بدأ المترشحون لرئاسة اتحاد الكرة حملاتهم الانتخابية، ومن خلالها سنسمع منهم تصريحات وبرامج يعدون بتنفيذها في حالة فوزهم، في هذا الشأن المهم وحتى لا تكون مجرد شعارات دعائية كنت قد طالبت في الانتخابات الاولى السابقة بين أحمد عيد وخالد المعمر بضرورة ان ترصد الجمعية العمومية برنامج كل مترشح، على أن تلزم الفائز منهم بتطبيق برنامجه وتحاسبه عليه اثناء فترة رئاسته والا سيكون معرضاً لسحب الثقة منه بسبب نقضه لوعوده وعدم ايفائه بالتزاماته، الأمر الذي سيجبر المترشحين على اعتماد برامج انتخابية منطقية وواقعية. أعجبني موقف اللجنة الاولمبية من المترشحين والذي عبر عنه رئيسها الأمير عبدالله بن مساعد بقوله ان اللجنة ستقابلهم وتستمع لبرامجهم وأفكارهم، وعلى ضوء ذلك ستتخذ قرارها سواء بالتصويت لأحدهم او الامتناع عن التصويت كليا، وبالمناسبة هذا التصريح من مسؤول بقيمة ومصداقية الأمير عبدالله فيه رد على مروجي ان اصوات اللجنة ستكون جميعها من نصيب عادل عزت، كما يمنح بقية المترشحين الارتياح والاطمئنان على ان اللجنة ستتعامل معهم وفق برامجهم وقدرتهم على تحقيقها وليس بحسب العلاقات والاعتبارات الشخصية. فيما يتعلق بمضمون الرؤى والافكار والبرامج الانتخابية أنصح المترشحين الأربعة بعدم المبالغة في صياغتها لان ذلك سيؤدي الى عدم قبولها والاقتناع بها من المتلقين بكل فئاتهم وكذلك استحالة تنفيذها، فهي لا تتعدى عن كونها مبنية على أوهام لا على أدوات متوفرة وظروف مهيأة، ولنا في البرنامج الانتخابي لأحمد عيد أكبر دليل على أن معظم ما قاله في حملته تحول بعد جلوسه على كرسي الرئاسة الى (حبر على ورق)، وهذا بالطبع لا يلغي نجاحه في تدابير اخرى وتحديدا المنتخبات وعمل الامانة وبعض اللجان، وهنا أشير إلى نقطة مهمة جديرة بالتنويه ذكرها المترشح خالد المعمر في أحد تصريحاته، حيث أكد على أن جلب رعاة لاندية الدرجة الاولى والثانية والثالثة لا يكون بالكلام وانما اولا بتقوية منتجات ومخرجات ومسابقات هذه الأندية، وبالتالي تكون مغرية ومحفزة للنقل التلفزيوني والشركات الراعية، أي أن إطلاق الوعود لا تكفي لحل مشكلة ضعف موارد هذه الاندية بل لابد من ان ترسم لها خارطة طريق مقنعة وخطوات عمل واقعية هي وحدها من تحقق هدف زيادة دخلها وجذب المؤسسات والشركات لها. أخيراً يبقى الدور الأهم والمسؤولية الأكبر على أعضاء الجمعية العمومية للقيام بواجبهم الأخلاقي والوطني، وأن يكونوا بمستوى الأمانة الملقاة على عاتقهم وثقة من رشحهم لهذه المهمة الحساسة ويتخذوا قراراتهم يوم التصويت بنزاهة ولمن يرون أنه جدير بهذا المنصب، وقادر على قيادة وإدارة الكرة السعودية بالشكل اللائق بها والارتقاء بممارستها ومنافساتها وبمكانة وقيمة المملكة وبآمال وطموحات منسوبيها وجماهيرها أندية ومنتخبات. من الآخر * ما ذكرته هنا الأسبوع الماضي عن الحروب الإعلامية السخيفة الموجهة ضد سمو رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبدالله بن مساعد وضد نجاحاته رأيناها تتحقق بعد أيام وبصورة بشعة وباسلوب فج تجاوز حدود التعصب والافتراء في القضايا الرياضية الى ما هو أكبر وأخطر!! * ما حدث وسيحدث من تمادٍ في بعض الوسائل الإعلامية هو نتاج الفوضى في كثير من البرامج والمطبوعات الرياضية والاقلام التي لا تهمها صفتها ولا تحترم مهنتها وكنا في السنوات الأخيرة دائما ما نحذر منها ومن وصولها الى هذه المرحلة المفجعة..! * هنالك في الاعلام من لا يفرق بين الأمنية والحقيقة، وبين الرأي والخبر، وبسبب الخلط بينهما وعدم الاهتمام بواجبات وآداب المهنة فقد البعض مصداقيته واحترامه ..! * للعقلاء في الأندية والجماهير وللزملاء في الاعلام : حتى لا تكونوا عوناً وأداة لترويج وتمرير اطروحات الايذاء والمغالطة والتجني والافتراء، رجاء حاربوا وتصدوا لكل من يشوه صورتنا ويسيء لثقافتنا وينسف جهود المخلصين المتحمسين لتطوير رياضتنا.