×
محافظة المنطقة الشرقية

مشاركة الثلاثي في التدريبات والسومة يواصل الغياب

صورة الخبر

بقلم - رئيس التحرير - صالح بن عفصان العفصان الكواري : تجيء زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة لدولة قطر اليوم لتؤكد على الامتداد الطبيعي والتاريخي للعلاقات الأزلية بين البلدين وشعبيهما الشقيقين وما يجمع بينهما من عرى أخوة ومحبة لا تنفصم أبداً بل يعتّقها تقادم الزمان والأيام وتحفّها عناية الله وترعاها القيادة الحكيمة في البلدين، ما يزيدها وداً وقوة وإضاءة وألقاً. إن ما يربط بين دولة قطر والمملكة العربية السعودية من علاقات أخوة ومودة أكثر مما يتوقعه أحد، علاقات عمادها وإرثها الدين واللغة والتاريخ والرحم والمصاهرة والمصير الواحد المشترك. لذلك كله نعتز نحن في قطر بخصوصية علاقاتنا المتنامية والمطردة مع المملكة العربية السعودية، فللشقيقة الكبرى وقيادتها مكانة رفيعة في قلوب كل القطريين، ويرون فيها الحكمة والمكانة الرفيعة وحسن الرأي والتدبير والثقل الدولي، ما أكسبها احترام وتقدير العالم قبل الأشقاء والأصدقاء. زيارة مباركة ومهمة بكل تأكيد في ظل ظروف دقيقة وحساسة ومتغيرات متسارعة تمر بها كل يوم المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره، مما يحتم التشاور والتواصل وتبادل الأفكار والرؤى حيالها واتخاذ كل ما من شأنه تجنيب دولنا ومنطقتنا تداعياتها وآثارها السلبية التي لا تخفى على كل متابع. من هنا تكتسب زيارة خادم الحرمين الشريفين للدوحة والمباحثات التي سيجريها مع أخيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، "حفظهما الله ورعاهما"، أهمية خاصة كونها ستغطي الكثير من الملفات المهمة التي تشغل محيطهما الخليجي وأمتنا العربية والإسلامية. قضايا حيوية سيبحثها الزعيمان في قمتهما المرتقبة بالدوحة، وقواسم مشتركة عديدة تجمع بينهما وفي صدرها، تعزيز مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية بعد أن أثبت المجلس طيلة نحو 35 عاماً من عمره نجاعته كمنظومة إقليمية ناجحة ومؤثرة بكل المقاييس، علاوة عن حضوره الدولي في كل أمر كبير أو صغير تواجهه المنطقة والإقليم بشكل عام. وبخلاف مجلس التعاون، فإن للمملكة العربية السعودية ودولة قطر مواقف مشتركة ومتطابقة تجاه قضايا أخرى حيوية، ويحرص البلدان أيما حرص على إيجاد الحلول السلمية العادلة لها، وفي مقدمتها، القضية الفلسطينية التي يدعمانها ويساندانها كأحد ثوابت سياستهما الخارجية، حتى ينال الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه المشروعة، وذلك باعتبارها قضية العرب الجوهرية والمركزية. ونحن هنا نشير إلى أن الشقيقة الكبرى هي صاحبة مبادرة السلام العربية التي أطلقتها في قمة بيروت عام 2002 للسلام في الشرق الأوسط ومن أهم بنودها إقامة الدولة الفلسطينية المعترف بها دولياً على حدود 1967. كما أن المملكة العربية السعودية الشقيقة ودولة قطر ترفضان الإرهاب بكافة صوره وأشكاله وأياً كان مصدره، وتدعوان لمكافحته وتجفيف مصادره، فضلاً عن مواقفهما المشتركة من الأوضاع المأساوية في سوريا والحلول المطروحة لحل الصراع، وكذا مما يجري في العراق وليبيا واليمن، فالتنسيق والتشاور مستمران بين قيادتي البلدين، وما هذه الزيارة الميمونة إلا تأكيد على هذا الحرص المشترك والرؤى الثاقبة تجاه هذه الملفات الساخنة التي تطرح نفسها بقوة على طاولة مباحثات الزعيمين. وما يدلل على التنسيق القطري السعودي، مشاركة القوات القطرية في عاصفة الحزم للتحالف الذي تقوده المملكة دعماً للشرعية في اليمن، فقطر لن تقبل إطلاقاً بأي عمل أو مغامرة من أي جهة كانت تمس وتهدد حدود الشقيقة المملكة والمقدسات الإسلامية، وتسعى لنشر الفوضى والانفلات الأمني في المنطقة لأهداف مذهبية ممجوجة. إن التطور الملحوظ والمتنامي باستمرار في العلاقات القطرية السعودية والذي تجسده بكل صدق ومحبة زيارة خادم الحرمين الشريفين المباركة لدولة قطر ولقاؤه مع أخيه أمير البلاد المفدى، والتنسيق والتشاور والتوافق في الآراء إزاء القضايا محل البحث والاهتمام المشترك، يجعلنا على ثقة كاملة وقناعة تامة بأن المستقبل سيكون أكثر إشراقاً ورغداً ليس لمواطني البلدين فحسب، بل لدول وشعوب دول مجلس التعاون وللمنظومة الخليجية كلها. إن الدور المؤثر والفاعل لكل من الدوحة والرياض على الساحة الدولية ووعي البلدين الشقيقين وإدراكهما التام لخصوصية العلاقات بينهما وللأخطار المحدقة بالمنطقة، ولما للمملكة من ثقل دولي، يجعل من التنسيق والتشاور والزيارات المتبادلة بين القيادتين أمراً حتمياً لمجابهة هذه المخاطر والتحديات، في عالم مضطرب، تحكمه المصالح ولا وجود فيه للكيانات الضعيفة والممزقة. تأتي زيارة خادم الحرمين الشريفين، "حفظه الله"، إلى الدوحة عشية الدورة السابعة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي تستضيفها مملكة البحرين الشقيقة غداً الثلاثاء، ولا يسعنا إلا أن نثمّن دور البلدين الشقيقين في تعزيز المسيرة الخليجية المباركة والعمل الخليجي والعربي والإسلامي المشترك، ونعرف تماماً أن المملكة التي تستضيف مقري مجلس التعاون ومنظمة التعاون الإسلامي، لم تدّخر وسعاً في توفير كل مستلزمات ومتطلبات نجاحهما وتهيئة البيئة الملائمة لعملهما خدمة لقضايانا الخليجية والإسلامية وأيضاً العربية على كل الصعد وفي كافة المحافل الإقليمية والعالمية، وستكون قطر إلى جانب الشقيقة الكبرى في كل جهد لتحقيق هذه الغايات المباركة. نجدد الترحيب بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في وطنه وبين أهله في قطر، وبدون شك فإن هذه الزيارة المباركة، تمثل إضافة مهمة وبعداً جديداً حقيقياً وصفحة مضيئة في سجل العلاقات الناصع بين البلدين الشقيقين دولة قطر والمملكة العربية السعودية. editor@raya.com