في اللحظة التي كان من المفترض أن تنطلق فيها مواجهة أتليتيكو ناسيونال الكولومبي ضد شابكوينسي البرازيلي في نهائي كأس «سودأميركانا» لكرة القدم ارتفعت أصوات الجماهير في انسجام، أمس (الأربعاء)، خلال مراسم تأبين ضحايا حادث الطائرة الذي تسبب في إلغاء المباراة. وأقام ناسيونال الذي كان يستعد لاستضافة مباراة الذهاب مساء الأربعاء مراسم تأبين تكريما لضحايا منافسه شابكوينسي بسبب تحطم الطائرة التي كان الفريق على متنها بالقرب من ميديين. وتسلقت بعض الجماهير المشاكسة الجدران بعد امتلاء المدرجات البالغ سعتها 46 ألفًا، قبل ساعة واحدة من بداية المراسم. وأحضر البعض الآخر الزهور وانهمرت دموعهم خلال الوقوف دقيقة من الصمت في الموعد الذي كان محددًا لانطلاق المباراة. وقالت ليديا الزاتي (41 عاما) التي ارتدت قميصًا أبيض وحضرت مع طفليها: «كنا نتوقع مباراة رائعة. هو (شابكوينسي) ليس كبيرا مثل ناسيونال لكن لاعبيه كانوا سيقدمون أفضل ما لديهم لذا الليلة نحن جماهير شابكوينسي». وعلى بعد نحو ثلاثة آلاف ميل (4800 كيلومتر) ملأت جماهير شابكوينسي ملعب فريقها في جنوب البرازيل لليلة الثانية على التوالي من أجل الفريق الذي أثارت قصة صعوده من الدرجة الرابعة إلى الأولى في البرازيل ونهائي كأس سودأميركانا إعجاب الجماهير في البلاد. ومع أضواء الهواتف الجوال امتلأت المدرجات البالغ سعتها 20 ألفًا، وهو ما يعادل عشر سكان المدينة، وأطلقت الجماهير التحية مع وجود فرق الشبان والاحتياطيين في النادي على أرض الملعب. وقال فرانسيس فابيو (25 عاما) وهو يحاول مقاومة دموعه «هناك كثير من العواطف في هذا الاستاد. أشعر كأن هناك مباراة الليلة». وتسبب فيديو ظهرت فيه الجماهير الكولومبية وهي تردد عبارات التأبين والاحترام لشابكوينسي في إثارة العواطف، في الاستاد البرازيلي لتبدأ الجماهير في ترديد عبارات مماثلة أيضًا. ورددت الجماهير في انسجام: «دعونا نردد عبر أنحاء القارة لنقول لهم.. سنتذكر دائما البطل شابكوينسي». وعرض مسؤولو أتليتيكو ناسيونال أن يمنح لقب كأس سودأميركانا لشابكوينسي إلا أن مسؤولي الفريق البرازيلي قالوا إنهم يرغبون في اقتسام اللقب. من جهة أخرى، كشف ايفان توزو، نائب رئيس نادي تشابيكوينسي البرازيلي أن رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، ماركو بولو دل نيرو، طلب منه بأن يعد فريقًا لخوض مباراة المرحلة الأخيرة في الدوري البرازيلي، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي أمام أتلتيكو مينيرو. وأوضح توزو من خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر النادي الأربعاء حقيقة ما دار بينه وبين رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، حيث قال: «لقد تكلمت مع دل نيرو حول الموضوع، لقد قال لي إنه يجب أن نلعب هذه المباراة، يجب أن تكون احتفالا كبيرا، وأجبته بأننا لا نمتلك 11 لاعبا ولكنه قال لي إننا نمتلك لاعبين لم يسافروا مع الفريق، ولدينا لاعبون ناشئون، وأنه لا يهم هوية من سيخوض المباراة، وأن اللقاء يجب أن يكون احتفالا كبيرا، لأن مدينة تشابيكو ونادي تشابيكوينسي يستحقان هذا». ولم يقرر تشابيكوينسي حتى الآن ما إذا كان سيلعب هذه المباراة، التي كان من المقرر إقامتها مطلع الأسبوع المقبل، ولكن بعد الحادث المفجع، الذي تعرض له النادي البرازيلي، تم تأجيلها مع مباريات الأسبوع الأخير إلى 11 من الشهر الحالي. وكان أتلتيكو مينيرو قد طالب في خطاب رسمي بإلغاء المباراة، وقال في خطابه: «بدافع إنساني بحت فنحن ضد إقامة اللقاء». وحسم نادي بالميراس لقب الدوري البرازيلي لصالحه قبل الجولة 38 والأخيرة، فيما يحتل تشابيكوينسي المركز التاسع، وضمن تأهله إلى بطولة كأس سودأميركانا الموسم المقبل، ولكنه لا يمتلك أي فرصة للتأهل إلى بطولة كأس ليبيرتادوريس، إلا إذا اتخذ اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم (كونميبول) قرارا آخر بمنحه لقب بطولة «سودأميركانا» للعام الحالي. ويحتل أتلتيكو مينيرو المركز الرابع في جدول الترتيب وتأهل إلى بطولة كأس ليبيرتادوريس. وفيما يتعلق بطلب كثير من الفرق بخوض مبارياتهم في المرحلة الأخيرة من الدوري البرازيلي مرتدين قميص تشابيكوينسي، أفاد موقع «جلوبو سبورت» بأن الاتحاد البرازيلي لكرة القدم لا يرى أي مشكلة في هذا الأمر.