ذكر تقرير نشرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) اليوم الثلاثاء أن عدد الأطفال السوريين الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية تضاعف العام الماضي ويبلغ الآن 5ر5 مليون طفل. وتوصل التقرير إلى أن عدد الأطفال الذين تأثروا بالاضطرابات في بلادهم بلغ 3ر2 مليون في آذار /مارس من العام الماضي، لكن بعد عام، صار هناك 3ر4 مليون داخل سورية و2ر1 مليون طفل لاجئين في حاجة إلى مساعدة. وقال التقرير أن الأطفال يشكلون الآن قرابة نصف 3ر9 مليون شخص داخل سورية في حاجة إلى مساعدة إضافة إلى أكثر من 320 ألف طفل دون سن الخامسة يعيشون في مناطق محاصرة أو يصعب الوصول إليها. يذكر أن القتال الذي اندلع قبل 3 ثلاث سنوات أودى بحياة ما يربو على 140 ألف شخص، بينهم عشرة آلاف طفل. ويستند التقرير على مجموعة من الأحداث منقولة على لسان أطفال تعرضت حياتهم للتدمير بعد ثلاثة أعوام من الحرب، كما يسلط الضوء على الصدمة النفسية التي يعاني منها الكثيرين. ويذكر التقرير الذي صدر تحت عنوان "تحت الحصار- الأثر المدمر على الأطفال خلال ثلاثة اعوام من النزاع في سورية" أن اطفالا "مثل عدنان ابن الأربعة اعوام الذي فر ّمع عائلته الى لبنان، من الندوب في وجهه نتيجة قصف منزله . ولا يزال يعاني من الضيق العاطفي.وتقول والدته "عدنان يبكي طوال الليل. يخاف من كل شىء ويخاف عندما نتركه وحده حتى ولو لثانية واحدة". ويقول أنتوني ليك المدير التنفيذي لليونسيف: " بالنسبة لأطفال سورية فإن الثلاث اعوام الماضية كانت الأطول في حياتهم. هل عليهم تحمل عام اخر من المعاناة؟" ويضيف: " على هذه الحرب ان تنتهي لكي يتمكن الأطفال من العودة الى بيوتهم واعادة بناء حياتهم الأمنة مع عائلاتهم واصدقائهم. على هذه السنة المدمرة الثالثة ان تكون الأخيرة". ويقول التقرير انه بعد مرور الاعوام الثلاثة "اضطر اطفال سورية ان يكبروا قبل سنهم". وتقدر اليونيسف ان "واحداً من بين كل عشرة اطفال يعمل الآن وان من بين كل خمس حالات زواج بين اللاجئات السوريات، في الأردن فان حالة واحدة هي لطفلة تحت سن ال-18". كما حذر التقرير من أن هناك قرابة ثلاثة ملايين طالب، أي 40 في المئة من الأطفال الذين هم في السن المدرسية لا يتاح لهم التعليم. وفي الختام يناشد التقرير الذي نشرته المنظمة على موقعها الالكتروني، المجتمع العالمي اتخاذ ست خطوات مصيرية تتمثل في الوقف الفوري لدوامة العنف في سورية وضمان الوصول المباشر الى مليون من الأطفال "الذين لم نتمكن من الوصول اليهم" و "خلق بيئة مناسبة لحماية الأطفال من الاستغلال والأذى" و" الاستثمار في تعليم الأطفال" و" مساعدة شفاء الأطفال من الداخل بواسطة العناية النفسية" ثم "تقديم الدعم للمجتمعات والحكومات المضيفة من اجل التخفيف من الأثر الاجتماعي والاقتصادي الذي يتركه النزاع على العائلات".