تواصلت الأعمال العسكرية المتبادلة بين الجيش الليبي بقيادة الفريق خليفة حفتر، والقوات الموالية لميليشيات «فجر ليبيا» التي تسيطر على العاصمة طرابلس أمس، إذ قصفت طائرة حربية تابعة لحفتر مدينة غريان صباح أمس، من دون تحديد أي هدف أصابته. وأفاد رئيس المجلس العسكري في غريان، مفتاح شنكادة، بأن القصف وقع على منطقة «مانا» قرب «خزان شريفة» للمياه المغذي لمنطقة القواسم. وأوضح شنكادة أن المضادات الأرضية تصدّت للطائرة وأرغمتها على الفرار، ما اضطرها الى إلقاء حمولتها بطريقة عشوائية فوق منطقة «مانا» الواقعة على المدخل الشرقي لوسط مدينة غريان. ولم يسبب القصف أية إصابات بشرية. إلى ذلك، قُتلت سيدة وجُرح 3 أشخاص آخرين مساء أمس الأول، إثر استهداف سيارتهم من مجموعة تابعة لـ «جيش القبائل» على طريق «الضوة»، الذي يربط بين منطقة الأصابعة وبوابة القضامة الواقعة على المدخل الغربي لمدينة غريان. وأفاد شنكادة بأن عائلة مؤلّفة من 4 أشخاص كانت متجهة من مدينة يفرن الى مدينة غريان، سالكةً طريق الضوة الذي يربط منطقة الأصابعة ببوابة القضامة عبر الطريق الصحراوي، تعرضت لقذيفة أطلقتها مجموعة متسللة تابعة لما يُسمى بجيش القبائل من منطقة «الضوة»، ما أدى إلى مقتل امرأة وإصابة ثلاثة أشخاص آخرين من عائلة واحدة، تم نقلهم إلى مستشفى غريان المركزي لتلقي الإسعافات اللازمة، وحالتهم مستقرة. من جهة أخرى، أعلن المجلس العسكري لثوار الزنتان، أنه قرر عدم المشاركة مع القوة المساندة للجيش الليبي لدخول العاصمة طرابلس، إلا إذا طُلب منه المساندة في مهمة محددة. وقال المجلس في بيان أصدره مساء أمس الأول، إنه يرى أن يتولى الجيش الليبي هذه المهمة نظراً الى أهمية العاصمة، مؤكداً أنه إذا قرر المشاركة فإنه سيعلن ذلك في بيان صريح. وأضاف المجلس العسكري لثوار الزنتان، أنه غير مسؤول عن أي فرد أو مجموعة تدخل طرابلس باسمه، داعياً كل التشكيلات المسلّحة إلى إخلاء العاصمة وتسليمها إلى السلطة الشرعية وتجنيبها ويلات الحرب والدمار. على صعيد آخر، أحبطت قوات حرس الحدود المصري في منطقة السلوم، محاولة 33 شخصاً من بينهم سوداني، التسلل إلى ليبيا، بطريقة غير شرعية عبر الدروب الصحراوية هناك. وأعلنت مديرية أمن مطروح في بيان الخميس الماضي، «تسلم قسم شرطة السلوم 33 متهماً بينهم سوداني الجنسية، وقامت بتحرير المحضر اللازم وجار عرضهم على النيابة المختصة». وأوضح مدير أمن مطروح، أن تلك العمليات «تعتمد على إغلاق الدروب الصحراوية والممرات الجبلية التي تسلكها تلك العناصر، وتضييق الخناق عليها وعدم تمكينها من الهروب من المكامن الثابتة والمتحركة، بالتنسيق الكامل مع القوات المسلحة ومكتب استخبارات حرس حدود في السلوم». وفي سياق متّصل، أعلن خفر السواحل الإيطالي أمس، أنه أنقذ 320 مهاجراً غير شرعي من أصول أفريقية، كانوا على متن زورق قبالة السواحل الليبية، من بينهم 12 امرأة و6 أطفال. وأضافت السلطات الإيطالية أن هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين نُقلوا إلى سفينة أيسلندية تابعة لجهاز «فرونتكس» لإنقاذ المهاجرين العالقين في البحر. يُذكر أن الاتحاد الأوروبي سيّر دوريات في البحر المتوسط، لمساعدة إيطاليا على التعامل مع تدفق المهاجرين القادمين من سواحل شمال أفريقيا، وبخاصة من السواحل الليبية الغربية، التي تستغلها الميليشيات الإرهابية المسيطرة على بعض مدن الساحل الغربي، في تسريب متطرفين ضمن قوافل المهاجرين غير الشرعيين المتدفقين إلى أوروبا.