تقوم أشهر الأسماء النسائية في المجال الدعوي المحلي على إقامة المحاضرات الدينية وبرامج الإفتاء المستمرة بلا تصاريح أو إبلاغ لوزارة الشؤون الإسلامية عن مجالات نشاطهن، متجاهلات بذلك الأوامر. وبحسب معلومات -حصلت الرياض عليها- فإنه حتى الآن لم تصدر وزارة الشؤون الاسلامية أي تصريح رسمي لأي داعية لممارسة البرامج الدعوية، على الرغم من كثافة البرامج الدعوية في المجمعات النسائية، سواء أكانت مدارس أم جامعات أم جوامع. ويأتي هذا في الوقت الذي اشترطت فيه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، على من يؤذن له بالدعوة ضمن البرامج الدعوية المؤقتة، بأن يكون متخصصاً في الشريعة وأن يحصل على تزكية من علماء معروفين، إضافة إلى أن يكون معروفاً بالوسطية وحسن التوجه ومعروف كذلك بالغيرة على الدين والوطن. وسبق أن وضعت الوزارة خمس آليات لمراقبة الدعاة والداعيات ومايقدمونه، وذلك من خلال متابعة بينها ما يرد في مواقع التواصل الاجتماعي وما ينشر في وسائل الإعلام، إلى جانب مراقبي الوزارة ومن خلال أئمة المساجد وملاحظات المواطنين والمقيمين. الوزارة تحدد شروط الرخصة وتؤكد: مسؤولو المساجد محاسبون عن أي مخالفة وقد أكدت وزارة الشؤون الإسلامية على أن مسؤولي المساجد محاسبون عن أي مخالفة تصدر بشأن إلقاء كلمات ومحاضرات في المساجد من رجال أو نساء غير مأذون لهم من قبل الوزارة. فيما علقت الداعية السعودية منذ أكثر من ١٧ عاما “نائلة السلفي” قائلة: جميع المناشط الدعوية النسائية المنفذة من قبل الداعيات تتم بغير ترخيص، مشددة على أهمية استخراج تصاريح لممارسة الدعوة وذلك لضبط العمل الدعوي، ومنع استغلال ضعاف النفوس لتلك المناشط لأهداف تضر بأمن الوطن. وأبانت في حديث مع “الرياض” أن ٣٥ داعية أساسية يعملن في ١٧ مكتبا من مكاتب الدعوة والتوجيه والإرشاد بالعاصمة الرياض، من الأقسام واللجان النسائية رفعوا إلى وزارة الشؤون الاسلامية بأن يكون لهم خطة عمل واضحة ومهام معروفة وماهي المواد الجزائية المترتبة في حال تجاوزوا الحدود، بهدف التنظيم. لافتة في ذات السياق أنها تحرص من خلال مهام عملها ومسؤوليتها بإلزام الداعيات اللاتي يتبعن مكتبها، بتسليم بياناتهن كاملة وأرقام التواصل والعنوان، وتطلب منهن تسليم الأطروحات الدعوية اللاتي يطرحنها، كما تحضر لهن محاضراتهن بهدف معرفة منهج الداعية وفكرها، كإجراء فردي منها. وتابعت: هناك للأسف من استغل تلك المناشط بهدف تمرير رسائل معينة، مؤكدة بأنها سبق أن وقفت على مثل هذا النوع من الممارسات وتواصلت مع وزارة الشؤون الإسلامية بتقديم بلاغ، مستدركة بأن غالبية البرامج الدعوية تحظى برقابة من قبل الوزراة، موضحة أن تلك الرقابة تكون فقط على الداعيات التابعات لمكاتب الدعوة والتوجيه والإرشاد. وطالبت الداعية السعودية نائلة بأن يتم تحديد المساجد والجوامع والدور التي يتم فيها إقامة البرامج الدعوية، خاصة في شهر رمضان المبارك الذي تقدم فيه محاضرات بشكل يومي تحت مسمى الكلمة والتذكير، فيجب أن يعرف من سيتحدث وما هو الموضوع الذي سيتحدث ضمنه.