×
محافظة الرياض

الرياض: «الأمانة» تعلن عن إنشاء 68 «مبسطاً نسائياً»

صورة الخبر

النسخة: يشكل الحفاظ على سعر برميل النفط عند متوسط يساوي 100 دولار التحدي المقبل الذي ستواجهه منظمة «أوبك» خلال السنوات المقبلة مع تطلعات كل من العراق وإيران إلى مواصلة زيادة إنتاجهما من النفط إلى ما فوق تسعة ملايين وخمسة ملايين برميل يومياً على التوالي بحلول 2020. فهل هناك منافذ وأسواق تستطيع ان تستهلك هذه الكميات الكبيرة المقبلة من النفط التقليدي مع دخول الولايات المتحدة نادي الدول المصدرة للنفط وتوقفها في استيراد النفط الخفيف من الدول الأفريقية وكذلك النفط الفنزويلي. وهل تستطيع الأسواق الآسيوية الواعدة مثل الصين والهند استيعاب هذه الكميات في الوقت ذاته ومن مصادر عديدة في آن؟ ألن يكون هذا مصدر قلق للدول المصدرة للنفط؟ وألن يشكل حافزاً للصين لقبول هذه الكميات وفق شروطها لا شروط الدول المصدرة للنفط؟ وألن يؤدي هذا إلى ضعف في أسعار النفط عالمياً؟ قد تستطيع منظمة «أوبك» بداية التعامل مع الكميات المقبلة من العراق وإيران في حدود مليوني برميل وذلك بخفض إنتاج بعض أعضاء دول المنظمة وتعديل حصص الإنتاج وسقفه. ولكن هذا لن يستمر طويلاً فكل من العراق وإيران في حاجة إلى أسواق آمنة يستطيعان منها زيادة مبيعاتهما وبكثافة، ما يزيد احتمال أن ينافسا الدول المصدرة الكبرى في «أوبك». وقد تدخل المنظمة في خلاف قد يؤدي إلى خفض حاد في أسعار النفط المر الذي لن يكون في صالح أي من دول المنظمة، خصوصاً العراق وإيران، فالغرض الأساس من زيادة إنتاجهما هو الحصول على تدفقات نقدية متواصلة وبمعدلات أعلى لسعر النفط الخام، كما ان طموحاتها كبيرة وهما في حاجة ماسة إلى بناء البنية التحتية النفطية، ما يجعل ضعف سعر البرميل بمعدل اقل من 100 دولار تطوراً لن يصب لمصلحتهما. ولن تكون الأسواق النفطية الواعدة قادرة على استيعاب هذه الكميات إضافة إلى الكميات المقبلة من أفريقيا وفنزويلا نتيجة لاكتفاء الولايات المتحدة بالنفط الصخري المحلي الخفيف، فلن تنتعش الأسعار مهما خفضت بعض دول «أوبك» من إنتاجها. والتحدي الآخر يتمثل في مدى قدرة الدول النفطية على ان تتعايش مع معدل سعري يقل عن 100 دولار فكل الدول النفطية تبني موازناتها وفق سعر لبرميل النفط يتراوح بين 85 و100 دولار، خصوصاً الدول ذات الكثافة السكانية العالية من دول «أوبك». هنا تبرز ضرورة التنسيق بين مختلف دول المنظمة وألا تدخل الدول الأعضاء في حرب أسعار بإعطاء الحسوم والمغريات والتلاعب بأساليب المقايضة إذ ان هذا سيضعف معدل سعر برميل النفط في حين ان الطلب العالمي لن يستطيع ان يلحق بمعدلات الزيادات المقبلة من النفط التقليدي والصخري. هي تحديات كبيرة ستكون مصيرية في حياة المنظمة النفطية. والتنسيق قد يكون الفرج والأمل وقبله يجب ان يكون البدء بشد حزام ووقف الهدر تدريجاً في كل الدول الأعضاء من دون استثناء.   كاتب متخصص في شؤون الطاقة - الكويت