"إنهم يتحركون الآن باتجاه مواقع العدو المزيف، ولكن هذا النوع من التدريبات، منذ تحركات روسيا في أوكرانيا، اتخذ نوعاً جديداً من الواقعية والإلحاح. في يناير/ كانون الثاني سينتقل 300 جندي إلى النرويج بشكل دائم. إلى هذه الدرجة هم قلقون من نوايا موسكو. حتى الآن تقوم وحدة من كارولينا الشمالية بتجهيز دبابات إبرام هذه، التي يتم تخزينها عادة عميقاً في الكهوف، ولكن الآن في أبعد نقطة وصلوا إليها شمال الدائرة القطبية. بعد العراق وأفغانستان، هذه ألعاب حرب جديدة قديمة حول حماية أوروبا. وهم يعرفون أن العدو حين لا يمثل دوره، فإنه سيكون على الأرجح الجيش الروسي المتجدد الجرأة. اولي جوهان سكوغمو، الناطق باسم الجيش النرويجي: "عام 2014، كانت إشارة واضحة أن روسيا خطت باتجاه منطقة حيث ترغب وتستطيع أن تستخدم الجيش. وغيرنا تركيزنا فجأة عما كان يحصل، خاصة في أفغانستان، باتجاه الدفاع الجماعي، الدفاع الوطني" تحوُل في التركيز هناك من يراقبه، فالشرطة النرويجية تحقق في رصدها عشر مرات، طائرات من دون طيار متوسطة الحجم ومجهولة الهوية تحلق فوق هذه التدريبات. في أبعد نقطة يمكن الوصول إليها شمالي الحدود، لعبة مفتوحة للمراقبة. مروحية روسية تحط، ما هو نادر هنا. وعندما تحدث دونالد ترامب عن التزام أمريكا بحلف الناتو، وبدا راغباً باستفزاز روسيا، تحول الانتباه باتجاه هذا الجزء من الأرض. -هل سمعتم هنا أن دونالد ترامب سيصبح رئيس الولايات المتحدة؟ -نعم سمعنا -ما رأي الناس هنا؟ -لست مخولاً بالحديث عن الأمر. هم ليسوا قلقين هنا بشأن غزو روسي، وإنما من بروز الانفصاليين الذين أنضجتهم روسيا في أوكرانيا. رجال خضر صغار مسلحون، يثيرون المشاكل. نحن نسير في دورية نرويجية حدودية باتجاه الحدود مع روسيا. فالحضور على الأرض أمر حيوي بالنسبة لهم، يضمن ألا يحصل شيء غير متوقع مع جارتهم الكبرى، وغير الودودة أحياناً. هذا هو السبب الحقيقي للدبابات النرويجية والأمريكية التي رأيتموها سابقاً، للتأكد من أنه حتى هنا وسط أشجار الصنوبر الفارغة والثلوج المكدسة، ومهما كان ما ستسببه رئاسة ترامب، هناك ما يكفي من القوة هنا لدعم وعود الناتو بالأمن الجماعي. -هل ترون الروس هنا؟ -أحياناً! نحييهم فحسب. -هل ترغب بالتحدث إليهم إذا تمكنت من ذلك؟ -ربما، ولكنه ليس مسموحاً من الغريب أن نسمع النرويجيين، أعضاء الناتو، يتحدثون بوضوح عن الخطر الروسي. الخلفية الثابتة والحقيقية لتدريبات الصمود التي تحصل هذه الليلة، تحت عرض مذهل للأضواء الشمالية، هي التأكد من الجهوزية، مع هذ الشعور بعدم الأمان بشأن حدود أوروبا، الذي يتصاعد ببطء مع اقتراب رئاسة ترامب.