×
محافظة الرياض

وصول الجسر البري السعودي ال13 إلى الأردن لإغاثة اللاجئين السوريين

صورة الخبر

النسخة: الورقية - سعودي تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الصحف الإلكترونية، خبراً مفاده بأن 400 امرأة من منطقة عسير وجنوب المملكة تقدمن بعريضة لمجلس الشورى، تضمنت 19 مطلباً بحسب ما ذكرته إحدى الصحف الإلكترونية. وقال أحد المشايخ من الوفد الذي قدم من منطقة عسير إلى مجلس الشورى: «إنهم يحملون مطالب نساء المنطقة الجنوبية»، و«تمثل أهم مطالب نساء المملكة، ومنها تحقيق مكانة المرأة التي أرادها لها خالقها بالقرار في منزلها». المهم أن هذه العريضة المزيفة باسم نساء «عسير» اللاتي أكاد أجزم ويجزم معي كل العقلاء أن نساء «عسير» غافلات عنها، ولا أعتقد بأنهن بهذه السذاجة لدرجة مصادرة حقوق أخريات من نساء المنطقة الجنوبية، فمنطقة عسير ليست كلها الجنوب، ورأي النساء في «عسير» لا يمثل نساء المنطقة كلها، ولا يمثل نساء المملكة، ثم كيف تمكنت هؤلاء النساء واجتمعن للتوقيع، واتفقن جميعاً على ضرورة التزام النساء بالقرار في منازلهن، فمن الطبيعي الاختلاف في الرأي ما بين بضعة نساء، فكيف بنساء منطقة؟ يقول العارفون ببواطن الأمور: متى اهتم الرجال بمطالب النساء، لدرجة السفر من منطقة إلى أخرى! فلو لم تكن هذه العريضة من نسج أفكار الرجال لا نسائهم وتوقيعهم، فالفكر الذي تحمله هذه العريضة مفضوح لدرجة النطق بالاعتراف عليهم، فليس من الممكن أن تتفق كل نساء المنطقة الجنوبية، اللاتي لم يكن في الوفد أي من رجالها من المناطق الأخرى، لتمثيل نساء منطقته؟ ثم إن المطالب تركزت في محور واحد هو القرار في البيت، والعمل من البيت، ورفض أي عمل تقوم به المرأة أو تشارك به في خدمة نفسها ووطنها. ومن الواضح أن الأمر دُبِّر بليل، وحبكه الفكر المتطرف الذي رأى نفسه محاصراً بالقرارات الأخيرة التي أصدرتها المملكة في حق المحرضين والمفتين وغيرهم، فكتبوا هذه العريضة ووضعوها في أيدي مجموعة من «مدرعميهم» ليوصلوها إلى مجلس الشورى، في وصاية جديدة بتوقيع نساء ليس لهن في هذا الموضوع من علم أو رأي، ليقحموا النساء في فكرهم وتطرفهم، معتقدين بأن الناس سيصدقون عريضتهم المزيفة، أو كما يقول البعض أيضاً: ربما تكون هذه العريضة بإيعاز من اللوبي المعروف بتشدده داخل مجلس الشورى، الذي سبق أن مرّر احتجاجاً موقعاً من بعض النساء بالاعتراض على قيادة المرأة السيارة. ويرى العارفون ببواطن الأمور أن هذه العريضة ليست إلا نموذجاً لعرائض أخرى سنراها، تخرج من مناطق أخرى وبالصياغة نفسها والتوقيع ذاته، بعدما خُنِق المتطرفون بالقرارات الأخيرة، وسيجدون في النساء ضالتهم للفبركة والتزييف بأسمائهن، خصوصاً وهم يجيدون الكذب الذي يخدم أهدافهم ومصالحهم، ويصبغون عليه مشروعية فعلوها كمشروعيتهم في نفير النساء إلى الجهاد والزج بهن في المهالك، من دون أن تحركهم وخزة من ضمير، أو نخوة من رجولة، وأصبحت الدرة المكنونة واللؤلؤة المصونة لعبة لحساباتهم السياسية، ومحاربتهم للدولة التي بدأت تتوسع في إعطاء النساء الفرص في العلم والعمل، إذ أثبتت المرأة نجاحاتها في جوانب كثيرة من الحياة العملية، وتمكنت وبقدر متوسط من تحقيق الاستقلالية عن الرجل، وهذا ما أفقدهم صوابهم، فلم يجدوا وسيلة إلا استغلال أسماء النساء وتوقيعاتهن، ليبدو الأمر طبيعياً. كتب الشاعر الكبير محمد زايد الألمعي في صفحته على «تويتر» معلقاً على هذه العريضة قائلاً: «مسكينة عسير، كم يُرتَكب باسم أبنائها وبناتها من دعوات تصنع مزيداً من التزييف للتاريخ والمجتمع». =