للوهلة الأولى لا تغريك الدلاء السوداء المتراصة في مؤخرة الشاحنة المفتوحة وسط الشارع دون حراسة تذكر، إلا أن نظرة عابرة لشعار الشاحنة الذي يشير إلى واحدة من أشهر شركات نقل وتسليم الأموال في الولايات المتحدة، دفعت الرجل متوسط العمر، متوسط الطول الذي كان يسير بجوارها إلى أن يشعر كأن مغارة الكنز قد فتحت أمامه وأنه "علي بابا". لم يستغرقه الأمر شيئاً ليحسم قراره بالتقدم في ثبات وسرعة نحو مؤخرة الشاحنة، حاملاً أحد الدلاء الذي يزن 86 رطلاً من رقاقات الذهب، تقدر قيمتها بنحو 1.6 مليون دولار. ودون أن يتضح إذا ما كان يعرف ماهية حمولته الثمينة أم لا انطلق بها مستغرقاً نحو ساعة في طريق لا يحتاج سوى 10 دقائق دون أن يوقفه أحد من المارة في الشارع المزدحم وسط النهار بمدينة مانهاتن الأميركية. هل كان يراقب الشاحنة أم وقع الأمر بالصدفة؟ هل كان يعلم بمحتوى الدلو أم وجد أمامه فرصة فانتهزها غير عابئ بالنتائج؟ هل كان يدرك أن الكاميرات المحيطة قد صورته بكل وضوح، أم أنه احتاط للأمر مسبقاً؟ كلها تساؤلات لم تفصح عنها شرطة نيويورك التي تطارد اللص منذ نحو شهرين، ولم يُجب عنها الفيديو الذي أفرجت عنه الشرطة مؤخراً، ويسجل الواقعة التي حدثت في أواخر سبتمبر/أيلول 2016، بحسب تقرير لصحيفة البريطانية. ومن الواضح أن الحارس توقف عن مراقبة الشاحنة، وذهب إلى مقدمتها للرد على هاتفه، فحدثت الواقعة في وضح النهار، غرب شارع 48 بوسط المدينة، والمزدحم بشدة في هذا الوقت من النهار. التقطت كاميرات مراقبة اللص وهو يهرول حاملاً الدلو مبتعداً عن الشاحنة، وبعد قليل، يظهر وهو يضع الدلو على الأرض، ليريح ذراعيه من الحمل قليلاً. ولكن بعد استراحة قصيرة، يحمل الدلو مجدداً، ويختفي داخل الشارع. تقول الشرطة إن اللص جرّ رقاقات الذهب عبر الشارع، مستغرقاً ساعة ليسير مسافة لا تستهلك في الطبيعي أكثر من عشر دقائق، ثم ركب بعد ذلك في شاحنة بيضاء وهرب. وتعتقد الشرطة أن اللص لم يكن يعلم في الأغلب ما بداخل الدلو، وتبحث الآن عن الرجل، الذي ربما يكون مختبئاً في ولاية فلوريدا، وفق تحرياتها. - هذا الموضوع مترجم عن صحيفة Daily Mail البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط .