كلما أنشدت فيروز مع الصباح (أعطني الناي و غني) أشعر وكأن تلك المرأة تستدعي فيني عاطفة باتساع هذا الوجود. عاطفة تنبت كالعشب فتخضر معها الأزمنة. وفي المقابل وعلى النقيض تماما تتعجب وتندهش عندما تفاجئك وسائل التواصل الاجتماعي بصورة لأربع سيدات شغلن منصب وزيرات الدفاع في بلادهن. مثل تلك الصور وغيرها تدفعك للتساؤل عن تلك القدرة التي تملكها المرأة في التأقلم والتكيف مع الواقع الذي تعيشه حتى أصبحت تنافس الرجل في وظائف كانت دوما حكرا على الرجال. قرأت الكثير عن قصص لنساء تركن بصمة عبر التاريخ و مازالت ذكراهن خالدة في أذهان الكثير منا. ورغم كل القصص المشرفة و المشرقة للمرأة إلا أن عاطفة كالأم التي تملك قلب ابنها بالحب ستظل رغم مرور الأزمنة هي الأجمل على الإطلاق. قبل فترة ليست بالبعيدة تابعت وثائقي لحياة كليوبترا في مصر والتي عاشت في مرحلة جمعت بين حضارتين مهمتين في تلك الحقبة. وبغض النظر عن الأسرار التي رحلت مع تلك معها، إلا أن المتفق عليه هو أن أنوثتها طغت على أغلب الروايات التي وصلتنا عنها. وما يهمني هو أن تلك المرأة التي استطاعت أن تقف في وجه الرومان عشرين عاما وتقلدت مقاليد الحكم في عمر الثامنة عشر كما تقول بعض الروايات كانت بالتأكيد امرأة تستحق أن يتحدث عنها التاريخ. لن أدخل في تفاصيل تاريخية أعتقد أننا في غنا عنها في مثل هذا المقال، لكنني فقط أطرح مثل هذه الأحداث لأوثق حقيقة مفادها أن تلك المرأة عندما عرفت كيف تتواصل مع القيصر ووصلت معه إلى مرحلة التوافق في الأفكار و التوجهات استطاعت أن تشكل ذكرى نتحدث عنها اليوم. أكتب هذه الأفكار في يوم يتحدث فيه الجميع عن المرأة بينما أفضل أن يكون حديثي عن الناي الذي تحمله كل أنثى لتعزف مقطوعة موسيقية تلامس قلب الرجل فترقص أجنحة ذلك القلب طربا. هناك شعور بالتقارب أعتقد أننا جميعا يجب أن نسعى لتعزيزه لنتمكن من العزف معا على أوتار المشاعر سويا. وسواء كنت رجلا أو امرأة تقرأ هذه الكلمات اسمح لي أن أطلب منك أن تطلق المجال لأحاسيسك حتى تلتقطها افئدتنا فكلنا شوق لهذا التقارب.