كتب - عبد الحميد غانم: انطلاقته الأولى كانت من شركة والده، حيث تدرّب على العمل في مجال المقاولات والأراضي والعقارات وهو في العاشرة من عمره، ليكتسب الخبرات العملية التي مكّنته من بدء مسيرته كرجل أعمال بعد حصوله على الثانوية العامة مباشرة.. لم يستطع العيش خارج عباءة والده والاتجاه إلى العمل في أي نشاط استثماري آخر، إيماناً منه بأن التركيز في مجال العقارات والأراضي والبناء وتطويره والاجتهاد فيه يأتي بعوائد أفضل من أنشطة استثمارية كثيرة.. ويرى أن مكاسب الاستثمار في قطاع العقارات والأراضي والبناء مضمونة بنسبة 100%، وأن هذا القطاع هو الملاذ الآمن لأي رجل أعمال والأفضل في تحقيق الأرباح بين باقي القطاعات الاستثمارية الأخرى.. خبراته واحتكاكه المباشر بقضايا الناس ومشاكلهم أفادته كثيراً في مجال العمل البلدي، لذلك تبنى هذه القضايا وقدّم بشأنها مقترحات أصدر المجلس البلدي المركزي فيها توصيات.. هو السيد محمد صالح الخيارين رجل الأعمال وعضو المجلس البلدي عن الدائرة السادسة عشرة.. التقيناه وكان معه هذا الحوار : > في البداية.. هل لك أن تحدّثنا عن بدايتك في مجال الأعمال؟ - والدي يرحمه الله كان حريصاً وأنا في العاشرة من عمري على تدريبي، وكنت أذهب معه إلى شركته الخاصة وفي أعماله والجهات الحكومية التي كان يتعامل معها، وعندما كبرت كنت على دراية تامة بكل كبيرة وصغيرة في مجال المقاولات والأراضي والعقارات. > ولماذا لم تتجه إلى أي نشاط استثماري آخر؟ - لم أستطع العيش خارج عباءة أبي يرحمه الله رغم أنني فكّرت كثيراً في تنويع نشاطي الاستثماري، لكن قطاع العقارات والأراضي والبناء مضمون بنسبة 100% وهو الأفضل في تحقيق الأرباح بين باقي القطاعات الأخرى، ولذلك الاستثمار في العقارات والأراضي والبناء هو الملاذ الآمن لأي رجل أعمال ولا يوجد مستثمر قطري إلا وله نشاط في هذا المجال.. قطاع الأراضي والعقارات والبناء نشاط مفتوح ومضمون بينما الأنشطة الاستثمارية الأخرى متخصّصة مثل قطاع الغيار والسلع الغذائية والصناعات الهندسية والخضار والفاكهة. > لكن تنويع النشاط الاستثماري أكثر ضماناً لرجل الأعمال؟ - أرى من وجهة نظري أن التركيز على نشاط واحد وتطويره والاهتمام به أفضل عشرات المرات من التنويع الاستثماري الذي أراه مقامرة بالنسبة لي، فمثلاً إذا كان لدي القدرة على العمل في 10 أنشطة استثمارية في الزراعة والصناعة والثروة الحيوانية وقطع الغيار والسلع والمواد الغذائية ومواد البناء والأجهزة الكهربائية.. لو ركّزت فقط في مجال الأراضي والعقارات والبناء سأحقق أرباحاً سنوية تفوق ما قد تحققه الأنشطة الأخرى، فالتركيز في نشاط واحد والاهتمام به وتطويره أفضل. > ومتى استقليت بذاتك كرجل أعمال؟ - بعد حصولي على الثانوية العامة مباشرة في فترة الثمانينيات بدأت تظهر شخصيتي كرجل أعمال خاصة أنني قضيت فترة السبعينيات في التدريب والتعلم من والدي، لكن ظللت أعمل مع والدي ولم أنشئ شركة خاصة بي حتى بعد وفاته وكان عمري حينها 45 عاماً بقيت أنا وأشقائي نعمل معاً في شركات والدي حتى وقتنا هذا. > وماذا عن التحديات والصعوبات التي واجهتك في حياتك العملية؟ - أي رجل أعمال يمر بظروف ويواجه تحديات صعبة، وأكثر هذه التحديات صعوبة التي واجهتنا عندما كان هناك كساد وركود كبير جداً في الأراضي خلال فترة الثمانينيات وهبطت أسعار الأراضي والعقارات بنسبة 70% وهذا كان أكبر تحد واجهني في بداية حياتي العملية، فمثلاً الذين كانوا يملكون أراضي في فترة السبعينيات واشتروا قطعة الأرض بمليون ريال باعوها في الثمانينيات بمبلغ 300 ألف ريال وبالتالي هذه الفترة أثرت بالسلب على نشاط الجميع. > وماذا تعلمت من والدك؟ - اكتسبت منه الخبرة وتعلّمت منه النقاء والشفافية والمصداقية والإخلاص في العمل، وطريقة التعامل مع الشراء والبيع والصبر وعدم الاستعجال، بالإضافة إلى أنني تعلّمت منه كيفية التعامل مع زملائي من أصحاب المهنة، وعدم التقليل من قيمة أي عقار، لأن كل عقار عزيز على صاحبه، كما تعلّمت منه آليات السوق والعمل الإداري في نشاط الأراضي والعقارات والبناء والمقاولات. > وهل كان والدك يقسو عليك خلال تعليمك وتدريبك في شركته؟ - والدي كان يغضب لأمرين، التهاون في الصلاة وقطع الرحم، فكان دائماً يوصيني بالمحافظة على الصلاة وصلة الرحم، وتدريبه ونصائحه لي في مجال العمل كانت هادئة ومتدرّجة ودائماً ما كنت أحضر معه مرحلة التفاوض عند الشراء والبيع وأتعلم منه، وكان يضعني في اختبارات عديدة ويرى كيفية تصرّفي فيها. > وماذا عن تجربتك في المجلس البلدي وترشحك منذ دورته الأولى؟ - السبب الأول والرئيس هو الإيمان بالديمقراطية، لأن البلدي كان أول حدث ديمقراطي على مستوى الدولة، ورأينا العملية الانتخابية تسير بحريّة وديمقراطية وغير مقيّدة بحزبية أو مرتبطة بأي شيء آخر، يذهب المواطن لصناديق الاقتراع ينتخب مرشحه بكل حريّة دون ارتباط بأي شيء آخر، وهنا تكمن جمالية التنافس.. الأجواء مع الترشح للبلدي عام 1999 كانت مشحونة بروح الانتخابات والعملية الديمقراطية، فكان اندفاع الجميع نحو التجربة الديمقراطية الوليدة، وهذه كلها كانت عوامل جذب لجميع المواطنين للمشاركة في العرس الديمقراطي والتعرّف عليه عن قرب بعد أن رأينا كبار السن والرجال والشباب والنساء وهم يقفون في طوابير طويلة للإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات للبلدي لتستمر مسيرة الديمقراطية والبلدي حتى وصلت للدورة الخامسة. > وهل استفدت من خبرتك العملية في مجال العمل البلدي؟ - نعم بكل تأكيد، خاصة أن عملي الخاص والتصاقي بالناس ووجودي بينهم ومعرفة مشاكلهم وقضاياهم جعلني أتبنى هذه القضايا والأفكار في شكل مقترحات وقدّمتها للمجلس وصدر بها توصيات، ومنها مثلاً سكن العزاب وارتفاع الإيجارات والأراضي والعقارات وموضوعات البنية التحتية وغيرها.