النسخة: الورقية - سعودي المرض حال إنسانية ترق معها أشد القلوب قسوة وتلين.. ولكنه لدينا أصبح حال تندّر وسخرية، بل وخيانة وهرب. حدث هذا مساء الأربعاء وابن الوطن سامي الجابر مدرب الهلال على الكرسي المتحرك في أحد المستشفيات يطلب راحة لجسده المتعب الذي أنهكته الحمى، فيما ملأت الشماتة الفضاء والأرض، وأيقنت بعدها أننا وصلنا إلى مرحلة من التعصب لا يرجى برؤها حتى لو تدخل مبضع الجراح، ذلك أنها كانت حالاً مرضيّة، ثم غدت مرضاً عضالاً نهايته «فالنار تأكل بعضها ... إن لم تجد ما تأكله»، نعم هذا دواء الحسد الوحيد، وما يحدث ليس إلا نتيجة حسد وتمني زوال نعمة، وما يؤلم حقاً في هذا الموقف أن البقية الباقية من قناع الوسط الرياضي قد تكشفت في شكل سافر في موقف يفترض أن تواري فيه سوءات نفوسها وتعصبها، ذلك أننا في مجتمع مسلم تربى منذ نعومة أظفاره تربية إسلامية على شريعة سمحاء أساسها بنيان واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، لكنه أصبح لأجل كرة القدم «يحمل أسفاراً» لا قيمة لها. مساء الأربعاء لم يبق أحد، حتى المتردية والنطيحة من الجمهور والإعلام الرياضي، لم يخض في الاعتلال الصحي المفاجئ لصحة سامي الجابر، ولكن أحداً لم يكلف نفسه البحث عن الحقيقة، لأنه فعلاً لا يريدها ويتمنى تعزيز رأيه ومصداقية ما يكتب عله يخرج بمجد شخصي على حساب المهنية... بعضهم هزه الموقف ولكن للأسف ليس ألماً لما حدث أو تعاطفاً، وإنما فرحاً بمرضه وتمنياً لنهايته، وما ذلك إلا لأنه أبكاه لاعباً وإدارياً ومدرباً، فيما جرى قطيع آخر خلف معلومة كاذبة أعادت فصول حكاية يرددها ببغاوات الإعلام تقول: «متدرب لا يحمل رخصة تدريب معتمدة، فتمارض ليهرب من الفضيحة»، فكانت الفضيحة المدوية في وجه الكاذبين ظهور صورة البطاقة الدولية وبصورة سامي الجابر وبتاريخ يثبت صدورها بداية الموسم. ابتلي الوسط الرياضي ولأجل الميول فقط بمن يعبثون كثيراً ويكذبون أكثر ويشمتون ويشتمون ويدخلون نفق السيئات المظلم ويوغلون في المسير حتى لا يبقى في الصدور متسع لعفو أو تسامح، وبعد التلوث يخرجون مستعطفين معتذرين عما اقترفته أيديهم وألسنتهم ويدعون أن ذلك من شيم الكبار، وما علموا أن الكبار هم من لا يخوض في الصغائر ويتحلى بالروح الرياضية. بقي أن أقول إن مرض سامي كشف لنا عن الفصل الأخير المتبقي من فصول التعصب الرياضي، وفي وحله سقط كثيرون. azfmonfred@gmail.com Qmonira@