الدوحة - الراية: حذر فضيلة الشيخ أحمد البوعينين من مجالسة أهل الزيغ والفساد، داعياً إلى مصاحبة أهل الخير والاستقامة والحرص على مصادقتهم. وقال في خطبة صلاة الجمعة بجامع صهيب الرومي بالوكرة، إن المصاحبة مما حث الإسلام عليه، ورغّب في السعي إليه، والصداقة تدعيم للعلاقات الاجتماعية.. مشيراً إلى أن الصديق من ضرورات الحياة، وطبائع البشر، ومن ظنّ أنه يمكن أن يستغني عن صديق في هذه الحياة فمغرور، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل". وذكر أن وصايا السلف الصالح حثت على اختيار الأصدقاء وانتقاء الأصحاب والأخلاء ومن ذلك قول أحدهم:"اصحب مَن إذا صحبته زانك، وإذا خدمته صانك، وإذا أصابتك فاقة جاد لك بماله، وإذا رأى منك حسنةً عدّها، وإن رأى سيئة كتمها وسترها، لا تخاف بوائقه، ولا تختلف طرائقه". وقال إن الصداقة الحقة صارت من غرائب الدنيا وعجائب الزمان وذلك لمّا بعد الناس عن المنهج الصحيح للروابط والعلاقات فيما بينهم، فأصبح اجتماعهم من أجل الدنيا، يجتمعون عليها، ويتفرقون من أجلها. وقال إن المسلم العاقل يدرك أن الحصول على الصديق الوفيّ والخليل الحميم من أصعب الأشياء إن لم يكن من المستحيلات، ولذلك ينظر بعين البصيرة إلى أعمال وأخلاق من يريد صداقته، فمن رضي أعماله وأخلاقه صادقه، ومن سخط أعماله وأخلاقه ابتعد عنه. قال الأوزاعي رحمه الله:"الصاحب للصاحب كالرقعة للثوب، إن لم يكن مثله شانه". وقال إن اختيار الصديق يكون وفق الدين والاستقامة فإنّ ذا الدين يقف به دينه على الخيرات، ويجنبه المحرمات. ولفت إلى أن المصطفى صلى الله عليه وسلم حذر من مجالسة الأشرار ومصاحبة الأنذال، وحث على اختيار الصديق الصالح والجليس المؤمن لما له من نفع في الدنيا والآخرة . وأكد أن الصديق الصالح هو خير المكاسب، زينة في الرخاء وعون في الشدة، ومعونة على خير المعاش والمعاد هم كما قيل: إن جالستهم نفعوا وإن شاورتهم نصحوا وهكذا تكون مصاحبة الأخيار . وذكر أن الصداقة النافعة هي التي بنيت على تقوى الله تعالى ومرضاته، بعيداً عن مطامع الدنيا، وشهوات الحياة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله"، وذكر منهم: "رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه)". وذكر أن للصداقة آداباً، وللصحبة حقوقاً، فلا بد من النصيحة للصديق في السر والعلن، وتخفيف الأثقال عنه ومعاونته في حالة الحوادث، قال عليّ رضي الله عنه: "أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما" .