رفض قادة في المعارضة السورية المسلحة العرض الروسي بمغادرة شرقي حلب، وقالوا إنهم لن يسلموا المدينة المحاصرة لقوات النظام السوري مهما كان الثمن، مضيفين في الوقت نفسه أنهم يؤيدون فتح ممرات للمدنيين لمغادرة المدينة. وتعليقا على حديث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروفالذي طالب أمس السبت بمغادرة المعارضة شرقي حلب وأنه سيرتب ذلك مع الأميركيينقال قادة في المعارضة السوريةإن حديث لافروف ينسف ما تم الاتفاق عليهأثناء المباحثات التي أجريت مؤخرا بين الروس وممثلين عن المعارضة في أنقرة. وقال لافروف إن بلاده مستعدة لإرسال دبلوماسييها وخبرائها إلى جنيف لإجراء محادثات مع نظرائهم الأميركيين وذلك لبحث خروج المقاتلين من حلب. وأضاف أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري قدمأثناء اجتماعهما يوم الجمعة الماضي اقتراحا بشأن حلب يتماشى مع مطالب روسيا. ومنذ أكثر من أسبوعين يتعرض شرق حلب المحاصرة لقصف مكثف للغاية أودى بحياة المئات وجرح آلاف آخرين ونزوح عشرات الألوف ضمن مساعي نظام الأسد المدعوم من قبل روسيا والمليشيات الموالية له للسيطرة على مناطق المعارضة في شرق المدينة بعد أربع سنوات من فقدان السيطرة عليها. وفي الأيام الأخيرة أجرت المعارضة السورية المسلحة في العاصمة التركية محادثات مع مسؤولين روس تم التوصل خلالهاإلى اتفاقات تشمل رحيل "المقاتلين الإسلاميين" من حلب، والهدف هو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يتيح لمسلحي الجيش السوري الحر البقاء في المدينة. وأقرت روسيا باتصالها بالمعارضة، لكنها لم تقدم تفاصيل بشأن المحادثات التي استضافتها تركيا. وأمس السبت نقلت وكالة رويترز للأنباء عن رئيس المكتب السياسي لتجمع فاستقم السوري المعارض زكريا ملاحفجي أن تصريحات لافروف ألغت كل شيء، وأن اجتماعات تركيا وصلت إلى طريق مسدود، مضيفا أن مقاتلي المعارضة مصرون على البقاء في المدينة.