ضياء الدين علي * حالة جمعت في داخلها مشاعر السعادة والزهو والفخر، ولحظة تكثفت فيها معاني التقدير والتكريم والامتنان..عندما تم تتويج عمر عبد الرحمن نجم العين والمنتخب بـ"جائزة أفضل لاعب في آسيا"، اختلطت كل المشاعر في تلك اللحظة التاريخية، إذ كان الفخر بالإنجاز الفردي مقروناً بالتنظيم الرائع والمبهر للحفل، الذي أعتقد أنه قد يغري الاتحاد الآسيوي بجعل العاصمة الجميلة أبوظبي مستضيفاً دائماً له، لأن الجمال عانق الإنجاز وارتقى به، وكانت الإمارات جديرة بالحدث، والحدث جدير بها، ولذا قبل أن أسترسل في موضوع نجمنا الكبير، أقدم الشكر باسم الجميع لمجلس أبوظبي الرياضي برئاسة سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، وكل أعضاء فريق العمل، الذين أسهموا في إخراج الحفل القاري بهذا الجمال، وتلك الروعة. * كان عموري بالفعل عريس آسيا ولا أدري، لماذا استولى على بعضهم عشية الحفل إحساس مرعب بأن تذهب الجائزة للاعب آخر؟ فعموري لم يكن في مباراة مع منافسيه: العراقي حمادي أو الصيني وولي، مع كامل التقدير لهما، وإن كانت هناك مباراة نظرياً، فهي عملياً لم تكن متكافئة على الإطلاق بالحسابات الرقمية والفنية والمهنية، ولم يكن هناك أي مبرر لهذه الحالة من القلق، سوى السحب الحزينة التي خلفها ضياع لقب "كأس آسيا" من العين في نهائي دوري الأبطال، بعد أن كانت كل المؤشرات تعد بتتويجه، فلسان الحال قال بالخوف لماذا لا تتكرر الحال مع عموري؟، لكن حقاً هيهات، فقد كان لقب دوري أبطال آسيا ينتظر ترجمة ميدانية أمام تشونبوك الكوري، بينما لقب عموري كان محسوماً بغض النظر عن ذاك النهائي، وقبل الوصول إلى محطة الحفل. * لو أن للمعايير التي تحكم المفاضلة بين المرشحين للجائزة، معياراً واحداً يشملها أو يجبها جميعاً لجعلته ينحاز إلى الموهبة الفذة وبس بغض النظر عن الإنجازات والأرقام، التي تعزز المرشح مع ناديه أو المنتخب، فالموهبة هي النافذة التي يطل منها الجمهور على أي لاعب، وهي التي تجعل صاحبها سفيراً فوق العادة لكرة بلده بكل ما للكلمة من معنى، في العالم كله، وليس في قارته وحسب، وأكبر دليل على ذلك أن كلمات الإشادة والثناء على موهبته تسبقه، وتأتيه من منافسيه قبل ذويه ومناصريه، وقد رأينا وسمعنا هذه المعاني بحذافيرها من وصيفيه قبل ساعات من إعلان الفوز بالجائزة، كما رأينا صورة نجمنا على أغلفة المطبوعات العالمية قبل أن تعرف طريقها إلى مطبوعة الاتحاد الآسيوي، التي زفت البشرى بالتتويج قبل الأوان. * في وقت ما طالبت بتعيين عموري قائداً للمنتخب الوطني، ورأى بعضهم أن ذلك قد يسبب مشكلة، أو أنه إجراء لن يحدث فارقاً مع المنتخب، لكني مازلت عند رأيي، لأن الكابتن هو دور قبل أن يكون وظيفة تحكمها اعتبارات سنية، وفي العالم كله يتم ذلك بالتراضي وبالاقتناع بجدوى هذه الخطوة، التي تقتضي من صاحبها مهارات قيادية لا تتوفر لغيره، بجانب الكاريزما التي ترتبط بشهرته وموهبته، وعموري ما شاء الله عليه حتى اللباقة لا تنقصه عند الحديث لوسائل الإعلام، فهو حقاً خير سفير لكرة الإمارات قولاً وفعلاً، ولعباً وإنجازاً. deaudin@gmail.com