أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أنه لن يكون هناك تدخل عسكري في ليبيا، مجدداً دعوته لحل دبلوماسي للأزمة، مع تفاقم أعمال العنف في العاصمة طرابلس. وقال كيري في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيطالي باولو جينتيلوني عقب قمة في روما لبحث الأوضاع في منطقة جنوب المتوسط: إن أدواتنا هي الدبلوماسية، ولا نبحث عن أي حلول بديلة. وأضاف: لا أعتقد أن أي دولة مستعدة في الوقت الحالي للتورط في أعمال عسكرية جديدة. وأوضح كيري أن الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة أحرزت تقدماً ملحوظاً، وهو ما لم يتفق عليه وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني، الذي رأى أن المفاوضات لم تؤتِ بأي نتائج حتى الآن. وقال كيري: شهدت الجهود الدبلوماسية لإقناع قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر للانضمام لطاولة المفاوضات تغيراً ملحوظاً خلال الشهر الماضي. من جانبه، دعا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى اعتبار المشير خليفة حفتر جزءاً من الاتفاق السياسي العام في ليبيا، مضيفاً أن روسيا أصرت أثناء إقرار مجلس الأمن الدولي اتفاق الصخيرات على أن يضم قرار المجلس بنداً ينص على ضرورة ألا يقتصر الحوار على الأطراف التي حضرت اجتماع الصخيرات وإنما يشمل سائر القوى السياسية الليبية، بما فيها حفتر. وفي أعقاب محادثاته مع نظيره الإيطالي باولو جنتيلوني في جنيف الجمعة، دعا لافروف إلى ضرورة حث جميع الأطراف في ليبيا على البحث عن حلول مقبولة من الجميع لتسوية الأزمة في البلاد. كما أعرب الوزير عن أمله في أن تسهم تسوية الأزمة الليبية في وقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا عبر السواحل الليبية، مشيراً إلى أن موسكو تتفهم قلق إيطاليا والدول الأوروبية الأخرى إزاء أزمة المهاجرين. وكان رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، مارتن كوبلر، قال في وقت سابق إن مدة السنة المقررة للمجلس الرئاسي وفق اتفاق الصخيرات تبدأ بعد اعتماد مجلس النواب الاتفاق وليس قبل ذلك، مضيفاً أنه بمجرد اعتماد مجلس النواب الاتفاق يبدأ سريانه واحتساب سنة المجلس الرئاسي، ومن ثم إمكانية تمديد عمل المجلس عاماً آخر. ميدانياً، واصلت قوات البنيان المرصوص قصفها المدفعي لما تبقى من عناصر ما يسمى بتنظيم داعش في سرت وسط انهيار كامل لعناصره. وأكد العميد محمد الغصري المتحدث الرسمي باسم قوات البنيان المرصوص أن القصف بالمدفعية مستمر على ما تبقى من تمركز لعناصر داعش لاجبارهم على الاستسلام. وقدمت قوات البنيان المرصوص المساعدات الإنسانية من طعام ودواء للعائلات التي استخدمت الممرات الآمنة للخروج وهي التي كان يستخدمها عناصر التنظيم كدروع بشرية. من جهة أخرى يواصل سلاح الجو الليبي والسلاح الجوي الداعم طلعاته الاستطلاعية لمنع الدواعش من الفرار. وأعلنت غرفة عمليات البنيان المرصوص أن قواتها ضبطت ستة عناصر تابعة لتنظيم داعش حاولت الهروب عبر البحر في مدينة سرت، في وقت تواصلت عمليات إنقاذ الأطفال والنساء العالقين بمناطق المعارك. يأتي ذلك فيما أعلنت القوات الأمريكية تنفيذ المزيد من الضربات الجوية ضد مواقع تنظيم داعش وأكدت تدمير 17 موقعاً للتنظيم في معقله الأخير بالمدينة. (وكالات)