النسخة: الورقية - سعودي اقترح صديق في «تويتر» أن يُستضاف العمال المخالفون في «كمبات» الشركات التي وظّفتهم، بعد أن استغلت رخاوة النظام فترة طويلة، والإمكانات متوافرة لدى هذه الشركات، وهي فرصة لتبيّن حسن نيتها ووطنيتها، في أن تخفف العبء عن الأجهزة الأمنية، خصوصاً أن الحكومة أهملت ثم أمهلت مع سماح من رسوم مخالفات. كما أن باصات الشركات تعرف الطريق معرفة «زينة» لن يتوه أحد. هذه الفكرة اللطيفة والعقلانية لم تطرأ على أذهان أصحاب شركات استفادت من أيدي عمالة رخيصة، ويسأل الواحد منا لماذا لم تبادر واحدة منها بفعل «وطني» واحد في هذا أو غيره؟ أقلها من باب المشاركة، خصوصاً والأصوات ارتفعت كثيراً حول الخصوصية التي تمتعت بها ردحاً طويلاً من الزمن، ما جعلها تغص بالمشاريع، وهو أمر نتائجه معروفة. كان من الذكاء «الإعلامي» أن تبادر هذه الشركات للفزعة مع توقعات بازدحام مواقع الترحيل وحاجات بشر مرحلين وضغط على الأجهزة المعنية، لكننا لم نعهد منها سوى أخبار توقيع العقود الضخمة لا غير، أما مساهمة مثل فكرة الصديق العزيز «وحقوقها محفوظة له» لا ترد في المخيلة «المقاولاتية»، لأنها تعودت على الأخذ لا العطاء، «العطاء» الوحيد الذي تجيد سبكه يقدم لأجل خاطر العقود. لم تحدث الفزعة حتى من باب «العلاقات العامة» والتجمل أمام مجتمع له رأي معلن في طريقة أعمال وإدارة هذه الشركات، وهو أمر لا يستغرب إذا ما عدنا لقضية توطين الوظائف وتعاملها معها، لكن كان بإمكانهم «أصحاب هذه الشركات» تغيير الصورة الذهنية في المجتمع عنهم وعن شركاتهم، ترى هل يقع في اهتماماتهم تغيير هذه الصورة السلبية؟ وإلى حين لحظة إفاقة لو حدثت على وزارة العمل ألا تفرط في حقوق عمالة اشتغلت لدى هذه الشركات حتى آخر يوم من المهلة، التشويه هنا يطاول الوطن. www.asuwayed.com @asuwayed