تحتضن منطقة المدينة المنورة نحو10 متاحف خاصة مُعتمدة لدى هيئة السياحة والتراث الوطني بالمنطقة، تحكي واقع الحضارة العمرانية والثقافية والاقتصادية بمنطقة المدينة المنورة فضلًا عن رواية القصص والأساطير حول القطع الأثرية الموجودة داخل تلك المتاحف الخاصة التي أسسها ويديرها أبناء المدينة المنورة لتظل ذاكرة حية تلبي طموحات المتعطشين من زوار طيبة وسكانها للتعرف أكثر على تاريخ 14 قرنًا من الزمن عاشته مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى يومنا الحاضر. وفي هذا الجانب تولي هيئة السياحة والتراث الوطني بالمنطقة اهتمامًا بالغًا للعناية بالمتاحف الخاصة وترخيصها وتطويرها وإعادة تصنيفها بناء على نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني، بالإضافة إلى دعم ملّاكها من خلال إلحاقهم بدورات داخل المملكة وخارجها في المجال التراثي والعروضات المتحفية إلى جانب عقد الورش العلمية والملتقيات الخاصة بالمتاحف بدعم ورعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني. متحف دار المدينة للتراث العمراني وتتميز المتاحف الخاصة التي يُشرف عليها فرع الهيئة بالمنطقة بروعة التصاميم المعمارية لها والتي تعرض في مجملها واقع الحياة السياسية والثقافية وقصص التراث والحركة الاقتصادية التي عاشتها المنطقة في الحقبة السابقة بالإضافة إلى التعريف ببعض تفاصيل الحياة الاجتماعية التي عاشتها طيبة الطيبة إبان عصر الرسول الكريم، حيث يروي متحف دار المدينة للتراث العمراني والحضاري كأول متحف متخصص بالمنطقة معالم إرث المدينة المنورة وحضارتها الإسلامية وعبقها المجيد، ويأخذ زواره في رحلة تمتد منذ الرحلة الأولى بصدر الإسلام المتمثلة في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة عبر المجسمات والتقنيات الفريدة للتعرف على قصة المدينة المنورة عبر التاريخ منذ هجرة الرسول الكريم وحتى وقتنا الحاضر. في حين يعيش رواد متحف المدينة الإعلامي للتراث، واقع التراث والتاريخ للمدينة المنورة من خلال عرض الأفلام الوثائقية التي تستعرض تاريخ عمارة المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة بأكثر من 15 لغة مختلفة، ضمن قاعات العرض المسرحي التي تتسع لـ 120 شخصًا، كما يحتوى المتحف الإعلامي مجسمات تحاكي تطور عمارة المسجد النبوي الشريف وبيوت زوجات النبي صلوات الله وسلامه عليه بالإضافة إلى مجسمات تحكي واقع مقبرة البقيع وسكة حديد الحجاز وصورًا عن المسجد الحرام بمكة المكرمة والكعبة المشرفة، كما يُمكن المتحف زواره من اقتناء العديد من الهدايا التراثية للمدينة المنورة. متحف سلامة كما يعرض متحف سلامة بن رشدان الجهني، الذي يتكون من 20 جناحًا خاصًا ضمن مبناه المستقل، مجموعات متكاملة تتضمن نحو60 ألف قطعة من الأجهزة السمعية القديمة والنحاسيات بالإضافة إلى أدوات الإضاءة القديمة وأدوات الضيافة ومعدات إعداد القهوة العربية إلى جانب الكثير من المخطوطات والوثائق والكتب والنقوش والعملات والجلديات والأسلحة وأدوات الحرب، ويضم المتحف الخاص بالتراث الشعبي المشغولات اليدوية وقطع المنسوجات والملابس وكذلك الحلي النسائية وأدوات الزينة وأدوات التحنيط، وأدوات الطب العربي والعديد من السيارات القديمة. متحف الدينار والدرهم وتستلهم المكونات القديمة الموجودة ضمن معروضات متحف الدينار والدرهم على مساحة 200 م2، موروث الماضي، من خلال عرض مجموعة كبيرة من القطع التراثية التي تشتمل على أواني القهوة والضيافة العربية وقطع الرحى الحجرية التي تستخدم في جرش الحبوب وكذلك مراوح الخوص والمكاييل الخشبية والأدوات الزراعية وبعض أدوات الإضاءة، ويأخذ المتحف زواره في رحلة اقتصادية ممتعة ذات تنوع بانورامي حيث يعرض واقع العملات الورقية والنقود المعدنية وغيرها ضمن المعروضات الفلكلورية والشعبية القديمة بالمتحف، وتدعو المخطوطات والخرائط والصور القديمة الموجودة بالمتحف، كافة زواره إلى خوض المغامرة في رحلة تخيلية عريقة ثرية ومتنوعة. الحمنة التراثي ولا تقتصر المعروضات التراثية على متاحف المدينة المنورة فحسب بل تمتد إلى المتاحف الواقعة في المراكز والمحافظات التابعة لها إذ يعرض متحف الحمنة التراثي والواقع في بادية الشلالحة بمركز الحمنة في طريق الهجرة ضمن أربع قاعات فيها العديد من القطع التراثية والتي تحكي واقع أبناء البادية قديما ويضم المتحف أركانًا متعددة للملابس الرجالية والنسائية التراثية بالإضافة إلى مستلزمات العروس والأدوات المنزلية ومستلزمات المطبخ والأدوات الحجرية والزراعية والفخارية. علاوة على أن المتحف يشمل قاعة لعرض الأسلحة والخناجر والسيوف وبعض البندقيات القديمة. 3 متاحف بخيبر ونظرًا للإرث التاريخي والحضاري الذي تتمتع به محافظة خيبر، كان للمحافظة نصيبًا وافرًا من المعروضات الأثرية القديمة ضمن 3 متاحف خاصة تشرف على أدائها الهيئة الهامة للسياحة والتراث الوطني بالمنطقة، وهي متحف الآباء والأجداد، متحف البيت التراثي، متحف البيت الشعبي كما تعرض هذه المتاحف مجموعة كبيرة من القطع التراثية المميزة من أدوات حجرية وفخارية ومنسوجات وأجهزة كهربائية استخدمت في العقود الماضية، بالإضافة إلى أن متحف البيت الشعبي تفرد باستخدام نماذج فنية تجسد واقع الحياة للمحافظة قديما وتحكي للزائر تاريخ وأصالة الماضي، حيث يقع المتحف في أحد بيوت قرى خيبر القديمة (قرية مكيدة) وقام صاحبه بترميمه بنفسه وبجهود ذاتية منه وأعاد الحياة له كما كان في السابق. متحف خليص ويعرض متحف محمد خليص الحربي بالعلا أيضًا ضمن قاعاته الثلاثة أجنحة خاصة للمقتنيات التراثية التي تضم أدوات الضيافة وجميع مستلزماتها من منافيخ ومحاميس وغيرها، ومجموعة من الأسلحة المختلفة وأيضا آلات التصوير القديمة ومواد التحميض والأدوات الكهربائية القديمة من تليفزيونات وأجهزة راديو، وكذلك المصنوعات الجلدية، بالإضافة إلى مجموعة من الملابس والمصنوعات الخصوصية والأواني النحاسية، وكذلك مجموعة من الكتب والمخطوطات القديمة. متحف أبورائد كما تحتضن محافظة العلا كذلك متحف أبورائد الخاص الذي يضم بين جنباته نحو3000 قطعة أثرية ضمن مجموعة من القطع التراثية النادرة والمهمة التي تمثل تراث محافظة العلا، حيث يجرى عرضها ضمن المتحف المكتمل في مساحة مقسمة ضمن قاعات صغيرة تضم كلٌ منها مجموعة متماثلة من حيث التخصص والوظيفة كالأسلحة والسيوف والبنادق والخناجر والرماح في قاعة خاصة وكذلك أدوات القهوة في مكان مخصص لها وأواني الطبخ في مكان وأدوات الزراعة. والملابس والحلّي النسائية. متحف رضوى وعلى الواجهة البحرية لمنطقة المدينة المنورة يعرض متحف رضوى الخاص بمحافظة ينبع العديد من المقتنيات التراثية القديمة التي تصور مختلف جوانب الحياة قبل عقود مضت، ويتضمن 6 قاعات تعرض الملبوسات ومشغولات النسيج والعربة القديمة والمحنطات بالإضافة إلى أدوات الحرب التي تشتمل على البنادق والسيوف والدروع القديمة وبعض اللوحات التشكيلية إلى جانب قاعة خاصة بالعملات والميداليات والأوسمة التذكارية الخاصة بالمحافظة الساحلية، كما تشرع القاعة الرابعة في أخذ زوارها في رحلة عبر التاريخ من خلال المخطوطات والصحف والكتب القديمة فيها، وتتضمن قاعة أخرى مجموعة من القطع النحاسية وأخرى فخارية وأدوات الطهي، وتتشكل في القاعة السادسة والأخيرة صورة عن الحياة البحرية بمحافظة ينبع من خلال عرض مجموعة الأسماك الكبيرة المحنطة وأدوات الصيد القديمة.