وأنظر له، تأكيداً على أن العائد الناتج عن الاهتمام بالرياضة المدرسية .. لايقدر بثمن، حيث إن إعداد الإنسان صحيح الجسم والعقل.. سليم الوجدان، يوفر علينا الكثير عندما يعاني المجتمع من الإنسان المريض أو غير السوي أو اللامنتمي .. فضلاً عن الكشف المبكر عن المبدعين والمتميزين والنابغين في المجال الرياضي. ولكنني سررت عندما تابعت مؤخرا الإعلان من قبل الوزارة عن التصفيات الأولية للمشاركة في المسابقات والبطولات الرياضية للألعاب المختلفة التي تؤهل للمشاركة للدورة المدرسية الكبرى، وبإتاحة الفرصة لأغلب المحافظات والمناطق للمشاركة معا للتنافس على المقاعد المحددة مع إدخال ألعاب جديدة فردية وجماعية، منطلقين من مطالبتي السابقة التي مر عليها أكثر من عشر سنوات، ولكن الحمد لله إن مانراه الأفضل على الأقل تحقق بعد تغيير القناعات والتي كانت موجودة وتبحث عن تنظيم واستمرارية للدورة بغض النظر عن تحقيق أهدافها، إن الاهتمام بالرياضة المدرسية يسهم في إعداد الإنسان المتكامل .. حتى ينافس على المدى القريب والمتوسط والبعيد أقرانه في الدول الأكثر تقدماً، إن الإنتاج المتوقع من جراء الاهتمام بالرياضة المدرسية يعد ذخيرة للمستقبل، حيث إن المستقبل يصنع الحاضر. إن الرؤية المستقبلية المستنيرة التي بدأت تنتهجها وزارة التربية والتعليم في اهتمامها بالأنشطة الرياضية النوعية وفق خطط إستراتيجية يحتاج وقتاً ومزيداً من الصبر حتى يؤتي ثماره وهي تسير في الاتجاه الصحيح والدعوة للاتحادات الرياضية لوضع يدها بيد الوزارة للتنسيق والتكامل معها ومع كافة القيادات التربوية في الميدان الرياضي، ولعل المجال الرياضي المدرسي بوجه عام والثقافة الرياضية بوجه خاص أن تكون نموذجاً يحتذى به في بقية المجالات شريطة أن تبدأ من الرياضة المدرسية. إن هذه المسابقات والدورات المدرسية إذا وضعت لوائحها وضوابطها وطبقت بشكل احترافي بعيداً عن العاطفة والمجاملة ومن خلال منظومة عصرية حضارية متميزة ستلبي حاجة أساسية لأبنائنا الطلاب وسيكون لدينا رياضيون صغار بعقليات كبار ينافسون في مختلف المسابقات ويبحثون عن التفوق في ندية وكفاءة وثقة .ولايصح إلا الصحيح .. والله الموفق.